رئيسيسياسة عربية

الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة تتصاعد والأسرة الدولية تكثف مساعيها للتهدئة

تبذل الأسرة الدولية الثلاثاء مساعي دبلوماسية حثيثة لوقف التصعيد العسكري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في قطاع غزة، وهو التصعيد الذي دخل أسبوعه الثاني وأسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل فلسطيني وعشرة إسرائيليين على الأقل.
دون أن تلوح بوادر تهدئة بعد أسبوع من التصعيد العسكري الدامي في قطاع غزة الفلسطيني، كثفت الأسرة الدولية الثلاثاء حملة مساعيها الدبلوماسية لوقف القصف الإسرائيلي على القطاع وعمليات إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة مستمرة على قطاع غزة
ومنذ بدء هذه الحلقة الجديدة من العنف بين الدولة العبرية والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في العاشر من أيار (مايو)، قُتل 212 فلسطينياً، بينهم طبيبان وما لا يقل عن 61 طفلاً، إضافة إلى أكثر من 1400 جريح، على ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية.
أما في الجانب الإسرائيلي، فقُتل 10 أشخاص بينهم طفل وأصيب 295 في إطلاق صواريخ من غزة.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً الثلاثاء هو الرابع، بينما لا تزال الولايات المتحدة ترفض المصادقة على بيان حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين يدعو إلى «وقف أعمال العنف».
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن المتهم داخل أوساطه بالافتقار إلى الحزم حيال إسرائيل، عن تأييده لوقف إطلاق نار خلال مكالمة هاتفية جديدة أجراها الاثنين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
لكن المواجهات تواصلت وأكد نتانياهو مساء الاثنين «المضي في ضرب الأهداف الإرهابية».
وتواصلت غارات سلاح الجو الإسرائيلي ليلاً على قطاع غزة، وبعيد منتصف الليل ألقت المقاتلات صواريخ عدة على مبان في مدينة غزة متسببة بانفجارات، على ما أفاد صحافيو وكالة الأنباء الفرنسية.
وشن الطيران الإسرائيلي ليل الأحد الاثنين عشرات الغارات على قطاع غزة، ما الحق أضراراً بصورة خاصة بعيادة هي الوحيدة التي تجري فحوص كشف الإصابة بكوفيد-19 ومكاتب الهلال الأحمر القطري ومباني وزارة الصحة في قطاع غزة الفقير والمحاصر منذ حوالى 15 عاماً.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في تغريدة أنه أحصى تسعين عملية إطلاق صواريخ من قطاع غزة بين الساعة 19:00 الاثنين والساعة 7:00 الثلاثاء باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وأنه قصف «65 هدفاً إرهابياً بواسطة 67 طائرة حربية».

استهداف شبكة الأنفاق

وقالت ربى أبو العوف (20 عاماً) في غزة «ليس لدينا ما نفعله سوى الجلوس في المنزل» مضيفة «القصف مجنون وعشوائي، الموت قد يأتي في أي لحظة».
وترك القصف الإسرائيلي حفراً في الطرقات في بعض المواقع وألحق أضراراً جسيمة بالشبكة الكهربائية ما أدى إلى إغراق القطاع في الظلمة.
وهددت حركة حماس بشن ضربات على تل أبيب إذا لم يتوقف قصف المناطق السكنية في القطاع، فيما سقطت عشرات الصواريخ التي أطلقتها الفصائل على جنوب إسرائيل.
وأعلن الجيش أنه قصف ما يطلق عليه «مترو الأنفاق» أو شبكة الأنفاق التي قال إن جزءاً منها يمر في مناطق مدنية، وأنه استهدف تسعة منازل تستخدم «لتخزين الأسلحة» عائدة لقادة كبار في حماس.
وعلى جبهة أخرى، أُطلِقت صواريخ عدة مساء الاثنين من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل التي ردت بإطلاق مدفعيتها نحو مصادر النيران، حسب ما قالت مصادر أمنية في البلدين.

دبلوماسية «متكتمة»

في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، حض الرئيس الفلسطيني محمود عباس المبعوث الأميركي هادي عمرو لدى استقباله، على ضرورة «تدخل الإدارة الأميركية لوضع حد للعدوان الإسرائيلي»، وفق ما أوردت وكالة «وفا».
من جهتها، دافعت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي عن النهج الدبلوماسي «المتكتم» إنما «المكثف» الذي تتبعه واشنطن حيال هذا الملف.
وسط هذه التطورات، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الاثنين أنه بحث ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي في تفاصيل وساطة ترمي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين، وأنهما يسعيان للحصول على دعم الأردن لهذه المبادرة.
كما باشرت الأمم المتحدة بمساعدة قطر ومصر مبادرة ترمي إلى احتواء التصعيد.
وستبحث بروكسل أيضاً المواجهات الجارية، وهي الأعنف منذ صيف 2014، خلال اجتماع طارئ يعقده وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الثلاثاء عبر الفيديو.
وبدأ التصعيد مع صدامات جرت في القدس، ما دفع الفصائل المسلّحة، وبينها حماس والجهاد الإسلامي، إلى إطلاق آلاف الصواريخ باتّجاه إسرائيل منذ بدء جولة العنف الدامية يوم 10 أيّار (مايو)، وهي أعلى وتيرة إطلاق صواريخ تستهدف أراضي الدولة العبرية.
وأججت قضية حي الشيخ جراح حيث يواجه عدد من العائلات الفلسطينية خطر إخراجها من منازلها لصالح جمعيات استيطانية، النزاع وأدت إلى التصعيد الحالي الذي توسعت دائرته لتشمل المسجد الأقصى والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وتُسَجل داخل إسرائيل أعمال عنف غير مسبوقة، خصوصاً في مدن «مختلطة» يُقيم فيها يهود وعرب بعد مقتل عربي على يد مستوطن الأسبوع الماضي.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق