رئيسيصحة

شكوك حول لقاح أسترازينيكا تبدد الآمال المعلقة عليه في مكافحة فيروس كورونا

مع تعليق جنوب أفريقيا استخدامه موقتاً، تتبدد الآمال التي علقت حول لقاح أسترازينيكا/أكسفورد في مكافحة وباء كوفيد-19 حول العالم. فهذا اللقاح متهم بأنه أقل فعالية لدى الأشخاص فوق سن الخامسة والستين من العمر. كما أن فعاليته هي الآن موضع تشكيك ضد المتحور الجنوب أفريقي من فيروس كورونا. فبحسب إحدى جامعات جوهانسبرغ، فإن فاعلية اللقاح محصورة في 22% فقط من الأشكال المتوسطة الخطورة من الإصابات لدى الشباب. إلا أن أسترازينيكا دافعت عن لقاحها قائلة: «نعتقد أن لقاحنا سيحمي رغم ذلك من الأشكال الخطيرة من المرض»، وهو سيمنع الدخول إلى المستشفى والوفاة.
تتزايد الشكوك والنكسات حول لقاح أسترازينيكا/أكسفورد الذي علقت جنوب أفريقيا استخدامه موقتاً، ما بدد الآمال التي علقت عليه في مكافحة وباء كوفيد-19 في العالم. وفيما يجري استخدامه على نطاق واسع في بريطانيا حيث يشكل مع لقاح فايزر-بايونتيك أساساً لحملة التطعيم التي شهدت حتى الآن توزيع أكثر من 12 مليون جرعة أولى، لا يعرف اللقاح النجاح ذاته خارج البلد حيث طوره المختبر السويدي البريطاني بالاشتراك مع جامعة أكسفورد.
ويشكل اللقاح صلب الخلاف التجاري مع الاتحاد الأوروبي وهو متهم بأنه أقل فعالية لدى الأشخاص فوق سن الخامسة والستين من العمر. كما أن فعاليته هي الآن موضع تشكيك ضد المتحور الجنوب أفريقي من فيروس كورونا.
هذه الشكوك دفعت جنوب أفريقيا على تعليق برنامجها للتلقيح ضد وباء كوفيد-19، الذي كان من المفترض أن يبدأ في الأيام المقبلة باستخدام لقاح أسترازينيكا. واتخذت الدولة الأكثر تضرراً جراء الوباء في أفريقيا قرارها في ضوء اختبارات أجرتها جامعة فيتفاترسراند في جوهانسبرغ، أظهرت أن فاعلية اللقاح محصورة في 22% فقط من الأشكال المتوسطة الخطورة من الإصابات لدى الشباب.
غير أن خبير الأمراض المعدية الطبيب بيتر إنغليش أوضح أنه «ليس من الواضح إطلاقاً إن كان اللقاح أكثر أو أقل فاعلية من لقاحات أخرى ضد النسخة المتحورة»، وفق ما نقل عنه مركز «ساينس ميديا سنتر».
هل اللقاحات الأخرى فعالة ضد المتحورات الجديدة لفيروس كورونا؟

أسترازينيكا وبريطانيا تدافعان عن اللقاح

وسارعت مختبرات أسترازينيكا والسلطات البريطانية إلى الدفاع عن اللقاح القائم على الناقل الفيروسي، وهي تقنية تقليدية تجعله أقل كلفة وأسهل للتخزين من اللقاحات المنافسة التي تعتمد تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال مثل لقاحي فايزر وموديرنا، ما يجعله أداة أساسية في حملات التلقيح المكثفة بما في ذلك في الدول الفقيرة.
وأوضح متحدث باسم مجموعة الأدوية لوكالة الأنباء الفرنسية: «نعتقد أن لقاحنا سيحمي رغم ذلك من الأشكال الخطيرة من المرض».
من جهته، قال وزير الدولة البريطاني للصحة أدوارد أرغار الإثنين لشبكة سكاي نيوز: «لا شيء يثبت أن هذا اللقاح ليس فعالاً في منع الدخول إلى المستشفى والوفاة، وهو في نهاية المطاف ما نسعى إليه من خلال هذه اللقاحات».
وفي بريطانيا حيث تسيطر حالياً سلالة متحورة سريعة الانتشار ظهرت في جنوب إنكلترا، قال مسؤول حملة التلقيح ناظم الزهاوي لصحيفة «تلغراف» إن لقاح أسترازينيكا/أكسفورد «يأتي بنتيجة جيدة على ما يظهر».
ويراهن هذا البلد الذي يسجل أكبر عدد من الوفيات في أوروبا إذ تتخطى حصيلته 112 ألف وفاة، على التلقيح باعتباره المخرج الوحيد من تدابير الحجر الصارمة المفروضة منذ كانون الثاني (يناير) على مواطنيه.

لقاح جديد في الخريف

وتعليق استخدام لقاح أسترازينيكا في جنوب أفريقيا هو آخر تطور في سلسلة نكسات أصابت اللقاح البريطاني. فقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سابقاً أن اللقاح «يكاد يكون عديم الفعالية» لمن هم فوق سن الخامسة والستين من العمر، وهو ما ينفيه المختبر.
كما فضلت العديد من الدول الأوروبية التزام الحذر، فنصحت السلطات الصحية فيها بعدم استخدامه لهذه الشريحة العمرية، خلافا للتوصيات الأوروبية، معتبرة المعطيات حول فعاليته غير كافية. وتلقت المختبرات انتقادات شديدة لتأخيرها في تسليم شحنات اللقاح إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما تسبب باختبار قوة بين بروكسل ولندن.
ورغم إشادة لندن بفاعلية لقاح أسترازينيكا المعتمد في المملكة المتحدة منذ كانون الثاني (يناير)، لا تستبعد السلطات ضرورة تلقي جرعة ثانية في الخريف، على غرار اللقاح ضد الإنفلونزا الموسمية الذي يتم تكييفه كل عام مع المتحورات الجديدة.
وأعلنت مجموعة الأدوية أنها تعمل على تطوير نسخة جديدة من اللقاح تكافح المتحورات الجديدة ولا سيما الجنوب أفريقية، آملة في أن تكون جاهزة بحلول الخريف.
وفي الوقت الحاضر، تم رصد 147 إصابة بالمتحور الجنوب أفريقي في البلاد. وحذر خبير الأمراض المعدية الذي يقدم النصح للحكومة مايك تيلدسلي عبر «بي بي سي» بأنه إذا ما تفشت هذه النسخة بشكل واسع بالرغم من حملة فحوص مكثفة في مناطق عدة من إنكلترا وفرض حجر صحي في الفنادق على جميع المقيمين العائدين من رحلة إلى بلد ذي مخاطر، فهذا قد يحتم «فرض مزيد من القيود لفترة أطول».

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق