سياسة لبنانيةلبنانيات

«يا عيب الشوم» البلد امام خطر مدمر والمسؤولون يختلفون على الصلاحيات

ماذا دار بين ميقاتي وسليم… وماذا حققت زيارة باسيل لفرنجية

مرة جديدة يثبت مجلس الامن الدولي فشله في القيام بالمهمة التي وجد من اجلها، وهي الحفاظ على حقوق الشعب وحمايتها. فقد صوت ليل امس على مشروعين يتعلقان بحرب غزة الاول اميركي والثاني روسي. وسقط المشروعان بالفيتو اساس كل علة. فقد وجد سلاحاً بيد الدول الكبرى لتتحكم بمصير الناس والعالم على هواها. وهكذا قدم هذا المجلس فرصة جديدة للعدو الاسرائيلي لكي يستمر في قتل الاطفال والنساء والمسنين الابرياء في غزة.
وكم هو شبيه هذا النظام العالمي الفاشل بالنظام اللبناني، الذي تتحكم فيه منظومة هي اشبه بالفيتو في مجلس الامن. تسد الطريق امام اي اصلاح لا يتناسب مع مصالحها، حتى اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم من بؤس وفقر وجوع. ففي وقت يواجه فيه الجنوب اللبناني وضعاً خطيراً للغاية، لا يُعرف متى ينزلق الى حرب مدمرة لا تبقي حجراً على حجر، وفي وقت تتهدد لبنان قنبلة موقوتة هي على وشك الانفجار، وتتمثل بحوالي مليوني نازح سوري على ارضه، القسم الاكبر منهم دخل خلسة عبر المعابر غير الشرعية، دعا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الوزراء الى اجتماع في السرايا للتداول في هذه المواضيع الملحة. وما ان اكتمل عقد الوزراء حتى علت اصوات سمعت من الخارج، ثم خرج وزير الدفاع موريس سليم غاضباً وهو يردد عبارة «يا عيب الشوم». مصادر مواكبة شرحت سبب الخلاف بين رئىيس الحكومة ووزير الدفاع فقالت: في وقت يواجه البلد وضعاً خطيراً على الحدود الجنوبية، لا يعرف متى ينفجر الى حرب ضروس، تحولت الانظار الى قيادة الجيش التي ستشغر بعد ثلاثة اشهر. ولما كان من غير المقبول ولا المعقول تعطيل المؤسسة العسكرية وهي الوحيدة التي تحمي البلد وباقية على مسؤولياتها، خصوصاً وان مركز رئيس الاركان شاغر ايضاً، تقرر البحث بين المسؤولين للوصول الى توافق على التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وتعيين رئيس للاركان واعضاء المجلس العسكري، الامر الذي لم يوافق عليه سليم حتى الان. وعند بدء الاجتماع حصل اشتباك كلامي بين ميقاتي وسليم، الذي كان قد تلقى كتاباً من رئيس الحكومة يطلب فيه رفع الاسماء للتعيين في رئاسة الاركان وفي المجلس العسكري وبالسرعة القصوى، بسبب الظروف القائمة في البلاد. فاعتبر وزير الدفاع ان طريقة التخاطب التي اعتمدها ميقاتي تفتقد الى الاصول والقوانين واصفاً اياها بالخرق الفاضح، خصوصاً وان نسخة من الرسالة ارسلت الى وزير العدل وهو وزير الدفاع الرديف والى قائد الجيش. واعتبر سليم ان قائد الجيش غير معني بهذا التعيين. واعتبر وزير الدفاع ان ميقاتي يحمله مسؤولية الشغور في رئاسة الاركان. فطلب اليه الدخول الى مكتبه وهناك علا الصراخ. ثم خرج سليم وتوجه الى الباب الخارجي غاضباً، وهو يردد «يا عيب الشوم» فلحق به وزير العدل وجلسا فترة في سيارة سليم واجريا مكالمة هاتفية رفض بعدها سليم العودة الى الاجتماع فتركه وزير العدل وعاد برفقة الوزير حجار.
هذه صورة عن العلاقات القائمة بين المسؤولين. ففيما البلد يحترق يختلفون على الصلاحيات. اليس حكم هذه المنظومة هو الفيتو اللبناني؟ لذلك يقول لهم المواطنون «يا عيب الشوم».
على الصعيد السياسي واصل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل جولته على القيادات، فزار كتلة الاعتدال والتقى النائب فيصل كرامي. وبعد الظهر توجه الى بنشعي حيث التقى رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية متجاوزاً الخلافات العميقة والحملات المستمرة منذ اكثر من سنة بينهما. بعد الاجتماع اعلن باسيل: هناك تفاهم كبير على مختلف الافكار التي تم عرضها حول كيفية الالتقاء في مواجهة خطر الحرب والتوجه في العمل واعادة الانتظام الى المؤسسات. ولفت باسيل الى انه سعيد بزيارة فرنجية. ففي هذه الظروف نتخطى الحواجز. وقد لقيت تجاوباً مع الافكار التي طرحتها.
فرنجية بدوره اشار الى ان لبنان اهم من رئاسة الجمهورية ونحن تحدثنا بموضوع البلد ومتفاهمون بنسبة كبيرة، وتابع اننا اكدنا حرصنا على البلد والمقاومة اظهرت حرصاً على لبنان ونحن لسنا احرص من الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله. ويجب العمل على درء الانقسام، والواقع يقترب من التمنيات. وما يحدث في فلسطين وغزة جريمة انسانية. وفي دردشة مع الصحافيين اكد فرنجية «ان التيار الوطني الحر ما زال على موقفه من موضوع الرئاسة واللقاء اليوم كان من اجل تحصين الموقف الداخلي. وابدى باسيل نية التعاون في حال وصولي الى رئاسة الجمهورية».
باختصار العالم بحاجة الى الغاء نظام الفيتو ولبنان بحاجة الى رحيل المنظومة المتحكمة بالبلد والتي اوصلته الى الخراب. وبعد ذلك تستقيم الامور ويحصل كل صاحب حق على حقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق