رئيسيسياسة عربية

الضربات الجوية تطرح العلاقات العراقية – الاميركية على بساط البحث

قال العراق يوم الاثنين إن الضربات الجوية الأميركية على فصيل عراقي مسلح ستدفعه إلى مراجعة العلاقة وسياقات العمل مع التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة المتمركز بالعراق.
ووصف مجلس الأمن الوطني العراقي في بيان الضربات الجوية الأميركية بأنها انتهاك للسيادة مضيفاً أن القوات الأميركية اعتمدت على أولوياتها السياسية واستنتاجاتها الخاصة.
وقال المجلس إن حماية العراق ومعسكراته والقوات المتواجدة فيها مسؤولية قوات الأمن العراقية.

العراق يندد بالضربات الجوية الأميركية «غير المقبولة والخطيرة»

وندد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي يوم الاثنين بضربات جوية أميركية على قواعد فصيل عراقي مدعوم من إيران وذلك في خطوة قد تزج بالعراق على نحو أكبر في أتون صراع بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال مسؤولون إن الجيش الأميركي نفذ الضربات الجوية يوم الأحد على جماعة كتائب حزب الله المسلحة رداً على مقتل متعاقد مدني أميركي في هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية. وقُتل 25 عضواً على الأقل من الكتائب فضلاً عن إصابة 55 آخرين.
وذكر مكتب عبد المهدي «أن رئيس الوزراء وصف الهجوم الأميركي على القوات المسلحة العراقية بأنه اعتداء آثم ومرفوض وستكون له تبعات خطيرة».
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن وزير الخارجية مايك بومبيو قال في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الضربات الأميركية «تهدف إلى ردع إيران».
وقال مجلس الأمن الوطني العراقي في بيان إن الضربات الجوية ستدفع العراق إلى مراجعة العلاقة وسياقات العمل مع التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة المتمركز في العراق.
وقالت وزارة الخارجية العراقية إنها ستستدعي السفير الأميركي في بغداد للتعبير عن رفضها.
وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، وهما الحليفتان الرئيسيتان للعراق، منذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران عام 2015 مع ست قوى عالمية وعاود فرض عقوبات شلت الاقتصاد الإيراني.
وكان بومبيو ألقى باللوم هذا الشهر على قوات تدعمها إيران في سلسلة هجمات على قواعد بالعراق، وقال إن أي هجمات تنفذها طهران أو وكلاؤها وتلحق الضرر بالأميركيين أو حلفائهم «ستقابل برد أميركي حاسم».
وقال مسؤولون أميركيون في إفادة للصحفيين يوم الاثنين إن واشنطن تحلت بضبط النفس والصبر في وجه استفزازات متصاعدة من جانب إيران أو جماعات تدعمها طهران وسط عقوبات متزايدة على الجمهورية الإسلامية لكنهم أوضحوا أن الوقت حان لاستعادة الردع أمام أي عدوان إيراني.
وقال الممثل الأميركي الخاص بالشأن الإيراني برايان هوك في إفادة صحفية «بعد هجمات عديدة كان من المهم للرئيس أن يوجه قواتنا المسلحة للرد بطريقة يفهمها النظام الإيراني».
وتنفي إيران أي دور لها في هجمات على قوات أميركية ونددت بالضربات الجوية بوصفها «إرهاباً».
ونسبت وكالة فارس شبه الرسمية إلى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي قوله «ننفي بشدة أي دور في الهجوم على القوات الأميركية. هذه المزاعم بلا دليل ولا يمكن أن تبرر قصف الناس وقتلهم في انتهاك للقانون الدولي».

«حق طبيعي»

جاءت الضربات الجوية في وقت مضطرب يشهد احتجاجات بالعراق إذ خرج الآلاف إلى الشوارع للتنديد بالفصائل المسلحة مثل كتائب حزب الله وداعميهم الإيرانيين، ضمن أشياء أخرى.
ويطالب المحتجون أيضاً بإصلاح النظام السياسي الذي يرونه فاسداً ويبقي معظم العراقيين فقراء. ولقي أكثر من 450 شخصاً حتفهم في الاضطرابات مع سعي قوات الأمن لإخماد المظاهرات المناهضة للحكومة.
واستقال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، المدعوم من إيران وحلفائها، الشهر الماضي مع استمرار الاحتجاجات لكنه لا يزال في السلطة لتصريف الأعمال.
وشارك نحو 400 شخص في احتجاج بمدينة البصرة ضد الضربات الجوية ودعما للفصائل المسلحة.
وقوبلت الغارات الجوية بتهديدات بالثأر. وقال القيادي الكبير بالفصائل جمال جعفر إبراهيمي المعروف بالاسم الحركي أبو مهدي المهندس في وقت متأخر من مساء يوم الأحد «دماء الشهداء لن تذهب سدى وردنا سيكون قاسياً جداً على القوات الأميركية في العراق».
والمهندس قيادي كبير في قوات الحشد الشعبي العراقية، التي تنضوي تحت لوائها جماعات شبه عسكرية تتألف في معظمها من فصائل شيعية تحظى بدعم إيراني، وتم دمجها رسمياً في القوات المسلحة العراقية.
وهو أيضاً واحد من أقوى حلفاء إيران في العراق وسبق أن كان رئيساً لكتائب حزب الله التي أسسها. ولاقت تهديداته صدى إيجابيا لدى داعميه الإيرانيين.
وقال الحرس الثوري الإيراني الذي يدرب بعض الفصائل العراقية ومنها كتائب حزب الله «الثأر والرد على هذه الجريمة هو حق طبيعي للأمة العراقية وتلك الجماعات التي تدافع عن العراق».
وقالت مصادر أمنية عراقية إن القوات الأميركية بشمال العراق تعزز إجراءات الأمن.

خصومات إقليمية

أبلغ عبد المهدي الوزراء بأن الحكومة لا يمكنها فعل الكثير نظراً لكونها حكومة تصريف أعمال.
ووصف تحالف الفتح العراقي، الذي يحظى بثاني أكبر عدد من المقاعد بالبرلمان ويتألف بشكل كبير من قادة فصائل، الضربات الجوية بأنها هجوم على سيادة العراق.
وأعرب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المنافس الرئيسي لتحالف الفتح وزعيم أكبر كتلة برلمانية عن استعداده للعمل مع منافسيه السياسيين من الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق لكنه دعاها أيضاً إلى كبح فصائلها المسلحة حتى لا تكون ذريعة لهجمات أميركية أخرى.
وندد المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني بالضربات الجوية الأميركية لكن مكتبه ندد أيضاً بهجمات لفصائل مدعومة من إيران على عسكريين أميركيين.
وحث السيستاني السلطات العراقية على منع مثل هذه الهجمات و«العمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية».
وقال عبد المهدي إن سياسة حكومته تهدف إلى إبعاد العراق عن التحالفات الإقليمية والحرب.
ويهدد أي تصعيد بتحويل العراق إلى ساحة قتال في حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران قد يتورط فيها حلفاء إقليميون للطرفين.
وأدانت جماعة حزب الله اللبنانية، المدعومة أيضاً من إيران، الضربات الجوية.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه هنأ بومبيو «بالعملية الأميركية المهمة ضد إيران ووكلائها في المنطقة».
وقالت روسيا التي تدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد إن الضربات غير مقبولة وتأتي بنتائج عكسية. ونددت الحكومة السورية أيضاً بالضربات الجوية.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق