سياسة لبنانيةلبنانيات

ابرز المطبات التي تصعب مهمة تشكيل الحكومة

لم يستطع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة حسان دياب، محاورة الحراك رغم المحاولات التي قام بها بعض الاشخاص وادعوا انهم يمثلون الثورة وهم في الحقيقة لا يمثلون الا انفسهم. فالحراك حتى الساعة لا وجود لهيئة تمثله وتفاوض باسمه انما مطالبه باتت معروفة وهي التي يتمسك بها المجتمعان العربي والدولي كشرط لمساعدة الحكومة الجديدة في حال تشكيلها وهي تتركز حول الوضع الاقتصادي والمالي الذي صعّب حياة المواطنين، ودفعهم الى النزول للشارع.
ويواصل الرئيس المكلف مشاوراته على امل ان يتمكن من انجاز مهمته في وقت قريب ويشكل حكومة ترضي الداخل والخارج. الا ان المراقبين لا يأملون خيراً ذلك ان ما يسمى بقوى 14 اذار ترفض المشاركة بالحكومة الجديدة وهي تتمسك بحكومة اختصاصيين تكون قادرة على التغلب على الازمة، فيما الفريق الاخر من حزب الله الى حركة امل، الى التيار الوطني الحر، يصر على حكومة وحدة وطنية تضم جميع الافرقاء. وفي حال بقي هذا الانقسام العمودي فان الرئيس المكلف سيضطر الى تشكيل حكومة اللون الواحد وهذا ما يصعب مهمته ذلك ان مثل هذه الحكومة في حال تشكيلها لن تلقى الدعم لا من الدول العربية ولا من الدول الغربية. وكان لافتاً تصريح نائب وزير الخارجية الاميركي دايفيد هيل الذي ابلغ المسؤولين بان الحكومة الجديدة يجب ان تستجيب لمطالب الشارع كشرط لدعم لبنان. ومعلوم ان الشارع يرفض حكومة وحدة وطنية يدخلها سياسيون لان ازمة لبنان الحالية سببها هذه الحكومات التي تعاقبت منذ سنوات واثبتت فشلها.
ويقف الحراك بالمرصاد ويحرص على الا يكون الوزراء الذين سيختارهم دياب على ارتباط بالقوى السياسية فيما تقول مصادر قوى 8 اذار ان الحكومة المقبلة بحاجة الى غطاء سياسي، وانها تتمسك بتشكيل حكومة تضم اوسع تمثيل لمختلف الكتل الفاعلة على الارض.
ثم ان الرئيس المكلف قال انه سيشكل حكومة خلال شهر وهي مهلة ترى الاوساط المراقبة انها طويلة جداً. فالبلد غارق في ازمة كبيرة جداً وخطيرة ولا تحتمل التأجيل وهو بحاجة الى حكومة فاعلة تتولى انتشاله من الهوة التي اوقعه فيها السياسيون على مدى السنوات الطويلة الماضية. فالوضع الاقتصادي والمالي خطير للغاية وقد بلغت نسبة الفقر حداً لا يمكن تحمله وهو الذي دفع الناس للنزول الى الشارع.
هذه ابرز المطبات التي تجعل مهمة تشكيل الحكومة صعبة فهل يتمكن حسان دياب من تدوير الزوايا وتحقيق الهدف بما يرضي جميع الاطراف؟ لننتظر ونر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق