اتفاق مبدئي بين أطراف المحادثات الثلاثية حول الملف النووي

انتهت المحادثات الثلاثية بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الأوربي دون إعلان نتائج تلك المحادثات رسمياً، تمهيداً لعقد اجتماع ألـ «5+1» وإيران اليوم بفندق قصر البستان في مسقط في سلطنة عمان لاستعراض ما تم التوصل إليه من اتفاق بين الأطراف الثلاثة وتحديد إن كان ذلك سيعلن اليوم أو إعطاء مهلة للأطراف للعودة إلى قياداتها لتثبيت الاتفاق على أن يعلن رسميا في اجتماع المجموعه «5+1» وإيران المقترح عقدة في فيينا.
وكانت جولات اليومين الماضين للمحادثات الثلاثية قد توصلت إلى اتفاق حول تخصيب اليورانيوم الذي تقاربت فيه الآراء، لكن المعضلة الأكبر حول مطلب إيران في رفع العقوبات عنها حزمة واحدة فيما كانت الدول الغربية ترغب في أن يكون عبر مراحل متدرجة.
وقد أفادت بعص المصادر أن جلسات يوم أمس شهدت تقدماً في ملفي تحديد نسبة تخصيب اليورانيوم وعدد أجهزة الطرد المركزي الذي يطالب به الغرب، ورفع العقوبات التي تطالب بها إيران لكن تفاصيلها ظلت سرية، وقد امتنع العديد من المسؤولين في الوفود المشاركة عن الحديث حول تفاصيل الاتفاق عن هذه النقاط التي يبدو أنها ستكون كذلك حتى الإعلان الرسمي عنها في وقت لاحق.
«1+5» وإيران تراجع اليوم ما تم
التوصل إليه في مسقط
لكن تفيد بعض المعلومات أن الأطراف حققت تقدماً كبيراً في هذين الجانبين بالذات نظرا لصعوبتهما في المحادثات التي أخذت معظم الوقت خلال الجولات الماضية والتي اقتربت من العام ، وركزت الاطراف على إنجازهما خلال اجتماع مسقط.
وتفيد هذه المعلومات أن طبيعة المسائل الحساسة التي عرقلت اي اتفاق مسبق قد تم تجاوزها دون الإفصاح عن أي ارقام أو معلومات سوى حول مستوى التخصيب أو السقف الزمني لرفع العقوبات.
وقد يكون الاتفاق الذي تم التوصل اليه إطارياً على ان يتم وضع التفاصيل النهائية الفنية والسياسية خلال اجتماع فيينا المقبل الذي سيكون غالباً الجولة الأخيرة من المحادثات بين إيران والغرب.
وتدور بعض المعلومات حول توجه الدول الغربية في مرحلة لاحقة إلى إنشاء نادٍ للدول النووية السلمية، اي التي تستخدم الطاقة النووية للأغراض السلمية وليست العسكرية، وهو أحد الافكار التي يراد به ضم الدول الراغبة في إنشاء مشاريع توليد الطاقة النووية دون استخدامها عسكريا والتي يسمح لها بانتاج تخصيب متدنٍ لا يتجاوز 3،5% وقد يطرح كمشروع في الأمم المتحدة.
وعقد في الحادية عشرة من صباح اليوم بفندق قصر البستان اجتماع المجموعة «5+1» وإيران والذي يضم الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين إضافة إلى ألمانيا وأيضاً الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بحضور السيد يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، حيث سيناقش الاجتماع ما تم التوصل اليه من اتفاق فني وسياسي خلال اجتماع المحادثات الثلاثية التي عقدت على مدى اليوميين الماضيين.
توقع الإعلان رسمياً عن صيغة نهائية للتوافق خلال اجتماع فيينا 18 الحالي
وسوف يبحث الاجتماع الموقف النهائي من إعلان التوصل إلى اتفاق تاريخي بين إيران والغرب واستعراض إمكانية إعلان الاتفاق في السلطنة أو تأجيله إلى جولة فيينا المقترحة في 18 من الشهر الحالي وذلك قبل 6 أيام من موعد انتهاء المهلة التي حددت لإنجاز هذا الاتفاق بين الأطراف في المحادثات النووية.
وستبحث المجموعة التفاصيل الدقيقة التي كانت تعترض سير المحادثات والتي تم التوصل اليها، على أن تضمن الاتفاق النهائي الذي ينتظر أن يكون الوثيقة النهائية بين جميع الأطراف.
وكان قد وصل أمس إلى السلطنة عدد من الضيوف للحاق باجتماع اليوم، وهم كل من سيرغي ريبكوف نائب وزير الخارجبة الروسي، وبل برنز المبعوث الاميركي إلى اجتماع المجموعه ونائب وزير الخارجية الاميركي الاسبق، ولوكس ممثل ألمانيا وممثلي كل من فرنسا والصين.
كيري واشتون يتجولان في سوق مطرح
هذا وقام جون كيري وزير الخارجية الأميركية وكاترين اشتون ممثلة الاتحاد الأوربي بزيارة عصر أمس إلى سوق مطرح الذي اطلع فيه المسؤولان على ما يضمه من صناعات تقليدية وحرف متنوعة، وقد تجولا في أركان السوق وتوقفا عند عدد من المعارض والمحلات التي تحتوي العديد من الكنوز الأثرية التاريخية والوثائق والحلى، وشاهدا ايضاً بعض المباني الاثرية والتحديث الذي طال السوق التاريخية وقد قدمت لهما نبذة عن هذه السوق التي تعد احدى أقدم أسواق المنطقة لكونها كانت ملتقى التجار والبواخر والسفن من موانىء العالم.
وشاهد الضيفان في طريقهما ايضاً عدداً من القلاع والآثار التاريخية التي انتصبت على جانبي الطريق والتي كانت شاهدة على عصور مضت.