غارات اسرائيلية على سوريا وغزة وسقوط قتيلين فلسطينيين
أعلن النظام السوري أنّ دفاعاته الجويّة تصدّت ليل الأحد «لدفعة صواريخ معادية» آتية من فوق الجولان السوري المحتلّ، في قصف إسرائيلي قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّه استهدف «مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية» قرب مطار دمشق الدولي.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» في نبأ عاجل إنّ «وسائط الدفاع الجوّي تتصدّى لأهداف معادية في سماء محيط دمشق»، لتعود وتوضح بعد دقائق من ذلك أنّ «دفاعاتنا الجويّة تصدّت لدفعة صواريخ معادية آتية من فوق الجولان السوري المحتلّ قبل وصولها لأهدافها».
وأكّدت سانا أنّ «الصواريخ المعادية فشلت في الوصول إلى أيّ من المطارات».
من جهتها أفادت مراسلة وكالة فرانس برس في العاصمة السورية عن سماع دويّ أصوات انفجارات قوية اعتباراً من الساعة 23،26 (21،26 ت غ).
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإنّ القصف الإسرائيلي «طاول مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية في محيط مطار دمشق الدولي».
ومنذ اندلع النزاع في سوريا في 2011 شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات في سوريا استهدفت بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.
وفي منتصف شباط (فبراير) الجاري أسفر قصف نُسب إلى إسرائيل عن مقتل سبعة من عناصر الجيش السوري والحرس الثوري الإيراني، وفق المرصد.
وتُكرّر الدولة العبرية التأكيد على أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطوّرة إلى حزب الله.
وطهران، الحليف الرئيسي لدمشق، قدّمت منذ بدء النزاع في سوريا دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً كبيراً للنظام السوري. وتمكنت إيران مع مجموعات شيعية موالية لها من تعديل موازين القوى ميدانياً لصالح القوات الحكومية السورية على جبهات عدة.
وتسبّب النزاع السوري منذ اندلاعه عام 2011 بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، وأرغم أكثر من نصف سكان البلاد الذين كانوا يعدّون أكثر من 20 مليون نسمة قبل الحرب على النزوح أو اللجوء خارج البلاد.
مقتل عنصرين من الجهاد الإسلامي
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ ليل الأحد غارات جوية استهدفت «مواقع» للجهاد الإسلامي قرب دمشق وأدّت لمقتل اثنين من عناصرها، وذلك ردّاً على قصف صاروخي شنّته الحركة الفلسطينية من قطاع غزة على جنوب الدولة العبرية انتقاماً لمقتل أحد عناصرها برصاص القوات الإسرائيلية نهار الأحد.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ «مقاتلات إسرائيلية قصفت أهدافاً إرهابية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي جنوب دمشق في سوريا، بالإضافة إلى عشرات الأهداف التابعة للجهاد الإسلامي في جميع أنحاء قطاع غزة».
«مجمّع للجهاد الإسلامي»
وأوضح البيان أنّه «في منطقة العادلية الواقعة خارج دمشق قُصف مجمّع لحركة الجهاد الإسلامي كان يُستخدم كمركز لنشاط الجهاد الإسلامي في سوريا».
وفجر الإثنين أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، مقتل اثنين من مقاتليها في القصف الإسرائيلي على سوريا.
وقالت سرايا القدس في بيان تلقّت وكالة فرانس برس نسخة منه فجر الإثنين إنّها «تزفّ المجاهدين زياد أحمد منصور (23 عاماً) وسليم أحمد سليم (24 عاماً) اللذين ارتقيا إثر قصف صهيوني في دمشق».
واعتبر البيان أنّ استهداف إسرائيل سرايا القدس في سوريا جاء «بعد عجز العدوّ عن مواجهة مجاهدي سرايا القدس في أرض الميدان».
وفي دمشق نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن مصدر عسكري لم تسمّه أنّ «الطيران الحربي الإسرائيلي قام، من خارج مجالنا الجوي ومن فوق الجولان السوري المحتلّ، باستهداف محيط دمشق بأكثر من موجة من الصواريخ الموجّهة».
«غالبية» الصواريخ تمّ تدميرها
وأضاف المصدر أنّ «بعضاً» من هذه الصواريخ «تمّ تحييده عن مساره»، في حين تمّ تدمير «غالبية» ما تبقّى منها «قبل الوصول إلى أهدافها»، مشيراً إلى أنّ «التدقيق في نتائج العدوان ما يزال مستمرّاً».
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد استهدف القصف الإسرائيلي «مواقع عدة للحرس الثوري الإيراني والجهاد الاسلامي على بضعة كيلومترات من مطار دمشق».
وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها حركة الجهاد الإسلامي في سوريا بغارات إسرائيلية.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت أسفرت غارة إسرائيلية على مبنى في حيّ المزّة في دمشق عن مقتل شخصين، أحدهما نجل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أكرم العجوري.
والجهاد الإسلامي، الحليفة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، تنشط في الأراضي الفلسطينية وكذلك في سوريا وقد أطلقت الأحد أكثر من 20 صاروخاً وقذيفة هاون من قطاع غزة على جنوب الدولة العبرية.
ولم يُعرف في الحال ما إذا أسفرت الغارات الإسرائيلية في سوريا عن خسائر في الأرواح.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ غارة جوية على مسلّحين من الجهاد الإسلامي في شمال غزة كانوا يستعدّون لإطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل.
وفي غزّة أعلنت وزارة الصحة أنّ الغارات الإسرائيلية أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص بجروح.
لا مدارس الإثنين
وأتى هذا التصعيد الإسرائيلي ردّاً على أكثر من 20 صاروخاً وقذيفة هاون أطلقت من القطاع الفلسطيني المحاصر باتّجاه إسرائيل وأدّت لإنطلاق صفّارات الإنذار في مدينة عسقلان وأماكن أخرى في جنوب الدولة العبرية التي أمرت المدارس الواقعة على مقربة من غزة بإغلاق أبوابها الإثنين.
وفي حين أكّد الجيش الإسرائيلي أنّ منظومة الدفاع الصاروخي «القبّة الحديد» اعترضت أكثر من عشرة من هذه الصواريخ، لم ترد تقارير عن سقوط إصابات من جرّاء هذا القصف الذي أعلنت الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عنه.
وقالت الجهاد الإسلامي إنّها شنّت هذا القصف ردّاً على مقتل أحد عناصرها بنيران القوات الإسرائيلية على الحدود بين قطاع غزة والدولة العبرية في وقت سابق من نهار الأحد.
جثّة وجرّافة
وبحسب الجيش الإسرائيلي فإنّ القتيل الذي سحبت جرافة إسرائيلية جثته إلى داخل الأراضي الإسرائيلية حاول مع ناشط آخر كان برفقته زرع متفجّرة قرب السياج الفاصل بين القطاع والدولة العبرية.
وقال متحدث باسم الجيش لفرانس برس «بعد النجاح في إحباط الهجوم قرب سياج قطاع غزة هذا الصباح، أخذت جرافة للجيش جثة أحد المعتديَين».
وبحسب حركة الجهاد الإسلامي فإنّ القتيل هو عنصر في سرايا القدس ويدعى محمد علي الناعم (27 عاماً) وقتل «أثناء تأدية واجبه الجهادي، حيث ارتكب الاحتلال عدواناً سافراً باستهدافه والتنكيل بجثمانه الطاهر وسحبه بطريقة تدلّل على العدوانية والحقد».
وبعد الحادثة، انتشر فيديو من غزة يظهر جرافة تقترب من جثة الشاب فيما كان رجال بدوا غير مسلّحين يحاولون سحبها.
وسمع صوت إطلاق نار دفع بالآخرين إلى الابتعاد، ما أتاح للجرافة سحب الجثة. وشوهدت دبابة إلى جانب هذه الجرافة.
وتتّبع إسرائيل سياسة احتجاز جثث ناشطين من غزة لاستخدامها في عمليات تبادل مع حركة حماس التي تحتجز جنديين إسرائيليين منذ 2014.
وبثّ الجيش الإسرائيلي مشاهد «للعبوة الناسفة التي زرعتها صباحاً المجموعة الإرهابية» التابعة للجهاد الإسلامي، مشيراً إلى أنّ المجموعة نفسها «متورّطة في محاولتين سابقتين لزرع عبوات ناسفة قرب السياج الفاصل في الأشهر الماضي».
ا ف ب