تركيا تهاجم طائرات ومطارات سورية وتصعد القتال في إدلب وتقتل جندياً سورياً
اسقاط طائرتين سوريتين ودمشق تغلق المجال الجوي فوق ادلب
أسقطت تركيا طائرتين حربيتين سوريتين فوق إدلب يوم الأحد وقصفت مطاراً عسكرياً يبعد عن خطوط مواجهتها في تصعيد كبير لعملياتها العسكرية بعد مقتل عشرات من الجنود الأتراك الأسبوع الماضي.
وصعدت أنقرة هجماتها بما في ذلك هجمات الطائرات المسيرة ضد الجيش السوري منذ يوم الخميس عندما لقي 33 جندياً تركياً حتفهم في هجوم جوي شنته دمشق.
ونشرت تركيا بالفعل آلاف الجنود والمركبات العسكرية في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا خلال الشهر الماضي لوقف تقدم القوات الحكومية السورية والذي أدى إلى نزوح مليون شخص إلى مناطق قريبة من الحدود الجنوبية لتركيا.
وتستضيف تركيا 3.6 مليون سوري وهي مصممة على منع أي تدفق آخر من سوريا. وسمحت أيضاً للمهاجرين بدخول الاتحاد الأوروبي عبر حدودها في محاولة على ما يبدو للضغط من أجل الحصول على دعم الاتحاد الأوروبي في معالجة الأزمة السورية.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن القوات التركية دمرت خلال الأيام الأربعة الأخيرة ثماني طائرات هليكوبتر و103 دبابات و72 مدفع هاوتزر وراجمات صواريخ وطائرة مسيرة وستة أنظمة دفاع جوي. ووصف رابع عملية تقوم بها تركيا بأنها «درع الربيع».
ورداً على ذلك قال الجيش السوري إنه أسقط ثلاث طائرات تركية مسيرة وحذر من أنه سيسقط أي طائرات أو طائرات مسيرة تنتهك مجال سوريا الجوي فوق شمال غرب البلاد الذي تسيطر عليه حليفتها موسكو منذ سنوات.
ورغم هذا التحذير أسقطت طائرات حربية تركية طائرتين حربيتين سوريتين في حين قالت وكالة الأناضول للأنباء إن الجيش التركي استهدف مطار النيرب العسكري السوري غربي مدينة حلب وأخرجه من الخدمة.
وقال أيضاً قادة المعارضة المدعومون من تركيا إن مطار كويرس شرقي النيرب تعرض للقصف منذ منتصف الليل. ويقع المطاران داخل الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية مما يمثل توسيعاً كبيراً لأهداف أنقرة.
ويهدد هذا القتال بنشوب صدام مباشر بين روسيا وتركيا اللتين تعاونتا لسنوات لاحتواء القتال رغم دعم كل منهما طرفاً مختلفاً في الحرب الدائرة في سوريا منذ تسع سنوات.
وقال أكار «ليس لدينا نية أو قناعة بمواجهة روسيا. نيتنا الحقيقية فقط هي جعل النظام(السوري) ينهي المذبحة ومن ثم منع ووقف التطرف والهجرة».
وأضاف أكار أنه تم «تحييد» 2212 من أفراد القوات المسلحة السورية وهو تعبير يستخدم للإشارة إلى من قتلوا أو أصيبوا أو أسروا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 74 فرداً من القوات الحكومية السورية والمقاتلين الموالين لدمشق لقوا حتفهم منذ 27 شباط (فبراير).
مقتل 19 جندياً سورياً
وقتل 19 جندياً سورياً في قصف شنته طائرات مسيرة تركية استهدف رتلاً عسكرياً ومعسكراً للجيش في ريف إدلب الجنوبي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وارتفعت بذلك حصيلة قتلى القوات الحكومية السورية جراء القصف التركي باستخدام طائرات من دون طيار أو القصف المدفعي منذ الجمعة إلى 93 عنصراً (حسب المرصد). لكن لم يصدر أي تعليق رسمي سوري على الحصيلة.
وفي وقت سابق صباح الأحد، أعلن مصدر عسكري سوري «إغلاق المجال الجوي لرحلات الطائرات ولأية طائرات مسيرة فوق المنطقة الشمالية الغربية من سورية، وخصوصاً فوق محافظة إدلب».
وأعلنت وكالة «سانا» مساء أن الجيش السوري أسقط الأحد «ثلاث طائرات مسيرة تابعة للنظام التركي».
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري سوري أنه «في تمام الساعة 13،25 من هذا اليوم وبينما كانت طائرتان سوريتان تنفذان مهمة ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة في منطقة إدلب، قام الطيران الحربي التركي باعتراض الطائرتين وإسقاطهما فوق الأراضي السورية».
وأكد المصدر أن الطيارين قفزوا بالمظلات «بسلام».
وأعلنت وزارة الدفاع التركية من جهتها إن «طائرتي سوخوي- 24 كانتا تستهدفان طائراتنا جرى إسقاطهما»، من دون أن تتحمل مباشرة مسؤولية اسقاطهما، مشيرة أيضاً إلى أنه تم «تدمير سلاح مضاد للطيران أسقط إحدى طائراتنا المسيرة، فضلاً عن منظومتي مضادات طائرات».
دبلوماسية الأزمة
وأخفقت حتى الآن جهود أنقرة وموسكو الدبلوماسية لنزع فتيل التوتر في تحقيق وقف لإطلاق النار في منطقة إدلب وهي آخر معقل رئيسي لقوات المعارضة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم السبت إنه على الرغم من إحراز تقدم بين الوفدين التركي والروسي فإن قضية إدلب لن تحل إلا بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين.
وقال مسؤول تركي رفيع ومسؤول أمني إن الاجتماع سيعقد يوم الخميس في موسكو. وقال المسؤولان إن الزعيمين سيناقشان الخطوات التي سيتم اتخاذها في إدلب ومن المتوقع أن يتوصلا إلى تفاهم مشترك.
وقال الكرملين إنه يأمل باجتماع أردوغان وبوتين يومي الخميس أو الجمعة.
وأدت أحدث جولة من القتال في إدلب إلى نزوح مليون مدني منذ كانون الأول (ديسمبر) معظمهم من النساء والأطفال صوب الحدود التركية.
وقالت تركيا إنها ستسمح للمهاجرين بدخول أوروبا لاغية القيود المفروضة على التنقل منذ 2016 بموجب اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
وقال شهود إن الشرطة اليونانية أطلقت الغاز المسيل للدموع يوم الأحد لتفريق لاجئين رشقوها بالحجارة محاولين شق طريقهم بالقوة عبر الحدود من تركيا وخلفهم آلاف آخرون بعد أن خففت أنقرة القيود عليهم.
وكانت حدود تركيا مع أوروبا قد أُغلقت أمام المهاجرين بموجب اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا أنهى أزمة المهاجرين عام 2015-2016 عندما دخل أكثر من مليون شخص أوروبا سيراً على الأقدام.
رويترز/فرانس24/ا ف ب