دولياترئيسي

بوتين يسعى عبر تعديلات دستورية لحكم روسيا الى الابد والمعارضة ترفض

اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين حزمة تعديلات دستورية على البرلمان تعزز دور السلطة التشريعية في اختيار رئيس الحكومة، وتحدد رئاسة البلاد بولايتين بدلاً من ولايتين متتاليتين. وتزيد هذه التعديلات من التكهنات حول المستقبل السياسي لبوتين، إذ يرى كثير من المراقبين أن الرئيس الذي لم يسمِّ خليفة له، يسعى للاحتفاظ بسلطته على البلاد. وترى المعارضة أن بوتين يسعى للحكم للأبد، وتنوي تنظيم مظاهرات ضد هذه التعديلات في شباط (فبراير) المقبل.
أحال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين حزمة تعديلات دستورية إلى البرلمان مسرعاً بذلك وتيرة إصلاح مفاجئ أعلنه الأسبوع الماضي، ومثيراً للتساؤلات والتكهنات حيال مستقبله السياسي بعد انتهاء ولايته.
ويحدد مشروع القانون المرتبط بالإصلاحات الذي نشر على موقع مجلس النواب (الدوما)، بالتفاصيل سلسلة إجراءات يعزز أحدها دور البرلمان في تسمية رئيس الوزراء، فيما يحد آخر ولاية الرئيس بفترتين، بدلاً من فترتين متتاليتين.
وبين الإجراءات أيضاً قيام الرئيس بإنشاء مجلس دولة يكلف بحسب مشروع القانون، «تحديد أبرز توجهات السياسة الداخلية والخارجية في الاتحاد الروسي».
وكان بوتين قد أثار مفاجأة كبرى الأسبوع الماضي في خطابه أمام البرلمان عبر إعلانه هذه التعديلات الدستورية التي أدت إلى استقالة رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف وحكومته.
وعزا هذا الأمر آنذاك إلى واقع «ظهور طلب تغيير بوضوح من داخل المجتمع» الروسي.
لكن هذا الإصلاح المعلن أثار تكهنات حول المستقبل السياسي لبوتين بعد انتهاء ولايته عام 2024، إذ لا يحق له نظرياً الترشح بعدها.

«إصلاح النظام»

وعبر تقديمه الإثنين التعديلات الدستورية التي اقترحها، فاجأ الرئيس الروسي مرة جديدة الجميع فيما شكلت مجموعة عمل لدرس هذا الموضوع الأسبوع الماضي.
وأعلن فياتشيسلاف فولودين رئيس الدوما أن اللجنة البرلمانية المكلفة هذه التعديلات الدستورية ستجتمع اعتباراً من الثلاثاء. وقلل من أهمية انتقاد زملائه بأنهم يتقدمون بسرعة كبرى.
وقال للصحافيين «لقد ألقى الرئيس خطابه إلى الأمة، وكل شيء أعلن بشكل واضح ولقد تلقينا اليوم المبادرات القانونية. ماذا كان يجب أن نفعل بها، طمسها؟».
وأوضح أحد مساعديه ويدعى إيفان ملنيكوف أن اقتراحات الرئيس ستبحث خلال جلسة عامة تعقد اعتباراً من الخميس بحسب وكالة ريا نوفوستي.
والنص الذي عرض الإثنين يبدو أيضاً أنه يستبعد أي عودة إلى الكرملين بعد توقف في مهام أخرى، كما فعل بوتين عند توليه مهام رئيس الوزراء من 2008 إلى 2012 بعد ولايتين رئاسيتين متتاليتين.
وإذا كان بوتين لم يتطرق أبداً مباشرة إلى مستقبله ما بعد 2024 ولا تحدث عن خليفة محتمل له، فإن المراقبين للساحة السياسية يتفقون على القول إنه سيسعى للاحتفاظ بنفوذه.
وقال المحلل غليب بافلوفسكي «بوتين يريد أن يكون كل شيء تحت سيطرته وبشكل سريع» مضيفاً «يريد حل كل هذه الأمور في 2020 لأنه إما يقوم بترسيخ النظام الحاكم وإما سيكون عليه الرحيل».

المعارضة تخطط لمظاهرات واسعة

ويذهب البعض إلى القول إن بوتين قد يتولى دوراً أعلى يتجاوز المواجهات السياسية كما فعل نور سلطان نزارباييف في كازاخستان حين اضطلع عام 2019 بدور «أبي الأمة» تاركاً الرئاسة لشخصية وفية ومطيعة له.
وقالت المعارضة الإثنين إنها تعتزم تنظيم احتجاج كبير الشهر المقبل لإبداء الاعتراض على هذه التعديلات الدستورية التي تعتبرها حيلة من بوتين ليحكم مدى الحياة.
وأعلن السياسي المعارض إيليا ياشين الإثنين ما قال إنها خطط منسقة للمعارضة لتنظيم مسيرة احتجاج ضد مبادرة بوتين في 29 شباط (فبراير) في موسكو.
وكتب ياشين، الذي وصف تغييرات بوتين بأنها ترقى لأن تكون «حكماً إلى الأبد» أن «المجتمع يحتاج إلى احتجاج كبير وحاشد حقيقة».
وقال ياشين «ستكون مسيرة سياسية هدفها الرئيسي الدعوة لتناوب السلطة والاحتجاج على اغتصابها». وكتب على فايسبوك «قد تكون أكبر مظاهرة في السنوات الماضية».
وقال ألكسي نافالني أبرز معارض للكرملين الإثنين «بوتين يريد أن يكون قائداً للبلاد لمدى الحياة».
وسبق أن شهدت موسكو خلال صيف 2019 أكبر حركة احتجاج روسية منذ تلك التي واكبت عودة بوتين إلى الكرملين عام 2012 على الرغم من القمع الذي مارسته الشرطة.

فرانس24/ رويترز/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق