رئيسيسياسة عربية

18 قتيلاً في تحطم طائرة شحن عسكرية بدارفور في غرب السودان

لقي 18 شخصاً، بينهم أربعة أطفال، حتفهم إثر سقوط طائرة شحن عسكرية سودانية مساء الخميس بعد إقلاعها من مطار الجنينة في ولاية غرب دارفور التي شهدت اشتباكات قبلية قبل أيام أسفرت عن مقتل نحو 50 شخصاً.
وقال الناطق باسم القوات المسلحة السودانية العميد الركن عامر محمد الحسن في بيان «تعرضت طائرة عسكرية من طراز انتونوف 12 لحادث سقوط مساء اليوم الخميس بعد خمس دقائق من إقلاعها من مطار الجنينة ما أدى إلى تحطمها واستشهاد طاقمها المكون من سبعة أفراد (عسكريين) إضافة إلى ثلاثة قضاة وثمانية مواطنين بينهم أربعة أطفال».
وقال الناطق إن التحقيق جار لمعرفة أسباب الحادث.
وأكد مصدر محلي في اتصال من مدينة الجنينة أن الطائرة أفرغت مساعدات مخصصة للمتضررين جراء الاشتباكات التي اندلعت الأحد بين مسلحين قبليين في المنطقة التي عاد إليها الهدوء الخميس.
وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل 48 شخصاً وإصابة نحو 250 آخرين بجروح في الجنينة بين مسلحين من قبائل عربية وأخرى إفريقية في المنطقة التي تنتشر فيها مخيمات يعيش فيها نازحون جراء النزاع الذي شهدته دارفور ابتداء من 2003.
وأكدت منظمة الهلال الأحمر السوداني في بيان الخميس أنها نقلت 48 جثة من ضحايا الاشتباكات القبلية الى مشرحة مستشفى مدينة الجنينة.
وأصيب 241 شخصاً بجروح، 19 منهم في حالة حرجة تم نقلهم إلى الخرطوم، وفق الهلال الأحمر.

الأوضاع هادئة

وقالت مصادر تم الاتصال بها في الجنينة إن الأوضاع كانت هادئة الخميس وإن قوات الأمن انتشرت في الطرقات الرئيسية في المدينة حيث تقوم بتسيير دوريات.
وذكر الهلال الأحمر في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إن فريقه تمكن حتى الأربعاء «من إجلاء وإسعاف 55 مصاباً إلى مستشفى الجنينة، و19 مصاباً في حالة حرجة تم نقلهم الى مطار الجنينة ومنه إلى الخرطوم، كما تم تقديم الاسعافات ميدانياً لـ 167 شخصاً».
وزار وفد حكومي من أعضاء مجلس السيادة ورئيس الوزراء مدينة الجنينة.
وكانت الحكومة قررت الثلاثاء إرسال مزيد من القوات إلى المدينة وشكلت لجنة تحقيق في الاحداث.
والاثنين فرضت السلطات المحلية حظر التجول في ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة.
وخرج مئات الاشخاص الخميس في الخرطوم في تظاهرة منددة بأحداث العنف في الجنينة عاصمة غرب دارفور.
وسار المتظاهرون في شوارع رئيسية وهم يحملون أعلام السودان ولافتات كتب عليها «أوقفوا الإبادة الجماعية في معسكرات النازحين» و«يجب نزع سلاح الجنجويد، يجب أن يكون السلاح في أيدي القوات النظامية» و«معاً لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية».
وبعد ان تجمع المحتجون أمام مقر رئاسة مجلس الوزراء ساروا مسافة كيلومتر حتى مقر وزارة العدل.
وقال محمد عيسى أحد المشاركين في المسيرة «مطالبنا واضحة وهي حلّ اللجنة الأمنية للولاية وإحالتها إلى التحقيق». وتضم اللجنة الأمنية والي الولاية ومدير الشرطة بالولاية ومدير جهاز المخابرات وقائد وحدة الجيش فيها.
وقالت سيدة فرت من مخيم كردينق القريب من المدينة لفرانس برس الثلاثاء عبر الهاتف «أحرقت خيامنا وليس لدينا ما نلبسه أو نأكله والجثث ملقاة على الارض، تركناها عندما فررنا من الخيام صباح اليوم».

تعليق المفاوضات

وعلقت فصائل مسلحة مفاوضات مع الحكومة في جوبا جراء الأحداث، وقالت في بيان الإثنين «ظل مسار دارفور يتابع بقلق شديد منذ يوم الأمس الاحداث المؤسفة التي وقعت في مدينة الجنينة… وإزاء هذه الاحداث يؤكد مسار دارفور على تعليق المفاوضات… إلى حين معالجة الاوضاع والتحقيق في الجرائم المرتكبة في حق المواطنين».
ويشهد الاقليم الذي تزيد مساحته عن مساحة فرنسا اضطرابات منذ عام 2003 عندما حملت مجموعات تنتمي إلى أقليات إفريقية السلاح ضد حكومة الخرطوم التي كانت تساندها القبائل العربية.
ورداً على ذلك جندت حكومة الرئيس المعزول عمر البشير ميليشيات عربية تتهمها منظمات حقوقية بارتكاب فظائع أثناء النزاع، ما أفضى إلى إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق البشير واثنين من معاونيه وزعيم قبلي بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية.
ووفقاً للامم المتحدة تسبب النزاع في مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2،5 مليون آخرين.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق