سياسة لبنانيةلبنانيات

كارلوس غصن: الهروب من اليابان كان أصعب قرار في حياتي

قال كارلوس غصن، المدير السابق لشركة نيسان، الذي كان يخضع للإقامة الجبرية في اليابان بسبب تحقيق في اتهامات بالفساد المالي، إن قرار هروبه من البلاد كان أصعب قرار في حياته.

ووصف غصن نفسه، أثناء حديثه في مؤتمر صحفي طال انتظاره، بأنه كان «رهينة» في البلد، ولم يجد خياراً سوى الموت هناك أو الهرب.
وقال أن ممثلي الادعاء حاولوا تحطيم روحه المعنوية عن طريق منع أي اتصال بينه وبين زوجته كارول.
وقال المدير التنفيذي السابق لشركة نيسان ورينو في غرفة ممتلئة بالصحفيين من جميع أنحاء العالم، إن معاملته في اليابان تعارضت مع المعايير الدولية للعدالة.
وأضاف غصن أنه في السجن وُضع في زنزانة تحتوي على نافذة صغيرة، ولم يُسمح له بالاستحمام إلا مرتين في الأسبوع، وزعم أيضا أنه قضى 130 يوماً في زنزانة بلا نوافذ أثناء حبسه الانفرادي.

«انتزعت بوحشية»

وقال غصن إنه كان يخضع لاستجواب تصل مدته إلى ثماني ساعات في اليوم دون حضور أي محام، واصفاً «شعوره باليأس» بأنه «عميق».
وأضاف: «انتزعت بوحشية من عملي، ومن عائلتي وأصدقائي».
ولم يدل بتفاصيل عن هروبه الدرامي، على الرغم من تكهنات واسعة بشأن كيفية تمكنه من مغادرة البلاد دون أن يُكتشف أمره بعد أن اختبأ في صندوق يستخدم لنقل الآلات الموسيقية، وقال إن توفير المزيد من المعلومات من شأنه أن يعرض للخطر أشخاصاً ساعدوه.
وأعرب غصن عن عميق أمله في لم شمله بأسرته وأحبائه.

«الموت أم الهرب»

وقال المحامون لغصن إن الأمر قد يستغرق خمس سنوات قبل أن يتوقع صدور حكم في القضية، على حد قوله.
وأضاف أنه تعرض لضغوط من أجل الاعتراف بالجرائم المنسوبة إليه لإنهاء الأمر.
وقال في المؤتمر الصحفي: «قال لي ممثل الادعاء مراراً إن الأمر سوف يزداد سوءاً إن لم تعترف».
وأضاف أن معدل الإدانة في اليابان، والذي يزيد عن 99 في المئة، جعله يعتقد أنه لن يخضع لمحاكمة عادلة.
ونتيجة لذلك، قال أنه لم يكن صعباً التوصل إلى قرار يفاضل بين «الموت في اليابان أو الهرب».

دور رينو

يعتقد غصن أنه كان ضحية لمؤامرة بين نيسان والقضاء الياباني، ويزعم أنهم أرادوا انتزاعه من دوره كمدير لنيسان بسبب مخاوف من تأثير رينو المتزايد على الشركة.
وكان غصن قد ساعد في إبرام صفقة عام 1999 مع رينو أنقذت نيسان التي كانت أوشكت على الإفلاس.
وتستحوذ شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات حالياً على حصة نسبتها 43 في المئة في شريكها الياباني، بينما تمتلك نيسان حصة نسبتها 15 في المئة في رينو.
وقال: «اعتقد بعض أصدقائي اليابانيين أن الطريقة الوحيدة للتخلص من تأثير رينو على نيسان هي التخلص مني».
بيد أن غصن قال، رداً على سؤال من بي بي سي، إنه لا يعتقد أن المؤامرة وصلت إلى مستوى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.
وكانت السلطات اليابانية قد أصدرت يوم الثلاثاء مذكرة اعتقال بحق كارول، زوجة غصن، بتهمة الإدلاء بشهادة زور.
واعتُقل غصن في البداية في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2018، ثم أُطلق سراحه بكفالة مع إخضاعه للإقامة الجبرية، لكنه مُنع من رؤية زوجته.
وفي الأيام الأخيرة من عام 2019 استطاع الهرب على متن طائرة خاصة نقلته إلى تركيا قبل أن يتجه إلى لبنان، موطنه، حيث كانت زوجته في انتظاره.

بي بي سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق