رئيسيسياسة عربية

لا حرب اهلية في لبنان رغم مخاوف الخارج

هل تنجح جهود المسؤولين الامنيين في تنفيذ الخطة الامنية في طرابلس ونزع فتيل الانفجار وايقاف عناصر الطابور الخامس الذين يعملون على التفجير، وعلى ابقاء ساحة طرابلس مشتعلة، لاستخدامها في اي وقت وعند الحاجة؟ وهل سيتمكن المسؤولون، ووزير الداخلية تحديداً، من تثبيت الاستقرار واقامة هدنة ثابتة وتحويل طرابلس الى منطقة آمنة على غرار المناطق الاخرى، وتعطيل الادوات التي تستخدمها قوى اقليمية لاغراضها وليس لاغراض لبنانية، بعدما تحول لبنان بموافقة بعض الافرقاء الى مسرح يستخدم من قبل اللاعبين الدوليين والاقليميين في الصراع السوري؟

يعطي احد الوزراء الدليل بعدما رفض افرقاء ان يدقق لبنان في دخول النازحين السوريين واعتماد مبدأ المصفاة كما فعلت تركيا والاردن والعراق، لوقف التدفق الى لبنان وقد بات وجودهم يفوق طاقة استيعابه، واصروا على ابقاء المعابر مفتوحة رغم تجاوز عدد النازحين المليون و200 الف ما عدا الذين دخلوا خلسة، وبدأ هذا الملف يترك تداعياته على الوضع، وبات وفق مصادر ديبلوماسية عبئاً على لبنان يسهم في الاضطرابات وفي المخالفات على انواعها. وتكشف التقارير الامنية مدى هذا التأثير على الحالة الامنية.
لم يعد الوضع في طرابلس خافياً على احد. فبعد اعتراف الرئيس بشار الاسد بأن «جبل محسن هو جزء من سوريا»، اعلن النائب السابق علي عيد الذي استدعته شعبة المعلومات للاستماع الى افادته في اعترافات سائقه بانه هرّب المتهم بتفجير المسجدين الى سوريا، «انه جندي بسيط في جيش الاسد ومجند لدى الرئيس بشار الاسد». ورفض المثول امام مفوض الحكومة لاعطاء افادته، واعتبر الشيخ اسد العاصي زعيم الطائفة العلوية الاستدعاء استهدافاً للطائفة لن تقبل به… يقول احد نواب طرابلس ان هذه المواقف تعطي صورة واضحة عن حقيقة ما يجري، وعن استخدام ساحة طرابلس من قبل سوريا بدل عن ضائع من معركة القلمون، بعدما حذرت موسكو وواشنطن سوريا من خطورة المغامرة في هذا الظرف، لئلا تترك نتائجها تداعيات على انعقاد مؤتمر «جنيف – 2»، وتدعو الخطة الامنية اللاعبين الى التجاوب للحفاظ على الاستقرار بعدما اكدت الاطراف «ان لا حرب اهلية في لبنان».

لا عودة للاقتتال
وفي موقف للرئيس نبيه بري، اشار الى ان هناك امنين في لبنان: امناً لبنانياً – لبنانياً وامناً اقليمياً، وان احداً من الافرقاء لا يريد العودة الى الاقتتال كما حدث عامي 1958 و1975 وان الامن هو للدولة. كما عكست مواقف سليمان وميقاتي اجواء ايجابية قياساً لما يجري حولنا مؤكدين ان الوضع ممسوك ومتماسك من قبل الاجهزة. ويقول وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل ان لا عودة الى الوراء في طرابلس وان الخطة ستنفذ ولو بصعوبة بسبب تناغم الساحة الشمالية مع تطورات الازمة السورية. وقرر «اللاعبون» المحليون والخارجيون حصر المواجهات في هذه الساحة حتى اشعار اخر. ويسعى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى تسريع خطوات تنفيذ الخطة ويكثف لقاءاته بالمسؤولين بعدما اعطى توجيهاته الى الاجهزة القضائية والامنية بالتشدد في الاجراءات، ومطالبة «قادة المحاور» بتسهيل دخول الجيش الى باب التبانة بعدما ابلغ هؤلاء وزير الداخلية «عدم ثقتهم ببعض الاجهزة» ومطالبتهم باصدار مذكرات توقيف بحق المتهمين بتفجير المسجدين وهم معروفون، والقاء القبض عليهم كخطوة حسن نية تشكل «تأشيرة» دخول للجيش الى التبانة بموازاة دخوله جبل محسن، وتطبيق الاجراءات بالتساوي بين المنطقتين. وابلغ هؤلاء خشيتهم من اقدام الجيش على توقيف «بعض الشباب» المطلوبين بمذكرات توقيف ومصادرة مخازن سلاح وضبطها في خطوة للتضييق على الجبهة.

تعطيل دور الاجهزة
وفي تقرير ديبلوماسي ان حكومات غربية تخشى ان تتحول الساحة اللبنانية الى ساحة هشة وان يستخدمها المتطرفون في ظل عجز الاجهزة عن ضبط الوضع بفعل الخلاف السياسي وسعي البعض الى تعطيل دور الاجهزة، من خلال فرزها على الطوائف والمذاهب بقصد اضعافها. وينصح مسؤولون غربيون لبنان باستعجال تشكيل حكومة مسؤولة تتحمل عبء المرحلة وتعمل على تحصين الساحة لانقاذها، ومنع استعمالها من قبل اطراف الصراع في سوريا لتعزيز مواقعهم استعداداً لـ «جنيف – 2». ويشير نائب شمالي سابق الى ان اطرافاً في 8 اذار تحاول ابعاد مسؤولية سوريا عما يجري في طرابلس باتهام دول عربية وحتى غربية بافتعال حوادث طرابلس وفق اجنداتها من دون مراعاة اوضاع لبنان. ويرد على هذه الاتهامات بالقول: «ان احداً من 14 اذار لم يقل انه جندي لدى السعودية او غيرها في حين ان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله قال انه جندي في جيش ولاية الفقيه ويعمل وفق تعليماته. وان مشاركة مقاتلي الحزب في الحرب السورية تمت بقرار ايراني، وليس بمقدور قيادة الحزب اتخاذ قرار بسحبهم من الجبهات». ويضيف: «ان تصريحات عيد الاب والابن والتزامهما السوري وتنفيذ اوامر الاسد واضحة، وبالتالي هم يعملون وفق اجندات خارجية ولسنا نحن». واذا كانوا جديين في التزاماتهم الوطنية فما عليهم الا ان ينفذوا الخطط الامنية ويوقفوا تسليح اللبنانيين تحت عنوان سرايا المقاومة، وقد اساءت عناصرها الى الحلفاء قبل الاخصام خصوصاً في صيدا.

ف. ا. ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق