سياسة لبنانية

ما هو دور لبنان في التحالف الدولي؟

تقول المصادر القريبة من حزب الله إن أول بند على جدول جلسة مجلس الوزراء المقبلة سيكون موضوع مشاركة لبنان في التحالف الدولي ضد الإرهاب واجتماع جدة لمناقشة موقف لبنان واتخاذ القرار النهائي والرسمي بعد تلقي التوضيحات اللازمة بشأن الأهداف الحقيقية للتحالف والدور المطلوب من لبنان…

موافقة وزير الخارجية جبران باسيل على «بيان جدة»، فإن التعاطي مع هذا الأمر حصل من خلفية أنه توقيع بالأحرف الأولى مع الإشارة هنا الى دوافع باسيل في المشاركة من خلفية أن مسألة محاربة الإرهاب التكفيري تشكل عنوان المرحلة ونقطة إجماع وطني لا خلاف عليها، والى التوضيحات التي صدرت عنه في مؤتمر جدة وبعده، بأن أي حرب على «داعش» يجب أن يكون من ضمن احترام سيادة الدول والقانون الدولي وبرعاية الأمم المتحدة وعبر الحكومات الشرعية والجيوش النظامية، والأهم عدم استبعاد أية دولة لأن من شأن ذلك أن يؤدي الى خلل في المواجهة الشاملة.
وتطرح هذه المصادر جملة من التساؤلات أبرزها:
– الى أي حد لبنان قادر على الانخراط ضمن هذا التحالف، وما هو الدور المطلوب منه في ظل تركيبته الهشة وتعقيدات بيئته السياسية والأمنية وتعدد اللاعبين فيه؟
– هل تملك الحكومة اللبنانية رؤية استراتيجية موحدة حيال المشاركة في هذا التحالف وما هو حجم المشاركة وشكلها، وهل يشرّع مطاراته للطائرات الأميركية التي يمكن أن توجه ضربات مزدوجة ضد «داعش» والنظام؟! ما هو موقف لبنان في حال قرر «التحالف» تسريع وتيرة تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة؟! وكيف يمكن للبنان أن يوفق بين سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية وانخراطه في تحالف كهذا؟! وهل من محاولة لتمرير التزامات من تحت الطاولة؟!
– هل يكون التحالف مقدمة لإحياء الخطط السابقة تحت عنوان إسقاط النظام السوري، وهذه المرة بالتزام دعم المعارضة المعتدلة مقابل اتخاذ إجراءات عملية ضد الدولة الإسلامية؟! وهل من ضمانات بعدم وقوع كميات كبيرة من الأسلحة الأميركية في يد «داعش» وعدم تكرار المشهد العراقي في سوريا؟!
– هل من مصلحة لبنان أن «يتورط» في استراتيجية أميركية تدخله في هذا المحور الذي يرفع شعار إسقاط نظام الأسد من بوابة التصدي لـ «إرهاب داعش»، والذي يستبعد إيران وروسيا عنه، والذي يعلن حرباً انتقائية ضد الإرهاب تراعي المصالح الأميركية، في حين لا يمكن تجزئة الحرب على الإرهاب التي يجب أن تكون شاملة ولا تقتصر على العراق…

الوضع في لبنان تحت السيطرة
ويرى مصدر وزاري أن لبنان لا يوشك على الانفجار، سياسياً أو أمنياً، لأسباب عدة أولها استمرار التفاهم السنّي – الشيعي في حكومة الرئيس تمام سلام، ورغبة تيار المستقبل وحزب الله في مواصلة تعاونهما من داخلها، وجبه الأخطار الأمنية من غير تخلي أي منهما عن خلافاته المزمنة مع الآخر. الى الطريقة التي يدير بها سلام حكومته وقد أضحى عامل اطمئنان، يتجنب الفريقان الآخران تعريض البلاد لانهيار أمني ويحذران التعويم المفرط لانقسام موقفيهما من التيارات الإرهابية وأخصها تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» وتداعيات حرب عرسال، رغم التناقض الحاد في تفسير كل منهما أسباب وصول الإرهاب التكفيري الى داخل الأراضي اللبنانية.
ويصر مصدر حزبي في قوى 14 آذار على التأكيد أن «لا قوة داخلية وازنة في البلد تريد فتنة أو حرباً، بالتالي لن تكون هناك حرب شاملة أو تهديد جدي بمعارك أو مواجهات مفتوحة في البلد». يضيف: «لا يعني ذلك أن الأرضية غير مهيأة. على العكس، فالشحن والتحريض بلغا مستوى غير مسبوق.. لكن علينا الإقرار أن من يملك إمكانية إشعال حرب فعلية في لبنان هو حزب الله، والحزب لا يريدها ولا مصلحة له فيها. فقواه مستنزفة بين الحدود الشمالية وحربه في الداخل السوري وصولا الى العراق، والحدود الجنوبية حيث تصدر عن إسرائيل إيحاءات غير مطمئنة لا تنتهي عند آخر ادعاءاتها حول أنفاق تمتد من داخل الحدود اللبنانية».
وبحسب قراءة نائب حزبي في 8 آذار أنه «رغم كل ما تعكسه التطورات من قلق وخوف وتمهيد لفتنة كبرى، إلا أن الأمور ستبقى تحت سقف ضبط الأوضاع والإمساك بها. «داعش» خطر كبير وحقيقي، لكن لبنان قادر إذا ما توحد على مواجهته، بمؤازرة المجتمع الدولي».

جرود عرسال
تقول مصادر في 8 آذار إنه بالرغم من تقدم الجيش وانتشاره في الجرود الفاصلة بين أماكن تواجد المسلحين وبلدة عرسال إلا أن هذا الانتشار لم يصل الى حدود إقفال كل طرق إمداد المسلحين التكفيريين، الذين اتخذوا قراراً حاسماً وجازماً بالسيطرة الدائمة على عرسال، وهذا القرار اتخذ بعد التأكد من تردد الحكومة اللبنانية من أخذ أي قرار يستعيد عرسال من أيدي محتليها وفك أسر الجنود من خلال الخيار العسكري.
وأكدت المصادر أن المسلحين التكفيريين يحضرون لتسليم الشيخ سراج الدين زريقات الموجود في جرود القلمون إمارة عرسال والتي سينتقل إليها قريباً.
ومن الناحية الامنية فقد انفجرت عبوة ناسفة قدرت زنتها بين 20 الى 30 كيلوغراماً على طريق الخريبة – حام قرب الحدود اللبنانية – السورية وقد انفجرت بسيارة رانج روفر واصابت حاجزاً لحزب الله. وكانت قد انفجرت عبوة في عرسال ادت الى استشهاد جنديين لبنانيين هما محمد ضاهر وعلي الخراط. واعلنت جبهة النصرة عن مسؤوليتها عن انفجار الخريبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق