رئيسيسياسة عربية

حكومة الوفاق ترسل تعزيزات عسكرية إلى الشرق الليبي مع اقتراب معركة سرت

وزيرا خارجية الأردن ومصر يدعوان الى حل سياسي بعيداً عن التدخلات الخارجية

قال شهود وقادة عسكريون السبت إن حكومة الوفاق الوطني الليبية قد بعثت السبت تعزيزات عسكرية باتجاه مدينة سرت التي تعد البوابة إلى مرافئ النفط الرئيسية بالبلاد. وتعتزم حكومة الوفاق المعترف بها دوليا انتزاع سرت من قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.
حركت حكومة الوفاق الوطني الليبية السبت مقاتلين باتجاه مدينة سرت التي تعد البوابة إلى مرافئ النفط الرئيسية بالبلاد التي تقول الحكومة إنها تخطط لانتزاعها من قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.
وقال شهود وقادة عسكريون بقوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً إن رتلاً من نحو 200 مركبة تحرك شرقاً من مصراتة على ساحل البحر المتوسط باتجاه مدينة تاورغاء، وهو نحو ثلث الطريق إلى سرت.
وقالت قوات حكومة الوفاق إنها ستستعيد، بدعم من تركيا، سرت وقاعدة الجفرة الجوية التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي. لكن مصر، التي تدعم الجيش الوطني مع روسيا والإمارات، هددت بالدفع بقوات إلى ليبيا في حال سعت قوات حكومة الوفاق والقوات التركية للسيطرة على سرت.
وقالت الولايات المتحدة إن موسكو أرسلت طائرات حربية للجفرة عبر سوريا لدعم المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب الجيش الوطني، وهو ما نفاه الجيش الوطني الليبي وموسكو.
وأرسل الجيش الوطني الليبي ذاته مقاتلين وأسلحة لتعزيز خطوط دفاعه عن سرت، التي مزقتها بالفعل جولات سابقة من الحرب والفوضى منذ ثورة 2011 ضد معمر القذافي.
واستعادت قوات حكومة الوفاق مؤخراً أغلب الأراضي التي سيطر عليها الجيش الوطني الليبي في شمال غرب البلاد، لتنهي حملة شنها خليفة حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس والتي استمرت 14 شهراً، قبل أن يتحدد خط الجبهة الجديد بين مصراتة وسرت.

حل سياسي

وفي عمان دعا وزيرا خارجية الأردن ومصر الاحد إلى إيجاد حل سياسي للنزاع في ليبيا بعيداً من التدخلات الخارجية.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري «كلنا قلقون من المآل الذي تسير نحوه الأمور، أقلمة الأزمة الليبية سيجعل من الأمور أكثر صعوبة وأكثر تعقيداً وبالتالي نحن ندعم كل الجهود التي تهدف التوصل الى حل سياسي يحفظ وحدة وتماسك ليبيا ويحول دون أن تصبح ليبيا ساحة للصراعات الأقليمية».
وأضاف «نحن ندعم كل قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالوصول الى تسوية سياسية يصنعها الليبيون ودعمنا مخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة ومستمرون بالتنسيق مع أشقائنا بما يحفظ أمن ليبيا وأمن مصر ويحول دون ان تعاني المنطقة برمتها من تبعات تدهور الأمور في ليبيا».
من جهته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن «الأوضاع في ليبيا وتطوراتها والتدخلات الخارجية والسعي من قبل الميليشيات المتطرفة وجلب المقاتلين الأجانب المتطرفين إلى هذه الساحة يشكل تهديداً جسيماً للأمن القومي المصري والأمن القومي العربي».
وأضاف أن بلاده «تسعى إلى الدفع نحو الحل السياسي وإيجاد توافق ليبي ليبي يؤدي إلى الحفاظ على وحدة وإستقرار وأمن وسلامة الأراضي الليبية وتحقيق إرادة الشعب الليبي بعيداً عن تدخلات الميليشيات المتطرفة والأطراف الخارجية التي لا تسعى إلا لزعزعة الإستقرار والإنقضاض على مقدرات الشعب الليبي الشقيق».
وأكد شكري إن «مصر سوف تظل تراقب هذه الأوضاع بكل جدية وتتخذ الإجراءات الحاسمة ما يؤمنها ويؤمن الأمن القومي العربي».
وتشهد ليبيا التي تملك أكبر احتياطي نفط في إفريقيا نزاعاً بين سلطتين: حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس والمشير خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد وجزء من جنوبها والمدعوم من البرلمان المنتخب ومقرّه طبرق.
ودخل أطراف عديدون على خط النزاع الليبي، فمن جهة تدعم روسيا ومصر والإمارات العربية المتحدة المشير حفتر، بينما تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الخميس التقى خلاله شيوخ قبائل ليبية أن مصر «لن تقف مكتوفة الأيدي» في مواجهة أي تحركات قد تشكل تهديداً للأمن في مصر وليبيا.
ويأتي ذلك بعد يومين من إعلان مجلس النواب الليبي المؤيّد للمشير خليفة حفتر النافذ في شرق البلاد، أنّه أجاز لمصر التدخّل عسكرياً في ليبيا «لحماية الأمن القومي» للبلدين، مشدّداً على أهمية تضافر جهودهما من أجل «دحر المُحتلّ الغازي» التّركي.

فرانس24/رويترز/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق