دوليات

موسكو وطهران تدعوان إلى «إنقاذ» الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني

اعتبرت روسيا الثلاثاء أن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ضرورية لاحترام أيران التزاماتها في إطاره داعية مع طهران إلى «انقاذ» هذا الاتفاق المهم.
وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدى استقباله نظيره الإيراني محمد جواد ظريف «نأمل (..) أن تعود الولايات المتحدة إلى احترام كامل وشامل لقرار مجلس الأمن الدولي ذات الصلة لتوفير ظروف عودة إيران إلى احترام كل التزاماتها في إطار الاتفاق النووي».
وأكد الوزير الروسي أن «القضية المطروحة جداً راهناً هي إنقاذ (الاتفاق) ونحن، مثل إيران، نتمنى العودة إلى تنفيذه التام والكامل».
من جانبه شكر ظريف موسكو على جهودها لإنقاذ الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة منه وأشاد بموقف موسكو «البناء والملتزم بمبادىء» حيال الاتفاق.
ودعا ظريف إلى الحفاظ على وحدة الموقف بين موسكو وطهران «من أجل إنقاذ خطة التحرك الشاملة المشتركة من المخاطر والمخاوف التي نجمت في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من هذه الخطة».
أبرم الاتفاق المعروف بخطة التحرك الشاملة المشتركة العام 2015 بين إيران والصين الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
ونص الاتفاق على تخفيف العقوبات على إيران في مقابل قيام طهران بالحد من طموحاتها النووية وضمانات بعدم سعيها لحيازة قنبلة نووية.
تعرض الاتفاق لضربة قوية بعد انسحاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب منه في 2018، وطلبه من المسؤولين إعادة فرض عقوبات صارمة على طهران ضمن سياسة «ضغوط قصوى» انتهجتها إدارته.
وتوقفت إيران منذ 2019 عن احترام غالبية التزاماتها بموجب هذا الاتفاق مؤكدة في الوقت ذاته أن أغراض برنامجها النووي مدنية فقط.
وأحيا انتخاب بايدن الآمال باحتمال انقاذ الاتفاق.

تناقض

ويؤكد بايدن أنه يريد إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق لكنه يشترط مسبقاً احترام طهران التزاماتها.
في المقابل يطالب الإيرانيون برفع العقوبات الأميركية واحترام واشنطن لإلتزاماتها.
وقالت الرئاسة الفرنسية الثلاثاء إن على إيران التوقف عن أي «استفزاز» والعودة إلى «احترام» التزاماتها. وشدد مستشار في قصر الإليزيه خلال تبادل مع جمعية الصحافة الدبلوماسية الفرنسية «إن كانوا جديين بشأن المفاوضات وإن أرادوا التزام جميع الأطراف المعنية بالاتفاق يجب أن يمتنعوا أولاً عن استفزازات أخرى وأن يحترموا ثانياً ما توقفت (إيران) عن احترامه، أي التزاماتها».
وسيكون التحدي الماثل أمام الدبلوماسيين التوفيق بين هذه المطالب المتناقضة.
ولطالما نددت موسكو حليف أيران التقليدي بانسحاب الولايات المتحدة الأحادي الجانب من الاتفاق واخذت على الأوروبيين عجزهم حيال واشنطن.
إلا أن روسيا حضت طهران أيضاً على تجنب «المزايدات».
وقال مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في كانون الأول (ديسمبر) أن على إيران «التحلي بمسؤولية قصوى».
إلا أن أيران أعلنت مطلع كانون الثاني (يناير) بدء إجراءات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%.
ويرى ريابكوف أن الاتفاق النووي الإيراني لم يسقط خصوصاً انه من الملفات القليلة التي تلتقي مصالح موسكو وواشنطن حولها.
وأضاف أن من الممكن إقامة «حوار انتقائي» مع الولايات المتحدة بشأن إيران كما الحال على صعيد معاهدة نيو ستارت للأسلحة النووية الاستراتيجية.
إلا أن العلاقة بين البلدين تبقى في أدنى مستوى لها منذ سنوات. ولم يؤشر وصول جو بايدن إلى السلطة إلى حصول انفراج إذ ان الرئيس الأميركي أدلى بتصريحات شديدة اللهجة حيال روسيا.
في المقابل اتهمت موسكو خلال الأسبوع الحالي الأميركيين بالتدخل في شؤونها الداخلية بعد تظاهرات للمعارضة في روسيا.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق