رئيسيسياسة عربية

بومبيو: ضم الضفة الغربية المحتلة قضية معقدة

عباس: في حال ضم اي جزء سنلغي كل التفاقات والتفاهمات

تحدث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم الأربعاء عن تعقيدات اعتزام إسرائيل ضم الضفة الغربية المحتلة فعلياً، وقال بعد لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن هذه الخطوة يجب أن تتم طبقاً لخطة السلام الأميركية.
وأثناء زيارته لإسرائيل التي استغرقت يوماً واحداً وجه بومبيو انتقادات جديدة للصين بسبب ما وصفه بعدم شفافية بكين في ما يتعلق بتفشي فيروس كورونا الجديد في ووهان أواخر العام الماضي. ورفضت الصين مزاعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن حجب معلومات عن الفيروس.
وأجرى بومبيو محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ومنافسه السياسي بيني غانتس الذي تحول إلى حليف في الائتلاف الحكومي الجديد، وذلك قبل يوم واحد من تولي حكومتهما الجديدة مهامها.
وتعتزم الحكومة الجديدة، في تموز (يوليو)، مناقشة بسط السيادة الإسرائيلية على المستوطنات وعلى منطقة غور الأردن الاستراتيجية بالضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 والتي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة عليها مستقبلاً.
وفي مقابلة مع صحيفة إسرائيل هايوم، والتي نقلت عنه بالعبرية، قال بومبيو إن ضم الضفة الغربية قرار إسرائيلي من حق نتانياهو وغانتس اتخاذه.
لكن بومبيو أشار إلى أن هذه القضية معقدة وتتطلب التنسيق مع واشنطن التي شكلت فريقاً مشتركاً مع إسرائيل لرسم الخطوط الجديدة التي تحدد الأراضي بالضفة الغربية طبقاً لخطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
وقال إنه تحدث مع الزعيمين الإسرائيليين «حول قضايا أخرى متصلة بذلك مثل كيفية التعامل مع كل الأطراف المعنية وكيفية التأكد من أن تلك الخطوة اتخذت بشكل مناسب» طبقاً لخطة ترامب.
لكن، وفي محاولة لنفي تقارير بأن محادثات الضم هي الهدف من زيارة بومبيو، قال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية «أعتقد أن علينا دحض فكرة أننا ذهبنا إلى النصف الآخر من العالم للحديث عن الضم».
ورفض الفلسطينيون خطة ترامب التي تتضمن إدماج الغالبية العظمى من المستوطنات في «أراض إسرائيلية متماسة».
وتتضمن الخطة إقامة دولة فلسطينية تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية شبه الكاملة تتألف من مساحات من الأراضي من الضفة الغربية إضافة إلى قطاع غزة المطل على ساحل البحر المتوسط ومساحتين من الأراضي في صحراء النقب بجنوب إسرائيل.
وفي تصريحات نقلها التلفزيون مساء يوم الأربعاء قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفلسطينيين سيعيدون النظر في اتفاقات السلام مع إسرائيل والاتفاقات مع الولايات المتحدة في حال قيام إسرائيل بضم أراضي الضفة الغربية.
وتابع عباس «سنعيد النظر في موقفنا من كل الاتفاقات والتفاهمات سواء مع دولة الاحتلال الإسرائيلي أو مع الولايات المتحدة الأميركية نفسها، وسنكون في حل من كل تلك الاتفاقات والتفاهمات إذا أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن ضم أي جزء من أراضينا المحتلة وسنحمل الحكومتين الأميركية والإسرائيلية كل ما يترتب على ذلك من آثار أو تداعيات خطيرة».

عنف

ويعتبر الفلسطينيون المستوطنات الإسرائيلية غير مشروعة بموجب القانون الدولي وهو موقف معظم القوى العالمية. وتجادل إسرائيل وإدارة ترامب في ذلك.
ومع تحذير القادة الفلسطينيين من أن خطوة الضم الإسرائيلي الفعلي قد تهدد التعاون المحدود بالفعل بين الأطراف، تصاعد العنف في الضفة الغربية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت يوم الأربعاء فتى فلسطينياً خلال مداهمة بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن فلسطينيين رشقوا جنوده بالحجارة وألقوا تجاههم قنابل حارقة وإن جندياً أصيب إصابة طفيفة.
وقَتل فلسطيني يوم الثلاثاء جندياً إسرائيلياً بحجر خلال مشاركته في مداهمة لتنفيذ اعتقالات قرب مدينة جنين.
وسعى الفلسطينيون لحشد الدول الأوروبية لمعارضة أي محاولة إسرائيلية لضم أراض أخرى مع حث فرنسا للاتحاد الأوروبي لبحث فرض عقوبات اقتصادية حال إعلان إسرائيل سيادتها على الضفة الغربية.
وكانت الدول العربية قد حذرت إسرائيل من الإقدام على عملية الضم، ومن بينها مصر والأردن جارتا إسرائيل والدولتان العربيتان اللتان وقعتا اتفاقيات سلام معها.

خلاف حول الصين

ويخوض ترامب وكبار مسؤوليه حرباً كلامية مع الصين، التي شهدت أول ظهور للفيروس، ويقولون إنها لم تبلغ العالم بالسرعة الكافية بمخاطر الفيروس وكممت أفواه من دقوا ناقوس الخطر. وتنفي بكين بشدة هذه الاتهامات.
وفي مستهل اجتماع استمر ثلاث ساعات قال بومبيو لنتانياهو «أنت شريك رائع، تتشارك المعلومات على عكس بعض الدول الأخرى التي تحاول التعتيم على هذه المعلومات وإخفاءها، وسنتحدث عن هذا البلد أيضاً».
ولم يذكر بومبيو الصين بالاسم كما لم يضرب أمثلة واضحة على التعاون الإسرائيلي في مكافحة الفيروس.
والعلاقات التجارية بين إسرائيل والصين ليست جيدة في عهد نتانياهو القريب عادة من إدارة ترامب.
وحذرت الولايات المتحدة من قبل إسرائيل من تهديدات أمنية محتملة للاستثمارات الصينية لديها مما دفع حكومة نتانياهو لتشكيل لجنة في تشرين الأول (اكتوبر) للتدقيق في هذه المشروعات.
ولخصت مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ما دار في اجتماع بومبيو ونتانياهو بأنه نقاش بشأن «الجهود المتواصلة لدولتينا لكبح جائحة كوفيد-19 والتصدي لتأثير إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة وكذلك الالتزام الأميركي الدائم بأمن إسرائيل».

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق