أبرز الأخبارالاقتصادمفكرة الأسبوع

بايدن والاتحاد الأوروبي يعلنان هدنة في نزاع استمر 17 عاماً بشأن صناعة الطيران

أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الثلاثاء عن هدنة لمدة خمس سنوات في تسوية الخلاف القديم المتعلق بشركتي ايرباص وبوينغ الذي كان يسمم علاقتهما، في مؤشر على تهدئة بين الطرفين بعد سنوات من التوتر في عهد دونالد ترامب.
أكد مسؤولون أوروبيون وأميركيون الثلاثاء التوصل الى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لحل خلافهما القديم حول الإعانات غير القانونية الممنوحة لشركتي ايرباص وبوينغ لصناعة الطيران.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بعد وصول الرئيس الأميركي جو بايدن الى بروكسل لعقد قمة بين الاتحاد والولايات المتحدة هي الأولى منذ 2017، «بدأ الاجتماع باحراز تقدم بشأن الطائرات. كنا قد قررنا معاً حل هذا الخلاف. اليوم أوفينا بوعدنا».
وأضافت «هذا الاتفاق يفتح فصلاً جديداً في علاقاتنا لاننا ننتقل من خلاف الى تعاون في مجال الطيران بعد نزاع استمر 17 عاماً».
واوضح الرئيس الاميركي جو بايدن ان الطرفين وافقا على تعليق الرسوم الجمركية العقابية المفروضة في إطار هذا الخلاف، لمدة خمس سنوات، مشيداً بـ «اختراق مهم».
واضاف «اتفقنا على العمل معا بهدف التصدي للممارسات غير التجارية للصين في قطاع الطيران والتي تمنح الشركات الصينية افضلية غير عادلة. انه نموذج نستطيع ان نعول عليه لخوض تحديات اخرى يطرحها النموذج الاقتصادي للصين».
تحاول الولايات المتحدة كسب تأييد الاتحاد الأوروبي في صراع القوة الذي تخوضه مع الصين وتريد الاستفادة من هذه القمة لتهدئة العلاقات بين جانبي الأطلسي التي شهدت توتراً شديداً خلال عهد دونالد ترامب.

تحدي الصين

وقال بايدن في وقت سابق «أميركا عائدة. من المصلحة المطلقة للولايات المتحدة ان يكون لديها علاقة عظيمة مع حلف الاطلسي والاتحاد الأوروبي» فيما كانت تستقبله فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
يتيح الاتفاق لبايدن عشية قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يثبت أن «الولايات المتحدة وأوروبا متماسكتان».
يتواجه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منذ تشرين الأول (اكتوبر) 2004 أمام منظمة التجارة العالمية حول المساعدات العامة التي تدفع الى مجموعتي صناعة الطيران باعتبارها غير قانونية.
في ظل إدارة ترامب سُمح لواشنطن في تشرين الأول (اكتوبر) 2019 بفرض رسوم على ما قيمته حوالي 7،5 مليار دولار (6،8 مليار يورو) من البضائع والخدمات الأوروبية المستوردة كل سنة، بنسبة 25% على النبيذ والمشروبات الروحية و15% لطائرات ايرباص.
في قرار مماثل بعد عام، سمحت منظمة التجارة العالمية لبروكسل بفرض ضرائب على المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين يفرض الاتحاد الأوروبي تعرفات جمركية على ما قيمته 4 مليارات دولار من الصادرات الأميركية.
رحب وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير بـ «اتفاق جيد» ودعا الى إغلاق هذا الملف «بشكل نهائي». من جهته قال وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر «إنه نبأ ممتاز للشركات الفرنسية والأوروبية».
وقالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية «كان ذلك احد اقدم النزاعات واكثرها كلفة في تاريخ منظمة التجارة العالمية وقد اظهر الجانبان انه يمكن حتى معالجة الخلافات الاكثر تعقيداً».
واشادت مجموعة بوينغ بالاتفاق، وقال ناطق باسم ايرباص في تصريح وصل الى وكالة فرانس برس إن هذا الاتفاق «يتيح خلق ظروف منافسة عادلة كما كنا ندعو منذ بداية الخلاف».
ورحب وزير الزراعة الاسباني لويس بلاناس بـ «نهاية الرسوم الجمركية التي كانت تفرض في شكل غير عادل على الصناعات الغذائية الاسبانية وخصوصا زيت الزيتون والنبيذ والاجبان».
كما أشاع نبأ الاتفاق ارتياحا لدى مصدري النبيذ والمشروبات الروحية الفرنسيين.

ملفات لم تحل

الى جانب النزاع بشأن ايرباص وبوينغ، هناك خلافات بين الطرفين حول صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية ويرغب الاتحاد بتسوية هذه المسألة بحلول كانون الأول (ديسمبر).
واعلنت فون دير لايين تشكيل مجموعة عمل حول هذا الملف وقالت «انا واثقة باننا سنتوصل الى حل».
وقال رئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال ان القمة كانت «لحظة مهمة مع خطوات اولى (…) سنواصل العمل بهذه الروح مع ادراكنا التام ان بعض الموضوعات ستكون اكثر صعوبة بالتأكيد».
واعتبر إريك موريس من معهد «شومان» أن بايدن يعتزم «تسوية الخلاف للتركيز على أولويته، وهي الصين».
في المقابل، سيسعى الأوروبيون «لمعرفة ما هو هامش المناورة المتاح لهم ضمن هذا التحالف ضد بكين. هناك توافق بينهم على عدم الاصطفاف تماماً لأسباب جيوسياسية من الجانب الفرنسي، واقتصادية من الجانب الألماني».
وعشية قمة اولى مع فلاديمير بوتين في جنيف، غادر بايدن بروكسل.
واكدت فون دير لايين ان الدول الاوروبية «موحدة بوضوح على صعيد مقاربتها حيال جارها الاكبر»، لافتة الى ان «العلاقة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا تشهد حالياً مرحلة سلبية».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق