رئيسيسياسة عربية

تصعيد بين إسرائيل وحماس هو الأعنف منذ حرب 2014 وقلق دولي من خروج الوضع عن السيطرة

انهار برج سكني مكون من 13 طبقة في غزة وتعرض آخر لأضرار شديدة بسبب مئات الغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل على غزة في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، فيما أطلقت حماس وفصائل فلسطينية وابلاً من الصواريخ على تل أبيب وبئر سبع. وأثارت المواجهات الدامية الجديدة بين الدولة العبرية وحماس الأعنف منذ حرب 2014، قلقاً دولياً مخافة أن يخرج الوضع عن السيطرة.
ارتفعت حدة القتال بين إسرائيل وحركة حماس التي تدير قطاع غزة خلال ليل الثلاثاء الأربعاء، ليرتفع عدد القتلى إلى 35 فلسطينياً وخمسة إسرائيليين في قصف متبادل هو الأعنف بين الجانبين منذ سنوات.
ونفذت الدولة العبرية مئات الضربات الجوية على غزة في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بينما أطلقت حركة حماس وغيرها من الفصائل المسلحة الفلسطينية وابلاً من الصواريخ على تل أبيب وبئر سبع.
وانهار برج سكني مكون من 13 طبقة في غزة وتعرض آخر لأضرار شديدة بسبب غارات جوية إسرائيلية.
وأعلنت إسرائيل أن طائراتها المقاتلة استهدفت وقتلت عدداً من قادة الاستخبارات في حماس في وقت مبكر من صباح الأربعاء. واستهدفت ضربات أخرى حسبما قال الجيش إنها مواقع لإطلاق الصواريخ ومقار لحماس.
ويعد هذا التصعيد الأعنف بين إسرائيل وحماس منذ حرب 2014 في غزة، ما أثار قلقاً دولياً من أن يخرج الوضع عن السيطرة.

مناشدات أممية

وفي السياق، قال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند على تويتر «أوقفوا إطلاق النار على الفور. نحن نصعد (الأمور) نحو حرب شاملة. يتعين على القادة من جميع الأطراف تحمل مسؤولية وقف التصعيد».
وأضاف أن «كلفة الحرب في غزة مدمرة ويتحملها الناس العاديون. تعمل الأمم المتحدة مع جميع الأطراف لإعادة الهدوء. أوقفوا العنف الآن».
وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء، قال سكان غزة إن منازلهم تهتز وإن السماء تضيء بغارات إسرائيلية شبه مستمرة وبالصواريخ التي تطلقها حماس والجهاد الإسلامي والتي تعترضها الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية.
وركض إسرائيليون بحثاً عن ملاجئ في مدن وتجمعات سكانية على بعد أكثر من 70 كيلومتراً على الساحل وسط أصوات انفجارات حيث انطلقت صواريخ اعتراضية إسرائيلية في السماء.
ما هي آخر حصيلة لأعداد القتلى والجرحى في قطاع غزة؟
وفي بلدة اللد التي يسكنها عرب ويهود وتقع قرب تل أبيب، قُتل شخصان بعد أن أصاب صاروخ سيارة في المنطقة. وذكر وسائل إعلام إسرائيلية أن إحداهما كانت فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات.
وقال جناح حماس المسلح إنه أطلق 210 صواريخ باتجاه بئر سبع وتل أبيب رداً على قصف البرج السكني في مدينة غزة.

صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب

وفي تل أبيب، دوت صفارات الإنذار من الغارات في أنحاء المدينة. وهرع المشاة إلى الملاجئ وسارع الزبائن بالخروج من المطاعم بينما انبطح آخرون على الأرصفة عندما انطلقت صفارات الإنذار.
وقالت سلطة مطارات إسرائيل إنها أوقفت عمليات الإقلاع من مطار تل أبيب «للسماح بالدفاع عن سماء البلاد»، لكن العمليات استؤنفت في ما بعد.
وأظهرت لقطات مصورة بثتها القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلي صواريخ اعتراضية منصوبة على المدارج.
وبالنسبة الى اسرائيل، يشكل استهداف الفصائل الفلسطينية لتل أبيب، عاصمتها التجارية، تحديا جديدا في المواجهة مع حركة حماس الإسلامية، التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة منظمة إرهابية.

نسق تصاعدي للعنف

وجاءت أعمال العنف بعد توتر مستمر في القدس خلال شهر رمضان، في ظل اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين الفلسطينيين في المسجد الأقصى ومحيطه.
وتصاعدت هذه الاشتباكات في الأيام القليلة الماضية قبل جلسة محكمة، تم تأجيلها الآن، في قضية يمكن أن تنتهي بطرد عائلات فلسطينية من منازل بالقدس الشرقية يطالب بها مستوطنون يهود.
وتفجر العنف أيضاً في الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل فلسطيني عمره 26 عاماً برصاص إسرائيلي خلال اشتباكات في مخيم الفوار قرب مدينة الخليل. وأفاد سكان محليون بأن القتيل هو حسين الطيطي من سكان المخيم.

ما هو الموقف الأميركي؟

وفيما اتهمت جامعة الدول العربية إسرائيل بشن هجمات «عشوائية وغير مسؤولة» في غزة وقالت إنها مسؤولة عن «تصعيد خطير» في القدس. قال البيت الأبيض الثلاثاء إن لإسرائيل الحق المشروع في الدفاع عن نفسها من الهجمات الصاروخية، لكنه مارس ضغوطاً على إسرائيل بشأن معاملة الفلسطينيين، قائلاً إن القدس «يجب أن تكون مكاناً للتعايش».
وقال دبلوماسيون ومصدر مطلع إن الولايات المتحدة تؤخر مساعي مجلس الأمن لإصدار بيان بشأن التوتر المتصاعد بين إسرائيل والفلسطينيين خشية أن يضر بالجهود المستمرة خلف الكواليس لإنهاء العنف. وأضاف المصدر المطلع على الاستراتيجية الأميركية، والذي طلب عدم نشر اسمه، إن واشنطن «تقوم بجهود دبلوماسية مكثفة خلف الكواليس مع الأطراف كافة للوصول إلى وقف لإطلاق النار» وتخشى أن يؤدي صدور بيان من المجلس إلى نتائج عكسية في الوقت الراهن.
وحث المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الجانبين على الهدوء و«ضبط النفس»، قائلاً «نأسف بشدة لوقوع خسائر في الأرواح.. خسائر في أرواح الإسرائيليين وخسائر في أرواح الفلسطينيين». وأضاف «نضغط بشدة لإيصال رسالة خفض التصعيد هذه كيما نرى نهاية للخسائر في الأرواح».

شبح التوغل البري!

وقالت إسرائيل إنها أرسلت 80 طائرة لقصف غزة، ونشرت مشاة ومدرعات دعماً للدبابات المنتشرة بالفعل على الحدود، في ما يعيد إلى الأذهان التوغل البري الإسرائيلي في القطاع لوقف الهجمات الصاروخية في 2014.
وقتل أكثر من 2100 فلسطيني في قطاع غزة في الحرب التي استمرت سبعة أسابيع بعد ذلك، وفقاً لما ذكرته وزارة الصحة في القطاع، فضلاً عن 73 إسرائيلياً، كما دُمرت آلاف المنازل في غزة.
وأظهرت لقطات مصورة الثلاثاء ثلاثة أعمدة من الدخان الأسود الكثيف تتصاعد من البرج السكني المنهار في غزة. وانقطعت الكهرباء في المنطقة المحيطة به.
وقال الجيش الإسرائيلي إن المبنى الكائن في حي الرمال بمدينة غزة يضم مكاتب «عديدة» لحماس، منها مكاتب للأبحاث والتطوير والمخابرات العسكرية.
وذكر شهود والجيش الإسرائيلي أن سكان البرج والمنطقة المحيطة تلقوا تحذيراً لإخلاء المنطقة قبل حوالي ساعة من الضربة الجوية التي دمرت المبنى تماماً.
وتعرض مبنى سكني ومكتبي ثان في الحي نفسه لأضرار شديدة في الهجمات الإسرائيلية قبل قليل من الساعة الثانية من صباح الأربعاء. وكان السكان والصحفيون العاملون في المبنى قد غادروا بالفعل.

سقوط المزيد من الضحايا

وقال مسؤولو وزارة الصحة في غزة أمس الثلاثاء إن عدد القتلى بلغ 32، لكن محطة إذاعية تابعة لحماس قالت في وقت لاحق إن ثلاثة آخرين، بينهم امرأة وطفل، قتلوا قبل قليل من الثانية من صباح الأربعاء في غارة جوية إسرائيلية على شقة أعلى مطعم.
وقال زعماء سياسيون إسرائيليون والجيش إنهم قتلوا «عشرات» النشطاء وأصابوا مباني تستخدمها حماس. وقال وزير الدفاع بيني غانتس إن إسرائيل نفذت «المئات» من الضربات وإن «المباني ستستمر في الانهيار».
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن من بين القتلى الثلاثين الذين تم الإبلاغ عنهم عشرة أطفال وامرأة واحدة.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية نجمة داوود الحمراء إن امرأة تبلغ من العمر 50 عاماً قتلت عندما أصاب صاروخ مبنى في ضاحية ريشون لتسيون في تل أبيب، وأن امرأتين قتلتا في ضربات صاروخية على عسقلان.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع أطراف الصراع إلى العمل على تهدئة العنف، وأعادت تذكير الجميع بأن القانون الدولي يطالب بالعمل على تجنب سقوط ضحايا بين المدنيين.
وقال فابريزيو كاربوني المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر بالشرق الأوسط في بيان “يمثل القصف الصاروخي على إسرائيل مؤخراً والضربات الجوية على غزة تصعيداً خطيراً للتوتر والعنف الذي شهدته القدس في الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك البلدة القديمة».
وتصاعد العنف أيضاً في الضفة الغربية المحتلة. وقال مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينياً بالرصاص وأصابت آخر يوم الثلاثاء بعدما أطلقا النار صوب القوات الإسرائيلية قرب مدينة نابلس الفلسطينية.

فرانس24/ رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق