رئيسيسياسة عربية

صواريخ تستهدف مطار أربيل ومحيطه بكردستان في شمال العراق

استهدف صاروخ ليل الأربعاء مطار أربيل الدولي بكردستان في شمال العراق حيث يتمركز عسكريون أميركيون، في آخر فصل من فصول التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في العراق.
ولم تتبن أي جهة بعد الهجوم وقد سمع دوي انفجار الصاروخ في كل أرجاء مدينة أربيل وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس.
وقال محافظ أربيل أوميد خوشناو بأن الهجوم «لم يسفر عن أضرار مادية أو بشرية».
وفي أعقاب الهجوم، أغلقت القوات الأمنية كلّ مداخل مطار أربيل، على ما أفاد شهود في المكان، لكن المحافظ أكد استمرار الرحلات الجوية.
ويأتي هذا الهجوم بعد حوالي شهرين من هجوم مماثل استهدف مجمعاً عسكرياً في المطار، تتمركز فيه قوات أجنبية تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم العراق في مكافحة الجهاديين، وسقط فيه قتيلان بينهم متعاقد مدني أجنبي يعمل مع التحالف.
وتبنت حينها مجموعة غامضة تعرف بـ «أولياء الدم» الهجوم.
ورحبت المجموعة نفسها، التي تعدّ واجهة لفصائل موالية لإيران في العراق باتت منضوية في أجهزة الدولة الرسمية، بشكل غير مباشر بالتطورات في أربيل، عبر قنوات على تطبيق «تلغرام».
والأربعاء، أعلنت وزارة الداخلية في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ العام 1991 ويعدّ خمسة ملايين نسمة، عن فتح تحقيق فوري في «الحادثة».
وفي حين لم تتحدث السلطات في كردستان إلا عن صاروخ واحد استهدف المطار، إلا أن مصدراً أمنياً عراقياً أكّد لوكالة فرانس برس أن صواريخ أخرى سقطت في محطيه، إحداها استهدف قوات تركية منتشرة منذ 25 عاماً في عشرات القواعد في كردستان.

هجمات جنوباً

وفي وقت سابق الأربعاء، انفجرت قنبلتان عند مرور موكبين لوجستيين عراقيين يقلان معدات عسكرية للتحالف الدولي في محافظتي ذي قار والديوانية في جنوب العراق، بحسب مصادر أمنية.
وبالمجمل، استهدف عشرون هجوماً، بصواريخ أو قنابل، قواعد تضمّ عسكريين أميركيين، أو مقرات دبلوماسية أميركية، منذ وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض أواخر كانون الثاني (يناير)، فيما وقع العشرات غيرها قبل ذلك على مدى أكثر من عام ونصف العام.
وقبل أسبوع فقط، استأنفت الإدارة الأميركية «الحوار الاستراتيجي» افتراضياً مع الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي الذي يتعرض أيضاً لتهديدات من الفصائل الموالية لإيران.
وفي ختام الجولة الأولى من المحادثات، توالت التهديدات من فصائل موالية لإيران متوعدة تكثيف الهجمات ضد «المحتل الأميركي»، تطبيقاً لقرار برلماني صدر قبل عام ينص على انسحاب القوات الأجنبية من العراق.
ومساء الأربعاء، تحدّث الناطق باسم «النجباء» وهو فصيل موالٍ لإيران، عن أن «تحديد الخطر على العراق وكيفية التعامل معه هي وظيفة أبناء العراق الذين خرجوا بالملايين مطالبين برحيل احتلالكم البغيض وإنهاء تدخل مركزكم التجسسي في بغداد المسمى (تجاوزاً) السفارة»، في إشارة إلى الأميركيين.
وتملك كلّ من الولايات المتحدة وإيران حضوراً عسكرياً في العراق، إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية منذ 2014، وتنشر نحو 2500 عسكري في البلاد. من جهتها تدعم إيران قوات الحشد الشعبي المنضوية في إطار مؤسسات الدولة العراقية.
ومع كل هجوم مماثل، تهدّد واشنطن بالرد متوعدة إيران بجعلها تدفع الثمن.
وفي 26 شباط (فبراير)، استهدف قصف أميركي كتائب حزب الله وهو فصيل عراقي موال لإيران عند الحدود السورية العراقية، رداً على استهداف أهداف أميركية في العراق. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن حينها إن الضربات الجوية الأميركية في شرق سوريا يجب أن تنظر إليها إيران على أنها تحذير.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي أقرّ بأن ذلك الرد الأميركي لم يكن له الأثر الرادع الذي كان متوقعاً، لكن شدّد على أن «أحداً لا يرغب بحصول تصعيد».
ووصل التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران الى ذروته في كانون الثاني (يناير) 2020، حينما استهدفت مسيّرة أميركية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد، ما أدى إلى مقتله، الأمر الذي أثار المخاوف من حصول مواجهة مباشرة بين الطرفين.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق