رئيسيسياسة عربية

غوتيريس يندد بـ «تدخل خارجي غير مسبوق» في ليبيا مع حشد قوات عسكرية وتسليم معدات

فرنسا تنفي انحيازها لاي طرق وتؤكد انها تتحدث مع الجميع

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء إن الصراع في ليبيا دخل مرحلة جديدة مع وصول التدخل الخارجي في البلاد لمستويات قياسية. وندد غوتيريس بـ «تدخل خارجي» مع «تسليم معدات متطورة وعدد المرتزقة المشاركين في المعارك». وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التجاذبات الدولية حول ليبيا. ويرافق الحراك الدبلوماسي حراك على الأرض، إذ تحشد الأطراف المتنازعة قواتها على الخطوط الأمامية بين مدينتي مصراتة وسرت.
خلال مؤتمر وزاري لمجلس الأمن عبر الفيديو، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء بـ «تدخل خارجي بلغ مستويات غير مسبوقة» في ليبيا، مع «تسليم معدات متطورة وعدد المرتزقة المشاركين في المعارك».
وأعرب غوتيريس عن قلقه إزاء حشد قوات عسكرية في محيط مدينة سرت، الواقعة بين طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق).
وأشار إلى أن قوات حكومة الوفاق الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، «تواصل بدعم خارجي كبير، تقدّمها نحو الشرق وهي حالياً على مسافة 25 كلم من سرت».
وأوضح أن قوات حكومة الوفاق قامت في السابق بمحاولتين للسيطرة على سرت.
وتواجه حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا قوات المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي، والمدعوم خصوصاً من مصر والإمارات.
وأضاف غوتيريس «نحن قلقون للغاية إزاء الحشد العسكري المثير للقلق حول المدينة والمستوى المرتفع للتدخل الخارجي المباشر في النزاع في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، ولقرارات مجلس الأمن وتعهدات الدول المشاركة في (مؤتمر) برلين» الذي عقد في كانون الثاني (يناير).
ولم يذكر غوتيريس أي بلد بالتحديد.
بدوره، انتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، الانتهاكات المتكررة لقرار حظر السلاح المفروض على ليبيا منذ العام 2011.
وذكر «في الوقت الذي أغلق فيه العالم بأكمله حدوده، استمرت السفن والطائرات والشاحنات المحملة بالأسلحة والمرتزقة بالوصول إلى المدن الليبية».
وانضم نظيره النيجري كالا أنكوراو إلى آخرين في التأكيد على ملاحظات غوتيريس، قائلاً إن «”ليبيا لا تحتاج إلى المزيد من الأسلحة أو المرتزقة»، بل إلى «المصالحة».
وأشار الأمين العام إلى أن المحادثات التي أجرتها الأمم المتحدة مع الممثلين العسكريين لطرفي النزاع شملت خصوصاً «رحيل المرتزقة الأجانب»، و«تعاون لمكافحة الإرهاب»، و«نزع السلاح وتسريح عنصر المجموعات المسلحة في جميع أنحاء ليبيا، وشروط آلية محتملة لوقف إطلاق النار».
كذلك أشار، من دون الخوض في التفاصيل، إلى إمكان إقامة «منطقة منزوعة السلاح» تتولى مراقبتها بعثة الأمم المتحدة الموجودة في ليبيا.
ويقاتل مرتزقة روس إلى جانب المشير حفتر، فيما تفيد تقارير عن استقدام تركيا مقاتلين سوريين للقتال الى جانب القوات الموالية لحكومة الوفاق.
ووفق الأمم المتحدة، أدت المعارك الأخيرة في جنوب طرابلس ومنطقة ترهونة إلى نزوح نحو 30 ألف شخص، ما يرفع إجمالي عدد النازحين في ليبيا إلى أكثر من 400 ألف.

فرنسا تنفي انحيازها

ونفى وزير الخارجيّة الفرنسي جان-إيف لودريان الأربعاء في باريس أيّ انحياز لبلاده في النزاع الليبي، مشدّداً على أنّ باريس تُجري محادثات مع «جميع الأطراف» ومندّداً بـ «ألاعيب الخداع» التي يمارسها البعض.
وقال لودريان أمام لجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس الشيوخ «أسمع أشياء كثيرة عن أنّ فرنسا اختارت معسكر المشير (خليفة) حفتر. من المهمّ توضيح كلّ هذا».
وأشار إلى أنّ «الجيش الوطني الليبي» بقيادة حفتر حارب تنظيم الدولة الإسلامية حين كان التنظيم الجهادي يسيطر على بعض المناطق في ليبيا، مضيفاً أنّ حفتر حاول بعد ذلك في نيسان (أبريل) 2019 الاستيلاء على طرابلس.
وقال لودريان «نحن ندعم الجيش الوطني الليبي الذي اشتهر على الصعيد الدولي بقتاله ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية، نحن لا نقدم له دعماً عسكرياً فعالاً بل المشورة والدعم السياسي»، متحدّثاً عن «تغيير في الموقف» مع الهجوم الفاشل الذي شنّه حفتر على طرابلس.
ويواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولودريان بانتظام انتقادات لإعطائهما شرعية دولية لحفتر بعد استقباله في 2017 و2018 في باريس إلى جانب فايز السرّاج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة.
وقال لودريان «أتحدث بانتظام مع جميع الأطراف. نتحدّث مع بعضنا البعض، نحاول جعل الأمور تتقدّم ولكن في بعض الأحيان، هناك ألاعيب خداع» يمارسها البعض.
وأكّد الوزير الفرنسي أنّ باريس وروما وبرلين على الموجة نفسها بشأن الوضع الليبي، متجاهلاً التوترات التي سادت في الماضي بشأن هذه المسألة بين فرنسا وإيطاليا، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا.
وقال «نحن الثلاثة نتكلّم اللغة نفسها مع بعضنا البعض لنقول لهم إنّ من الملحّ التوصّل إلى اتفاق لتحقيق الاستقرار في جبهة سرت-الجفرة والتحقّق من الهدنة وبدء العمل على عناصر وقف إطلاق النار».
وأشار لودريان إلى أن «الأعمال القتالية هدأت تقريباً في منطقة سرت والجفرة»، داعياً إلى اغتنام الوضع الراهن لتحويل هذا الهدوء «إلى هدنة ثم إلى وقف لإطلاق النار».

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق