دولياترئيسي

قمة بايدن وبوتين: اتفاق على إعادة تبادل السفراء وإجراء «مشاورات حول الأمن الإلكتروني»

عقد الرئيسان الأميركي والروسي مؤتمرين صحفيين منفصلين عقب قمتهما التي وصفت «بالتاريخية» في جنيف الأربعاء، بهدف خفض التوتر القائم بين الطرفين. ورغم أن ما من آمال كبيرة علقت على هذا اللقاء في حل الخلافات والملفات المتنوعة المطروحة، إلا أن الطرفين أكدا أن الاجتماع تميز بالإيجابية معلنين عن إعادة تبادل السفراء بين بلديهما.
وصف الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء النقاشات التي جمعته مع فلاديمير بوتين بأنها «إيجابية»، لكنه حذر نظيره الروسي من أن واشنطن لن تتسامح مع أي تدخل في الانتخابات الأميركية.
وأوضح بايدن في مؤتمر صحفي عقب القمة الثنائية في جنيف أن «نبرة اللقاء برمته… كانت جيدة وإيجابية»، مضيفاً «أوضحت أننا لن نتسامح مع محاولات انتهاك سيادتنا الديمقراطية أو زعزعة انتخاباتنا الديمقراطية وسنرد» في حال حصل ذلك.
هل حققت القمة التوقعات المرجوة منها؟
وقال بايدن «أعتقد أن آخر شيء يريده بوتين الآن هو حرب باردة»، مضيفاً أنه شدد خلال المحادثات على أن «بعض البنى التحتية الحيوية يجب أن تكون بمنأى عن الهجمات، سواء كانت إلكترونية أو بأي وسيلة أخرى».
كما اعتبر بايدن أن نظيره الروسي أجرى مقارنات «سخيفة» حول حقوق الإنسان إثر قمتهما الثنائية الأربعاء في جنيف.
ورداً على تصريحات أدلى بها بوتين حول اقتحام مبنى الكابيتول في كانون الثاني (يناير)، قال بايدن في المؤتمر الصحفي إن نظيره الروسي أجرى مقارنة خاطئة بين هجوم «مجرمين» على مبنى الكابيتول والتظاهرات السلمية في روسيا لأناس حرموا من حرية التعبير.
ولفت الرئيس الأميركي إلى أن الأفعال التي أقدم عليها الرئيس الروسي «تضعف» وضع بلاده على الساحة العالمية. وأضاف: «كيف سيكون الحال إذا انخرطنا في الأنشطة التي قام بها؟».
وقال: «هذا يضعف وضع بلد يحاول باستماتة ضمان الاحتفاظ بوضعه كقوة عالمية كبرى».

بوتين يعلن إعادة تبادل السفراء

وكان بوتين قد عقد مؤتمراً صحافياً قبل بايدن، أعلن خلاله الاتفاق على عودة سفيريهما، إثر محادثات ثنائية في جنيف. وقال بوتين خلال المؤتمر عقب القمة في جنيف «سيعودان إلى أماكن عملهما»، وأضاف أن توقيت عودتهما «مسألة إجرائية بحتة».
وفي هذا الإطار قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في وقت لاحق إن السفير أناتولي أنتونوف سيعود للولايات المتحدة بحلول نهاية الشهر الجاري.
إلى ذلك، أعلن بوتين الأربعاء أنه تباحث مع بايدن حول احتمال تبادل سجناء، لافتاً إلى إمكانية التوصل إلى «تسويات».
وتابع بوتين: «أثار الرئيس بايدن هذا الموضوع تباحثنا في الأمر، قد تكون هناك تسويات معينة». وأضاف: «ستعمل الخارجيتان الروسية والأميركية في هذا الاتجاه».
كما جدد الرئيس الروسي قبيل القمة عرضه لتبادل مساجين بناء على «مسائل ذات طبيعة إنسانية» بعد أن أعلن بايدن أن ملف المواطنين الأميركيين المحتجزين في روسيا سيكون على جدول الأعمال.
واعتبر الرئيس الروسي أنه ليس على واشنطن أن تقلق من عسكرة روسيّة للقطب الشمالي الاستراتيجي وحيث لا تخفي روسيا طموحاتها.
وقال إن «قلق الطرف الأميركي من العسكرة لا أساس له على العكس، أنا مقتنع بأنه علينا التعاون».
وأشار بوتين إلى أن «لا جديد» في ما تقوم به روسيا في المنطقة القطبية الشمالية، وإن بلاده «تعمل على إصلاح البنى التحتية المدمرة» في المنطقة. وأكد بوتين أن روسيا تعتزم «التقيّد التام بالمعايير القانونية الدولية».
وحول قضية المعارض المسجون ألكسي نافالني، اعتبر بوتين أن نافالني انتهك القانون حين ذهب إلى ألمانيا للعلاج إثر تعرضه للتسمم.
وأوضح: «هذا الشخص كان يعلم أنه ينتهك القانون في روسيا»، في إشارة إلى خرق نافالني لشروط السجن مع وقف التنفيذ.
أما عن الهجمات الإلكترونية، أكد بوتين أنه اتفق مع بايدن على إجراء «مشاورات حول الأمن الإلكتروني»، في وقت يتبادل البلدان التهم بارتكاب عدد كبير من الهجمات الإلكترونية.
وقال بوتين «اتفقنا على بدء مشاورات حول الأمن الإلكتروني»، مضيفاً أن «أكبر عدد من الهجمات الإلكترونية في العالم مصدره الولايات المتحدة» وانتقد عدم تعاون واشنطن في هذا الشأن.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق