أبرز الأخباردوليات

واشنطن تسحب قواتها من أفغانستان بحلول 11 ايلول «من دون شروط»

كشف مسؤول أميركي الثلاثاء أن قوات بلاده ستبقى في أفغانستان إلى ما بعد الأول من أيار (مايو) على أن تنحسب «من دون شروط» بحلول 11 ايلول (سبتمبر)، تزامناً مع ذكرى الاعتداءات التي استهدفت الولايات المتحدة. وكانت حركة طالبان حذرت في الآونة الأخيرة واشنطن من أي تجاوز لموعد 1 أيار (مايو) للانسحاب، وفقاً لما جاء في الاتفاق بين الطرفين، مهددة بالرد بالقوة. كما اشترطت الثلاثاء المشاركة في قمة حول أفغانستان، المزمع تنظيمها في تركيا، خروج كل القوات الأجنبية من البلاد.
قال مسؤول عن الإدارة الأميركية الثلاثاء إن قوات بلاده في أفغانستان ستبقى هناك إلى ما بعد فاتح أيار (مايو)، على أن تنسحب «من دون شروط» بحلول 11 أيلول (سبتمبر) بمناسبة ذكرى اعتداءات 2001 التي استهدفت الولايات المتحدة.
وصرح هذا المسؤول للصحافيين: «سنبدأ انسحاباً منظماً للقوات المتبقية قبل الأول من أيار (مايو)، ونتوقع إخراج كل القوات الأمريكية من البلاد قبل الذكرى العشرين (لاعتداءات) 11 ايلول (سبتمبر)»، مؤكداً أن هذا الانسحاب سيكون «منسقاً» ومتزامناً مع انسحاب القوات الأخرى التابعة لحلف شمال الأطلسي.
وأضاف «أبلغنا حركة طالبان من دون أي التباس أننا سنرد بقوة على أي هجوم على الجنود الأميركيين خلال قيامنا بانسحاب منظم وآمن».

طالبان تشترط

وجاء القرار مع إعلان تركيا أنها ستستضيف مؤتمر السلام الدولي حول أفغانستان في إسطنبول في الفترة من 24 نيسان (أبريل) إلى 4 أيار (مايو) بحضور ممثلين عن الحكومة الأفغانية وعن حركة طالبان.
لكن طالبان أعلنت الثلاثاء أنها لن تشارك في القمة ما لم تخرج كل القوات الأجنبية من أفغانستان.
وجاء في تغريدة للمتحدث باسم مكتب طالبان في قطر «إلى أن تنسحب كل القوات الأجنبية من بلادنا، لن نشارك في أي مؤتمر قد تتّخذ خلاله قرارات بشأن أفغانستان».
وقال المسؤول الأميركي «سنركز كل جهودنا على دعمنا لعملية السلام الجارية، لكننا لن نستخدم وجود قواتنا كعملة مقايضة».
ونبه الثلاثاء إلى أن الانسحاب الذي قرره بايدن، علما أنه سيتطرق الأربعاء إلى هذا الملف الحساس، سيكون «من دون شروط».
وقال إن «الرئيس يعتبر أن مقاربة مشروطة كما كان الحال عليه في العقدين الماضيين، كان سبباً للبقاء في أفغانستان إلى الأبد».
ويلقي بايدن الأربعاء خطاباً يتناول فيه انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. وقالت جين ساكي إن «الرئيس سيتحدث غداً في البيت الأبيض عن المراحل المقبلة في أفغانستان، وخصوصاً خطته وبرنامجه الزمني من أجل (تنفيذ) انسحاب».
وعلى غرار دونالد ترامب وبإجماع الرأي العام الأميركي الذي سئم من التدخلات الدامية والمكلفة في الخارج، وعد بايدن «بإنهاء حروب» أميركا الطويلة.
وكانت حركة طالبان حذرت في الآونة الأخيرة واشنطن من أي تجاوز لموعد 1 أيار (مايو)، مهددة بالرد بالقوة فيما امتنعت عن أي هجوم ضد القوات الأجنبية منذ الاتفاق الموقع بين الولايات المتحدة وطالبان.

اتفاق تاريخي

ومن أجل إنهاء أطول حرب في التاريخ الأميركي، التي أدت إلى مقتل أكثر من ألفي جندي أميركي، وقعت واشنطن إبان ولاية ترامب اتفاقاً تاريخياً مع طالبان في شباط (فبراير) 2020 في الدوحة. ونص الاتفاق على سحب كل القوات الأميركية والأجنبية قبل 1 أيار (مايو) بشرط أن يتصدى المتمردون لنشاط أي تنظيم إرهابي في المناطق التي يسيطرون عليها.
وشكك البنتاغون أخيراً في مدى التزام طالبان بهذا الأمر.
ونص الاتفاق أيضاً على وجوب أن تباشر طالبان مفاوضات سلام مباشرة مع حكومة كابول. لكن هذه المفاوضات تراوح مكانها منذ بدأت في أيلول (سبتمبر) على أن يتم إحياؤها اعتباراً من 24 نيسان (أبريل) في إطار مؤتمر في إسطنبول رغم أن طالبان لم تؤكد مشاركتها بعد.
وفي أوج انتشار الجيش الأميركي، كان هناك حوالي مئة ألف جندي أميركي في أفغانستان في 2010-2011. وخفض الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عديده إلى 8400 رجل عند نهاية ولايته الثانية ثم أرسل الرئيس السابق دونالد ترامب تعزيزات وأصبح العدد 14 ألفاً في 2017.
لكنه تعهد لاحقاً القيام بانسحاب تدريجي، ولم يعد هناك سوى 2500 جندي أميركي في أفغانستان.
في المقابل تستمر أعمال العنف بشكل كبير على الأرض بين حركة طالبان والقوات الأفغانية.
وتدخلت الولايات المتحدة في أفغانستان غداة اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع. وسرعان ما أطاحت نظام طالبان الذي اتهم بإيواء تنظيم القاعدة الجهادي المسؤول عن الاعتداءات وزعيمه الراحل أسامة بن لادن.

فرانس24/أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق