الاقتصادمفكرة الأسبوع

السعودية تزيد صادرات النفط إلى معدل قياسي بـ 10،6 ملايين برميل في أيار

قرّرت السعودية الاثنين زيادة صادراتها النفطية بـ 600 ألف برميل يومياً في أيار (مايو) لتصل إلى 10،6 ملايين برميل وهو معدل قياسي، بعدما كانت أعلنت نيتها زيادة الانتاج إلى طاقته القصوى في خضم حرب أسعار مع روسيا.
وتصدّر السعودية نحو سبعة ملايين برميل يومياً، ما يعني انها ستضخ 3،6 ملايين برميل إضافية في أسواق النفط المشبعة أصلا بفعل التراجع الكبير على الطلب مع اتخاذ دول عديدة إجراءات لمكافحة فيروس كورونا المستجد بينها فرض حظر تجول ووقف حركة الملاحة الجوية.
وفي هذا السياق، قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب انه سيناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انهيار اسعار النفط التي اعتبر انها «تضر حقاً» بقطاع الطاقة الأميركي.
في الرياض، قال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الحكومية إنّ أحد أسباب الزيادة هو «انخفاض الطلب المحلي على مشتقات البترول، جراء انخفاض حركة النقل بسبب الإجراءات الاحترازية المُتخذة لمواجهة انتشار فيروس كورونا».
وأضاف ان الزيادة هي أيضاً نتيجة «إحلال الغاز الطبيعي المنتج من حقل الفاضلي، محل البترول، الذي كان يُستهلك لغرض إنتاج الكهرباء».
وكانت المملكة أعلنت قبل نحو اسبوعين نيتها استخدام الغاز المنتج من معمل غاز الفاضلي للاستعاضة «عن حوالي 250 ألف برميل في اليوم من الاستهلاك المحلي من الزيت»، أي النفط.
وجاء ذلك بعدما أعلنت المملكة انّها ستزيد انتاجها اليومي من الخام بإضافة 2,5 مليون برميل نفط يومياً بهدف رفع الانتاج إلى 12،3 مليون برميل في نيسان (ابريل).

مواجهة

تحتفظ السعودية باحتياطات استراتيجية من عشرات ملايين البراميل من النفط الخام، ومن المتوقع اللجوء إليها لتغطية كمية النفط التي تفوق طاقتها الانتاجية القصوى الشهر المقبل، وهي 300 ألف برميل يومياً.
وفي السابق، تراجعت المملكة عن خطط لزيادة طاقتها الانتاجية القصوى في ظل انخفاض الطلب على النفط في دول منظمة الدول المصدّرة «اوبك» على خلفية منافسة محتدمة مع النفط الأميركي ومصادر أخرى.
وكانت مجموعة «اوبك» بقيادة السعودية، وروسيا ودول نفطية أخرى، قامت في السنتين الماضيتين بخفض الانتاج لرفع أسعار النفط المتراجعة منذ 2014، ضمن إطار من التعاون تحت مسمى «اوبك بلاس».
ودعت السعودية خلال اجتماع في فيينا الشهر الماضي إلى خفض إضافي بمقدار 1،5 مليون برميل لمواجهة التراجع الكبير في الأسعار على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد، لكن روسيا رفضت ذلك.
ورداً على الموقف الروسي، خفّضت السعودية أسعار النفط المطروح للبيع لديها إلى أدنى مستوياتها في 20 عاماً، في محاولة للاستحواذ على حصّة كبيرة في السوق، الأمر الذي أثار اضطرابات في أسواق الطاقة وحرب أسعار مستعرة.
كما أن الإمارات، دخلت على خط المواجهة، معلنة استعدادها لزيادة إمداداتها من النفط بنحو مليون برميل يومياً في نيسان (أبريل).
وينتج معمل غاز الفاضلي، التابع لشركة ارامكو، حالياً 1،5 مليار قدم مكعب من الغاز يومياً، وتقول أرامكو إنه سيرتفع إلى 2،5 مليار قدم مكعب خلال الأشهر المقبلة.

خطة طويلة الامد

ومنذ بداية الأزمة الصحية الحالية جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، تسجّل الأسواق النفطية تدهوراً، تفاقم مع حرب الأسعار التي تخوضها السعودية وروسيا منذ فشل الاتفاق على تمديد خفض الانتاج الشهر الماضي.
وتفرض المملكة حظر تجول جزئياً وأوقفت رحلات الطيران الدولية والداخلية.
والاسبوع الماضي دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو السعودية إلى «طمأنة الأسواق النفطية والمالية» في مواجهة الازمة الاقتصادية العالمية التي تلوح في الأفق.
وكتب بومبيو في تغريدة تناول فيها محادثة أجراها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «لقد توافقنا على ضرورة التعاون مع كل البلدان من أجل احتواء الجائحة واستقرار أسواق الطاقة».
وعلى الرغم من تفشي فيروس كورونا المستجد الذي يشل الاقتصاد العالمي ويضعف الطلب على النفط، يستمر إنتاج النفط الخام لا سيما في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، ما يضغط على قدرات التخزين التي تكاد تصل إلى أقصى سعة لها.
وبين العرض الوفير وركود الطلب، يمكن أن يصل فائض النفط العالمي إلى أكثر من 10 ملايين برميل يومياً، بحسب خبراء.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق