رئيسيسياسة عربية

سقوط صواريخ على العاصمة الليبية

سقطت عشرات الصواريخ على العاصمة الليبية طرابلس غداة استعادة قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة الاثنين السيطرة على مدينتين استراتيجيتين في الغرب الليبي كانتا في أيدي قوات المشير خليفة حفتر.
واستعادت قوات حكومة الوفاق الوطني الاثنين السيطرة على مدينتي صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) وصرمان (60 كلم غرب العاصمة).
ثم استعادت السيطرة على مدن صغيرة تقع الى الجنوب، في نكسة جديدة لقوات المشير حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي، وباتت محرومة من منفذ الى الساحل الغربي للبلاد.
وتشهد ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، نزاعاً مسلحاً منذ عام بين قوات المشير خليفة حفتر الرجل القوي في الشرق الليبي من جهة، والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس من جهة أخرى.
وتقول الامم المتحدة أن المئات قتلوا وتشرد أكثر من 200 ألف منذ أن شن حفتر هجومه على العاصمة في نيسان (ابريل) من العام الماضي.
والاثنين بدأ وابل من الصواريخ في السقوط على العاصمة الليبية،وقال مراسلو وكالة فرانس برس ان اصوات الانفجارات كانت تُسمع صباح الثلاثاء.
وأصيبت العديد من المنازل في المنطقة المحيطة بمطار معيتيقة في الضواحي الشرقية، وهو المطار الوحيد العامل ولو بشكل متقطع في العاصمة.
وأشارت آخر حصيلة لاجهزة الاسعاف الى سقوط جريح مساء الاثنين. ولم تنشر أي حصيلة أخرى منذ ذلك الحين.
ويأتي التصعيد الأخير مع تزايد المخاوف بشأن انتشار وباء فيروس كورونا المستجد في ليبيا، حيث تم تأكيد 25 اصابة ووفاة واحدة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن الخدمات الصحية في البلاد هشة وأن العديد من المستشفيات القريبة من مناطق القتال جنوب طرابلس أصيبت بأضرار أو أغلقت.

«ثأر»

كما اندلع القتال الثلاثاء جنوب العاصمة، بحسب مصدر عسكري في حكومة الوفاق الوطني التي اتهمت القوات الموالية لحفتر بقصف طرابلس.
وقال محمد قنونو الناطق باسم قوات حكومة الوفاق الوطني مساء الاثنين إن قوات حفتر «صبت غضبها من خلال إمطار طرابلس بعشرات الصواريخ والقذائف العشوائية».
وفي وقت متأخر من الاثنين صرح اسامة الجويلي المتحدث باسم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني ان عملية السيطرة على صرمان وصبراتة انطلقت بعد تلقي معلومات بأن قوات حفتر تتحرك غرباً.
وكان حفتر يخطط للتقدم نحو مدينة زوارة القريبة من الحدود التونسية في محاولة للسيطرة عليها وبعد ذلك التقدم نحو معبر راس جدير الحدودي.
كما تحاصر قوات حكومة الوفاق الان قاعدة الوطية الجوية جنوب غرب طرابلس، وهي القاعدة الخلفية لقوات حفتر ونطقة انطلاق الطائرات التي يستخدمها لقصف طرابلس.
كما يندلع القتال بين قوات متخاصمة شرق طرابلس بين مدينتي طرابلس وسرت.
كما تردد وقوع قتال في منطقة أبو قرين جنوب شرق طرابلس والواقعة في منتصف المسافة بين مصراتة وسرت.

«نصر كبير»

تعتبر السيطرة على صرمان وصبراتة من أكبر الانتصارات التي حققتها حكومة الوفاق الوطني منذ حزيران (يونيو) من العام الماضي عندما استعادت قواتها بلدة غريان، قاعدة الامدادات الرئيسية لقوات حفتر جنوب غرب العاصمة.
قال جلال حرشاوي المحلل لشؤون ليبيا في معهد كلينغيندايل في لاهاي ان النكسة التي مني بها حفتر الاثنين تعني خسارته للساحل غرب طرابلس بأكمله.
وقال ان حكومة الوفاق المدعومة من تركيا كانت خلال الأسابيع الأخيرة أكثر «عدوانية على جبهات عدة، ونجحت في أغلب الأحيان».
واضاف أن «نيران المدفعية العالية الدقة براً، والطائرات التركية المسيرة والتنسيق الأفضل» اثبتت انها مزيج «لا يقهر» ضد قوات حفتر.
وكانت الطائرات المسيرة التي زودت بها الامارات المشير حفتر، الذي يعتمد كذلك على دعم من روسيا، قد منحته تفوقاً في الأجواء.
ولم تثمر جهود الامم المتحدة المتكررة بالتوصل الى وقف لاطلاق النار في ليبيا. وتوقفت هذه الجهود بعد استقالة المبعوث الدولي غسان سلامة مطلع اذار (مارس) لأسباب صحية.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق