رئيسيسياسة عربية

ترامب يتوعد العراق بعقوبات «شديدة» ويهدد ايران بالقوة الكاملة ضد 52 هدفاً

هدد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاحد بفرض عقوبات «شديدة» على العراق إذا أُجبِرت القوات الأميركية على مغادرة اراضيه، بعد ساعات من مطالبة البرلمان العراقي الحكومة بـ «إنهاء تواجد» القوّات الأجنبيّة في البلاد.
وقال ترامب على متن الطائرة الرئاسية «اير فورس وان» بينما كان عائداً الى واشنطن بعد عطلة استمرت اسبوعين في فلوريدا «اذا طلبوا منا بالفعل ان نغادر واذا لم يتمّ ذلك ودّيًا، فسنفرض عليهم عقوبات لم يروا مثلها سابقاً». واشار الى ان هذه العقوبات التي هدَّد بفرضها على العراق ستجعل من تلكَ المفروضة على ايران ضئيلة مقارنةً بها.
واضاف الرئيس الاميركي «لدينا قاعدة جوّية باهظة الكلفة بشكلٍ استثنائيّ هناك. لقد كلّفت مليارات الدولارات لبنائها. لن نغادر اذا لم يعوضوا لنا» كلفتها.
ودعا برلمان العراق الأحد الحكومة إلى «إنهاء تواجد أي قوات أجنبية» على أراضيه، عبر المباشرة بـ «إلغاء طلب المساعدة» المقدم إلى المجتمع الدولي لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وخلال جلسة طارئة للبرلمان نقلت مباشرة عبر شاشة القناة الرسمية للدولة، وبحضور رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، صادق النواب على «إلزام الحكومة العراقية بحفظ سيادة العراق من خلال إلغاء طلب المساعدة»، بحسب ما أعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
من جهة ثانية، توعّد ترامب مساء الاحد طهران بـ «انتقام كبير» اذا شنت هجوماً على منشآت أميركية في الشرق الأوسط رداً على مقتل الجنرال قاسم سليماني. وقال «إذا فعلوا أيّ شيء فسيكون هناك انتقام كبير».
كما هدد مجدداً بضرب مواقع ثقافية ايرانية، سائلاً «لديهم الحق في قتل مواطنينا (…) وليس لدينا حقّ المسّ بمواقعهم الثقافية؟ ان الامور لا تسير بهذا الشكل».
والأحد أكّد مستشار المرشد الأعلى الإيراني أن ردّ إيران على اغتيال سليماني «سيكون عسكرياً».
وقُتل الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» الذي كان مكلفاً العمليات الخارجية للحرس الثوري في الخارج ومهندس الاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط، في ضربة جوية أميركية استهدفته فجر الجمعة أمام مطار بغداد الدولي.

تغريدات بمثابة اخطار

ردّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاحد على انتقادات خصومه الديمقراطيين الغاضبين لانهم لم يتم ابلاغهم مسبقاً بالضربة التي ادت الى مقتل الجنرال الايراني قاسم سليماني، قائلاً انه ليس بحاجة الى ضوء اخضر من الكونغرس الاميركي.
وقادت رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي رد الفعل العنيف ضد قرار ترامب السماح بضربة شنتها طائرة بدون طيار ضد سليماني في بغداد، وهي عملية أبلغ ترامب الكونغرس رسمياً عنها يوم السبت بعد حوالي 48 ساعة من العملية.
وأعلن مشرعان ديمقراطيان الأحد أنهما سيقدمان مشروع قرار لمجلس النواب قالا إنه سيتيح تجنُّب إقدام ترامب على قيادة الولايات المتحدة بشكلٍ احاديّ إلى حرب ضد إيران.
لكنّ ترامب ردَّ على الدعوات التي وُجّهت إليه للحصول على موافقة الكونغرس في أي عمل عسكري في المستقبل، قائلاً إنّ تغريداته ستكون بمثابة إخطار مسبق في حال قرّر ضرب ايران.
وفي اشارة منه الى تغريداته، كتب ترامب «هذه المنشورات الاعلامية تكون بمثابة إخطار للكونغرس الأميركيّ بأنّه إذا ما أقدمت إيران على ضرب أيّ شخص أو هدف أميركيّ، فإنّ الولايات المتحدة في المقابل ستضرب بسرعةٍ وبقوّة كاملة، وربما بطريقةٍ غير متناسبة». وكان ترامب قد هدد بتوجيه ضربة ضد 52 هدفاً داخل ايران اذا اقدمت على استهداف جنود او مصالح اميركية في المنطقة.
وغالباً ما يؤيد الحزبان الديمقراطي والجمهوري العمليات العسكرية الكبرى التي تشنّها القوات الأميركية خارج البلاد، على غرار ما حصل في عام 2011 حين قتلت قوات أميركية خاصة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان.
لكن هذا النوع من التوافق تلاشى في السنوات الأخيرة، وقد أظهر الهجوم الذي وقع في بغداد وأدى إلى مقتل سليماني مدى الاستقطاب الحاد في الكونغرس الأميركي.
ولم يتمّ إطلاع بيلوسي ولا كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر مسبقًا بعملية استهداف سليماني. وقالت بيلوسي بغضب إن ذلك حصل «بدون استشارة الكونغرس».
وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر لشبكة ايه بي سي «أنا قلق للغاية (..) لا أعتقد أن الرئيس لديه السلطة لإعلان الحرب (…) دون موافقة» الكونغرس.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن أي عمل عسكري أميركي مقبل ضد إيران سيكون ضمن إطار القانون الدولي، وذلك بعد تهديد ترامب بضرب مواقع ثقافية إيرانية.
واشار بومبيو إلى ان الإدارة بدأت إطلاع قادة الكونغرس على مبررات الضربة الاميركية ووعدت «بابقائهم مطلعين بشكل كامل». ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الإدارة ستسعى للحصول على اذن لأي عمل عسكري جديد، قال بومبيو لقناة إيه بي سي «لدينا كل السلطة التي نحتاجها لكي نفعل ما قمنا به حتى الآن. سنواصل القيام بالأشياء بشكل مناسب وقانوني ودستوري».

ا ف ب/الوكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق