سياسة لبنانيةلبنانيات

لبنان: تشدد في ملاحقة «المخلين بالأمن» خلال الاحتجاجات واعتقال 36

توعدت السلطات اللبنانية بتوقيف المتورطين في «الأعمال التخريبية التي حصلت مؤخراً…». وقامت باعتقال 36 شخصاً. وشدد رئيس الجمهورية ميشال عون على العمليات الاستباقية لتوقيف المخططين والمحرضين للأعمال التخريبية.. حسب تعبيره. ومن جانبه، دعا رئيس الحكومة إلى «توقيف الذين يحرضون..». وكان الانخفاض غير المسبوق في سعر صرف الليرة مقابل الدولار أشعل الشارع اللبناني مجدداً.
قررت السلطات اللبنانية «عدم التساهل مع المخلين بالأمن والنظام»، وذلك «لتفادي أي أعمال تخريبية تحت حجة مطالب معيشية محقة» على خلفية الأحداث التي عرفتها الحركة الاحتجاجية الأخيرة على الهبوط الحاد في قيمة الليرة.
وشدد رئيس الجمهورية ميشال عون خلال ترؤسه اجتماعاً أمنياً للمجلس الأعلى للدفاع، بحضور رئيس الحكومة حسان دياب، «على ضرورة اعتماد العمليات الاستباقية لتوقيف المخططين والمحرضين للأعمال التخريبية للحد منها ومنع تكرارها».
وقال، وفق تصريحات نشرها حساب الرئاسة على تويتر، إن «الأعمال التخريبية التي حصلت مؤخراً.. بالاضافة إلى الاستهداف الممنهج للقوى الأمنية والعسكرية لم يعد مقبولاً وينذر بمضاعفات خطيرة».
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن وحدات من الجيش «تقوم بعمليات دهم في مدينة طرابلس وجوارها لتوقيف مفتعلي أعمال الشغب، الذين اعتدوا ليلاً على الجيش والمقاهي والمطاعم والأفران والأملاك العامة والخاصة».
وخرج مئات المتظاهرين إلى الشوارع بين الخميس والسبت. وشهدت مدينتا بيروت وطرابلس مواجهات مع القوى الأمنية والجيش. وعمد شبان إلى تكسير واجهات محال ومصارف، فيما استخدمت القوى الأمنية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم. وأسفرت المواجهات عن إصابة العشرات من الطرفين.
وقال دياب خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع: «هذه ليست احتجاجات ضد الجوع والوضع الاقتصادي، هذه عملية تخريب منظمة يجب توقيف الذين يحرضون والذين يدفعون لهم والذين يديرونهم».
وناشد الأجهزة المعنية كافة والقضاء «توقيف كل شخص شارك بهذه الجريمة، سواء في بيروت أو طرابلس أو أي منطقة» أخرى.

اعتقال 36 شخصاً في قضايا أعمال شغب

وأوردت قيادة الجيش في بيان الإثنين «بلغت حصيلة التوقيفات التي قامت بها مديرية المخابرات من السادس من حزيران (يونيو) حتى 15 منه في مناطق لبنانية مختلفة 36 شخصاً، لقيامهم بأعمال شغب واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، ومصارف ومحال تجارية ومطاعم ومقاه، وكذلك التعرض لعدد من الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية لصالح منظمات دولية والاعتداء على القوى الأمنية».
وفي منطقة باب التبانة في طرابلس، منع شبان السبت قافلة من 35 شاحنة تنقل مواد غذائية من إكمال طريقها إلى سوريا ظناً منهم أنها بضائع مهربة، لتعلن السلطات والأمم المتحدة لاحقاً إنها تقل مساعدات مقدمة من برنامج الأغذية العالمي إلى سوريا. ولا تزال القافلة متوقفة في مرفأ مدينة طرابلس.

وضع اقتصادي صعب يزيد من تفاقم التوتر

وأشعل الانخفاض غير المسبوق في سعر صرف الليرة مقابل الدولار الشارع مجدداً، بعدما تخطى الخميس عتبة خمسة آلاف في السوق السوداء، حتى أن بعض وسائل الإعلام تحدثت عن بلوغه ستة آلاف، رغم تحديد نقابة الصرافين سعر الصرف اليومي بنحو أربعة آلاف وفي حين يبقى السعر الرسمي مثبتاً على 1507 ليرات.
وعلى وقع الاحتجاجات، تعهدت الحكومة الجمعة ضخ مزيد من الدولارات في السوق لِلجم انهيار الليرة.
وجاء تدهور قيمة الليرة في وقت تعقد السلطات اجتماعات متلاحقة مع صندوق النقد الدولي، أملاً بالحصول على دعم مالي يضع حدا للأزمة المتمادية.
ويشهد لبنان أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود، يتزامن مع أزمة سيولة وتوقف المصارف عن تزويد المودعين أموالهم بالدولار. وتسببت الأزمة بارتفاع معدل التضخم وجعلت نحو نصف السكان تحت خط الفقر. كما خسر عشرات الآلاف جزءا من رواتبهم أو وظائفهم. وأقفلت مؤسسات وفنادق عريقة أبوابها.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق