أبرز الأخبارسياسة عربية

واشنطن تجري مفاوضات مع أطراف مهمة في ليبيا لسحب القوات الأجنبية والمرتزقة

مؤتمر دولي جديد حول ليبيا في برلين غداً لضمان اجراء الانتخابات

تجري الولايات المتحدة الأميركية محادثات مع بعض الأطراف المهمة في ليبيا بشأن انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد قبل إجراء الانتخابات المقررة نهاية شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وذكر ريتشارد نورلاند المبعوث الأميركي الخاص لليبيا أن الولايات المتحدة لن تنتظر حتى العام المقبل لتحقيق «بعض التقدم» في هذا الملف.
قال مبعوث واشنطن الخاص لليبيا ريتشارد نورلاند للصحفيين الاثنين إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع بعض الأطراف المهمة في البلاد بشأن انسحاب قوات أجنبية قبل الانتخابات المقررة في كانون الأول (ديسمبر).
وقال المبعوث الخاص لليبيا إن جزءاً من أهمية الانتخابات في ليبيا يكمن في أن حكومة قوية مشروعة ويعتد بها قد تضغط على الأطراف الأجنبية لسحب قواتها.
وأضاف نورلاند قبل توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى برلين للمشاركة في المؤتمر الثاني بشأن ليبيا هذا الأسبوع «سيكون ذلك تطوراً مهماً للغاية ومؤثراً جداً لكننا لا نقترح الانتظار حتى العام المقبل في محاولة لتحقيق بعض التقدم». وتابع «هناك مفاوضات جارية مع بعض الأطراف المهمة تهدف إلى محاولة دفع بعض المرتزقة والمقاتلين الأجانب للرحيل».
وعانت ليبيا من الفوضى والعنف لمدة عقد منذ أطاحت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011 الزعيم الراحل آنذاك معمر القذافي، لكن الطرفين المتحاربين الرئيسيين وافقا هذا العام على تشكيل حكومة جديدة.
لكن رغم أنه ينظر لتشكيل حكومة موحدة والضغط من أجل إجراء انتخابات عامة في كانون الأول (ديسمبر) على أنه أفضل أمل منذ سنوات للتوصل إلى حل سياسي مستدام، فلا تزال تلك العملية تواجه تحديات.
ولا تزال معظم الأراضي خاضعة لسيطرة جماعات محلية مسلحة، كما لم تسحب قوى أجنبية كبرى مقاتليها من خطوط القتال وفضلاً عن ذلك، لا يزال هناك خلاف بين شخصيات كبرى بشأن إدارة موارد ليبيا الاقتصادية.

مؤتمر دولي جديد

تلتقي الدول الرئيسية المعنية بالنزاع الليبي الأربعاء مجدداً في برلين في إطار مؤتمر جديد الهدف منه ضمان إجراء انتخابات في ليبيا نهاية السنة الحالية وانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من هذا البلد.
وللمرة الأولى تشارك الحكومة الانتقالية الليبية في المؤتمر الذي يعقد على مستوى وزراء الخارجية.
في 19 كانون الثاني (يناير) 2020 جمع مؤتمر أول في العاصمة الألمانية برعاية الأمم المتحدة قادة الدول المعنية بالنزاع التي توصلت إلى اتفاق هش لوقف الحرب.
وتحاول ليبيا تجاوز عقد من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي العام 2011.
وسيبحث المجتمعون في برلين في العملية الانتقالية الليبية منذ المؤتمر الأخير و«المراحل المقبلة لفرض استقرار دائم» للوضع على ما أوضحت وزارة الخارجية الألمانية المضيفة للمؤتمر.
ومن المقرر أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بمداخلة عبر الفيديو. وستمثل الولايات المتحدة بوزير الخارجية انتوني بلينكن الذي يقوم بجولة أوروبية.

عودة الانقسامات

وسيكون الرهان الأساسي ضمان أن تنظم في 24 كانون الأول (ديسمبر) المقبل انتخابات رئاسية وتشريعية وعدت الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الحميد الدبيبة بإجرائها.
لكن ثمة شكوكًا حول إرادة السلطة الفعلية بتنظيم هذا الاقتراع.
وكان وزير الداخلية الليبي السابق فتحي باشاغا الذي يرجح أن يكون مرشحاً في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تقام للمرة الأولى بالاقتراع العام المباشر، نبه في الثاني من حزيران (يونيو) الحكومة من مغبة تأجيل الانتخابات.
وأوضح لوكالة فرانس برس «بطبيعة الحال فإن الحكومة تتمنى ألا تتحقق هذه الانتخابات ولكن هي ملزمة بأن تدعم هذه الانتخابات».
وقال جلال حرشاوي الخبير بالشؤون الليبية في مؤسسة «غلوبال إنيشاتيف» البحثية لوكالة فرانس برس إن مؤتمر برلين قد «يكتفي باعلان نوايا بسيط» لكنه قد يسمح كذلك باحراز «تقدم» باتجاه تنظيم انتخابات كانون الأول (ديسمبر) مع اتفاق محتمل في تموز (يوليو) على الأسس القانونية للاقتراع.
وبعد فشل متكرر لإخراج ليبيا من الفوضى استمر عقداً من الزمن، أفضى حوار ليبي رعته الأمم المتحدة في جنيف في الخامس من شباط (فبراير) الماضي إلى تشكيل مجلس رئاسي وحكومة موحدة يرأسها عبد الحميد الدبيبة صادق عليها البرلمان في آذار (مارس). وأعاد ذلك الأمل المفقود باحتمال تحسن الوضع.
ويعول الاتحاد الأوروبي على السلطة كذلك لحل مشكلة المهاجرين الذين يبحرون من السواحل الليبية في زوارق غير آمنة تحمل أكثر من طاقتها في غالب الأحيان، في محاولة للوصول إلى أوروبا.
لكن الانقسامات عادت لتظهر بين السلطة في طرابلس والمشير خليفة حفتر في شرق البلاد.
ورغم الهدنة الرسمية القائمة منذ في تشرين الأول (أكتوبر) حذر الموفد الدولي الخاص إلى ليبيا يان كوبيتش من أن عملية سحب القوات الأجنبية وتوحيد المؤسسات، تشهد جموداً.

تهديد جديد

وتشكل مسألة سحب القوات الأجنبية نقطة مركزية إذ تغذي قوى خارجية بشكل واسع النزاع في ليبيا.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في مقابلة الاثنين مع صحيفة «دي فيلت» إن «الأطراف الذين تعهدوا خلال اجتماع برلين الأخير (خلال المؤتمر السابق) سحب قواتهم لم يفوا بوعدهم» في إشارة مبطنة ألى روسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة.
وأضاف «إذا أردنا ان يتمتع الليبيون بحق تقرير المصير يجب أن ترحل القوات الأجنبية».
في كانون الأول (ديسمبر) قدرت الأمم المتحدة بنحو 20 ألفاً عدد المرتزقة والمقاتلين الأجانب في ليبيا من روس في مجموعة فاغنر الخاصة وتشاديين وسودانيين وسوريين وغيرهم.
وينتشر مئات من العسكريين الأتراك بموجب اتفاق ثنائي مبرم مع حكومة طرابلس السابقة.
في نهاية نيسان (أبريل) طالبت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي معاً بانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا.
إلا أن دبلوماسيين في الأمم المتحدة أعربوا عن خشيتهم من التهديد الذي يشكله هؤلاء الرجال المدججون بالسلاح على المنطقة عند انسحابهم. فقد قُتل الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو في نيسان (أبريل) خلال هجوم شنه متمردون تشاديون انطلقوا من ليبيا.

فرانس24/رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق