دولياترئيسي

الولايات المتحدة تمدد معاهدة نيو ستارت رغم تصاعد التوتر مع روسيا

مددت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية (نيو ستارت) الموقعة مع روسيا لمدة خمس سنوات، وقالت إنها تأمل في منع سباق إلى التسلح رغم تصاعد التوتر مع موسكو حول قضايا من بينها سجن المعارض البارز أليكسي نافالني.
وقبل يوم واحد من انتهاء سريان المعاهدة أعلن وزير الخارجية الأميركي أن الولايات المتحدة مددت نيو ستارت إلى الفترة الأقصى المسموحة وهي خمس سنوات.
وقال بلينكن في بيان «تعهد الرئيس بايدن بالحفاظ على الشعب الأميركي في مأمن من التهديدات النووية من خلال استعادة القيادة الأميركية في مجال الحد من التسلح ومنع الانتشار».
وأكد أن «الولايات المتحدة ملتزمة الحد الفعال من التسلح الذي يعزز الاستقرار والشفافية والقدرة على التنبؤ مع تقليل مخاطر السباقات على التسلح المكلفة والخطيرة».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وقع على التشريع المتعلق بتمديد المعاهدة الجمعة، ما يعني أن المعاهدة، الموقعة في 2010 من الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما، ستستمر حتى الخامس من شباط (فبراير) 2026.
ونيو ستارت آخر اتفاق ثنائي من هذا النوع بين أبرز قوتين نوويتين في العالم. وتحدد هذه المعاهدة سقف كل من ترسانتي القوتين بـ 1550 رأساً.
وكانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد انسحبت من اتفاقيات سابقة مع موسكو، وسعت دون جدوى لتوسيع معاهدة نيو ستارت لتشمل الصين التي يتسارع تقدم برنامجها النووي لكنه لا يقارن بالترسانتين الروسية والأميركية.
وانهارت المحادثات في اللحظة الأخيرة بعدما أصرت إدارة ترامب على إجراءات تحقق أكثر صرامة وقالت إن المعاهدة يجب أن تتصدى بشكل أكبر لما يسمى بالاسلحة التكتيكية، وهي أسلحة يمكن أن تستخدمها روسيا في مناطق نزاع قرب حدودها، وهو سيناريو اكثر احتمالا من هجوم بعيد المدى على الولايات المتحدة.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة ستتبع خلال السنوات الخمس المقبلة نهجاً دبلوماسياً يتصدى «لجميع» أسلحة روسيا النووية و«لخفض مخاطر الترسانة الصينية النووية الحديثة والمتنامية».

ضغوط بشأن نافالني

كانت إدارة بايدن قد أوضحت بأنها ستمدد المعاهدة لكن في الوقت عينه أكدت أنها ستضغط على روسيا في نواح أخرى، على نقيض نهج ترامب الذي عبر بشكل مثير للجدل عن إعجابه بترامب.
وطالب بلينكن الثلاثاء بأن تقوم روسيا بالافراج عن نافالني «فوراً ومن دون أي شروط» بعد الحكم بالسجن على أبرز معارضي بوتين.
واعتقلت السلطات الروسية أكثر من 10 آلاف شخص نزلوا إلى الشارع للتعبير عن تأييدهم لنافالني الذي عاد إلى روسيا بعد تعافيه مما قال الأطباء أنه عملية تسميم، وبدأ في الكشف عن مزاعم فساد تطاول بوتين.
وطلب بايدن أيضاً من الاستخبارات الأميركية التحقيق في تدخل روسي في الانتخابات الأميركية، ومزاعم بدفع موسكو مبالغ مالية لقاء قتل جنود أميركيين في أفغانستان وتدخلها المزعوم في القرصنة الهائلة لنظام سولار ويندز.
ورحب حلف شمال الأطلسي بتمديد المعاهدة معتبراً أنها ستحافظ على الاستقرار الدولي حتى وإن كانت الولايات المتحدة تسعى لمزيد من إجراءات مراقبة الأسلحة مع روسيا.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ «إنها بداية، وليس نهاية، جهد لتعزيز الضوابط الدولية على الاسلحة».
بدوره، قال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إنّ التمديد «يحدّ التنافس الاستراتيجي ويزيد الاستقرار الاستراتيجي».
ورحبت وزارة الخارجية الروسية بتمديد المعاهدة وقالت إنها تأمل أن تكون إدارة بايدن بصدد طي صفحة «سياسات أميركية مدمرة» على صعيد إنهاء تدابير مراقبة الاسلحة.
وأضافت الوزارة في بيان أن «جهوداً كبيرة ستكون مطلوبة» لوضع الحوار الروسي الأميركي حول خفض الأسلحة على المسار الصحيح.
وقالت «روسيا جاهزة لمثل هذا العمل» مضيفة «ندعو الولايات المتحدة إلى إظهار نهج مسؤول بالقدر عينه، والاستجابة البناءة لمبادراتنا ذات الصلة».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق