السلطان هيثم بن طارق يستقبل قادة وزعماء العالم المعزين في وفاة السلطان قابوس
من هو السلطان الراحل «صديق الجميع» قابوس؟
استقبل السلطان هيثم بن طارق بن تيمور، بقصر العلم وفود قادة وزعماء العالم المعزين في وفاة السلطان قابوس بن سعيد، وعبر القادة عن عظيم تعازيهم وصادق مواساتهم في وفاة السلطان قابوس.
كما استقبل المعزين من أفراد الأسرة المالكة والوزراء والمستشارين والمكرمين وأعضاء مجلس الشورى والوكلاء والقادة العسكريين. وعكس الحضور للزعماء والقادة من مختلف الدول المكانة الكبيرة التي كان يحظى بها السلطان الراحل في علاقاته الخارجية والدولية وحجم التأثير الكبير له في منظومة العلاقات الدولية على المستويين العربي والعالمي، وما مثلته حياته الزاخرة بالعطاء من قيمة في إرساء قيم السلام والتسامح ومساهمته الفاعلة في ترسيخ قيم التعاون بين مختلف الدول والشعوب على أسس من الاحترام المتبادل والالتزام بمعاني التعايش السلمي بين الأمم.
توافد عدد من المسؤولين الغربيين والعرب الأحد إلى العاصمة العمانية مسقط لتقديم التعازي للعائلة الحاكمة بعد وفاة السلطان قابوس الجمعة عن عمر 79 عاماً.
وتوجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز إلى قصر العلم لتقديم التعازي واستقبلهما السلطان الجديد هيثم بن طارق آل سعيد.
ومن المقرر أن يلتقي جونسون مع السلطان الجديد ومسؤولين عمانيين كبار خلال زيارته، بحسب ما أعلن مكتبه في بيان.
وأكد البيان البريطاني أن «المملكة المتحدة وسطنة عمان ترتبطان بعلاقات ثنائية واسعة تعود إلى أكثر من 200 عام»، مشدداً على أن «بلدينا يرتبطان بعلاقات اقتصادية عميقة ومصالح دفاعية وأمنية مشتركة».
وترأس ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفداً إماراتياً توجه إلى مسقط لتقديم التعازي.
وزار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أيضاً السلطنة قبل أن يتوجه إلى طهران.
وتوجه ملك الأردن عبدالله الثاني يرافقه ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد إلى سلطنة عُمان على رأس وفد رفيع المستوى لتقديم العزاء.
ومن بين المسؤولين الذين قدموا إلى مسقط، وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف والرئيس التونسي قيس سعيد وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بالإضافة إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وشارك الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أيضاً في تقديم واجب العزاء، بعد يوم من تولي السلطان الجديد مقاليد الحكم.
وتوفي السلطان قابوس الذي تولّى الحكم في 23 تموز (يوليو) 1970، مساء الجمعة عن 79 عاماً. وفي انتقال سلس وسريع للسلطة، أدى وزير التراث والثقافة العماني هيثم بن طارق آل سعيد السبت اليمين الدستورية بعد تعيينه سلطاناً لعمان خلفا لابن عمه الراحل قابوس.
ويرجح محللون أن يحافظ السلطان الجديد على إرث قابوس ويستمر في سياسته التي جلبت الاستقرار السياسي إلى مسقط في منطقة غالباً ما تعصف بها الأزمات.
وتوجّهت الدول الغربيّة مراراً إلى مسقط لتطلب منها التوسط ليس في النزاعات الإقليميّة فحسب، لكن في قضايا دولية أيضًا، بما في ذلك الاتّفاق النووي مع إيران في عام 2015.
وتعهد سلطان عمان الجديد هيثم بن طارق بعد تعيينه بمواصلة سياسة بلاده الخارجية القائمة على «عدم التدخل»
من هو السلطان العماني الراحل «صديق الجميع» قابوس؟
توفي الجمعة السلطان قابوس بن سعيد، وأشارت وكالة الأنباء العُمانية الرسمية إلى أن وفاة السلطان جاءت «بعد نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاماً منذ أن تقلد زمام الحكم في 23 من شهر تموز (يوليو) عام 1970 وبعد مسيرة حكيمة مظفرة حافلة بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة وأسفرت عن سياسة متزنة وقف لها العالم أجمع إجلالاً واحتراماً».
ولد السلطان قابوس في صلالة بمحافظة ظفار في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1940، وهو سليل أسرة أل سعيد التي تحكم عمان منذ عام 1749.
تابع تعليمه المدرسي في صلالة، إلى أن التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا وهو في العشرين من عمره. وتخرج السلطان منها بعد عامين برتبة ملازم، ثم خدم في ألمانيا ضمن فرقة عسكرية بريطانية لمدة عام.
عاد إلى بلاده سنة 1964، وتولى الحكم في 23 تموز (يوليو) 1970، ليطلق مرحلة من التحديث بدأت بتصدير النفط.
وأعلن قابوس نفسه «سلطان عمان» بعدما كان لقب الحاكم «سلطان مسقط وعمان»، وأصبح الحاكم الثامن في سلالة آل سعيد، فقام فوراً بتغيير العلم والعملة وبدأ خطة إصلاح واسعة تضمنت بناء مدارس ومستشفيات. فعند توليه السلطة كان في عمان ثلاثة مدارس فقط، بينما بلغ مستوى الأمية الستة والستين في المئة في وقت كان فيه البلد الخليجي من أفقر البلدان في المنطقة، لكن رغبته في الحداثة والإصلاح قفزت بالناتج المحلي الإجمالي من 256 مليون دولار عام 1970 إلى أكثر من 80 مليار دولار هذا العام.
انتهج السلطان قابوس سياسة «صديق الجميع» وعمل كوسيط في المنطقة لا سيما بين إيران والولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في عام 2015. كما كان له دور في محاولة جلب أطراف الصراع في اليمن إلى طاولة المفاوضات.
والسلطان قابوس غير متزوج ولا أبناء ولا أشقاء له. وتكثفت الشائعات حول وضعه الصحي في الأسابيع الأخيرة منذ عودته من بلجيكا حيث خضع لفحوص طبية. وعانى السلطان قابوس من مرض عضال منذ عام 2014.
وأعلنت الحكومة العمانية في تغريدة صباح السبت أن «صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد حفظه الله يؤدي القسم سلطاناً للبلاد (…) إثر انعقاد مجلس العائلة المالكة وتقريره تثبيت من أوصى به جلالة السلطان قابوس بن سعيد».
وأشار معلق التلفزيون العام في السلطنة إلى أن العائلة المالكة قررت فتح رسالة تركها السلطان الراحل وحدد فيها اسم خليفته. فبحسب الدستور، يمكن لمجلس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، تحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم.
فرانس24/الوكالات