سياسة لبنانيةلبنانيات

بوريل يرسم صورة سوداء عن لبنان تحتم الاسراع بالعقوبات

اصرار على اجراء الانتخابات في موعدها لانها تؤمن التغيير

على الرغم من هدوء الحملات السياسية التجريحية بعدما بلغت حداً عالياً، استمرت الاتهامات بالتعطيل، حتى مل المواطنون من هذه الاسطوانة التي تكاد لا تنتهي وهم لم يعودوا يصدقون احداً من هذه المنظومة السياسية المتحكمة. حتى الدول الاوروبية الصديقة للبنان والتي يهمها استقراره وسلامته اصيبت بخيبة امل بعد زيارة المفوض الاعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي، جوزف بوريل وما سمعه من المسؤولين اذ تأكد ان الخلافات على حالها، لا بل انها تتصاعد لترسم هذه الصورة السوداء التي كونها عن الوضع اللبناني. فعاد ورفع تقريره الى وزراء خارجية دول الاتحاد لاتخاذ ما يلزم من عقوبات علها تساعد على الحلحلة، وتحمل الاطراف على تقديم القليل من التنازلات لانقاذ الوطن.
في هذا الوقت يبدو المواطنون غير مبالين لا بالسياسيين ولا بخلافاتهم بعدما يئسوا من قدرتهم على ايجاد الحلول للقضايا المعيشية. فالكهرباء ودعت اللبنانيين حتى ان بعض المناطق في بيروت الادارية باتت حصتها من نعمة النور لا تزيد عن ساعة واحدة في الاربع والعشرين ساعة، رغم الحديث عن بواخر جرى تفريغها. اما الاسعار فرافقت هبة الدولار الجنونية وبلغت ارقاماً قياسية بات متعذراً على السواد الاعظم من اللبنانيين بلوغها، خصوصاً وان المعاشات التي لا يزال عدد قليل منهم يحصلون عليها، لم تعد تتعدى المئة دولار في افضل حال. هذا فضلاً عن انقطاع الادوية التي بدونها يصبح الكثيرون عرضة للموت. اما الحصول على ليتر من البنزين لتأمين التنقل والوصول الى مراكز العمل فاصبح من المهمات شبه المستحيلة. امام هذا الواقع المؤلم المسؤولون صامتون يتفرجون على قهر الناس ولا يبالون.
كل ذلك ولا يزال المجلس النيابي يتهرب من اقرار البطاقة التمويلية والتي يتوقع ان يثير توزيعها الكثير من المشاكل، اذ هناك حديث حول انها قد تستخدم لغايات انتخابية، فينالها المناصرون ويحرم منها المستقلون المحايدون.
وسط هذا الجحيم الذي يغرق فيه اللبنانيون ولا مبالاة المسؤولين، الذين لا تهمهم الا مصالحهم وحصصهم من المغانم، وقد كان البطريرك الماروني بشاره الراعي واضحاً في حملته عليهم وعلى التذرع بالصلاحيات التي قال انها لا تطعم جائعاً ولا تؤمن له كهرباء ولا دواء ولا محروقات، وسط هذا السواد المدلهم اصبح البحث عن بديل لهذه الطبقة السياسية ضرورياً وملحاً وهذا ما يسعى اليه الاتحاد الاوروبي الذي يحظى بتأييد الولايات المتحدة والدول العربية. لان لبنان بات بحاجة الى قيادة تتطلع الى مصلحة البلد والمواطنين بعيداً عن مصالحها الخاصة. ومن هنا الاصرار على اجراء الانتخابات في موعدها لانها الوسيلة الديمقراطية الوحيدة التي تحمل التغيير، شرط ان يكون المواطن واعياً فلا يترك الالاعيب السياسية تؤثر على قراره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق