رئيسيسياسة عربية

العراق: قتلى وجرحى في ثلاثة انفجارات تهز بغداد

أفادت مصادر أمنية وطبية عراقية بوقوع ثلاثة انفجارات شبه متزامنة بالعاصمة بغداد مساء الثلاثاء، ما أدى لمقتل ستة أشخاص على الأقل.
أعلنت مصادر طبية وأمنية بالعراق أن ما لا يقل عن ستة أشخاص قتلوا مساء الثلاثاء في ثلاثة انفجارات شبه متزامنة في أحياء مختلفة من بغداد.
وأوضحت المصادر أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب خمسة في حي الشعب شمال العاصمة بسبب تفجير دراجة نارية.
وأضافت أن دراجة نارية ثانية انفجرت في حي البياع في الجنوب الغربي مما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة ستة.
وانفجرت عبوة ناسفة بدائية الصنع في حي البلديات الشرقي مما تسبب في مقتل شخص وإصابة أربعة.
ووقعت هذه الهجمات التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها على الفور، في حين يشهد العراق منذ شهرين احتجاجات مطلبية واجتماعية دامية، بعد عامين من إعلان طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من البلاد.

قتيل في تفريق المظاهرات

في السياق قال مصدر طبي عراقي الثلاثاء إن متظاهراً قتل خلال أعمال عنف وقعت عند قيام قوات الأمن بتفريق محتجين في وسط بغداد التراثي والتجاري. وتجددت الاحتجاجات في مختلف المدن العراقية، وحاول المتظاهرون إغلاق طرق رئيسية بالإطارات المشتعلة في مدن الجنوب. ونشبت اشتباكات مع قوى الأمن في مناطق عدة ما أدى لإصابة العشرات.
أدى تجدد أعمال العنف بين المتظاهرين وقوات الأمن في وسط بغداد التراثي والتجاري الثلاثاء، والذي أصبح مشهداً شبه يومي، إلى مقتل متظاهر، وارتفعت أعمدة الدخان الأسود الكثيف في مدن جنوب العراق بسبب قيام المحتجين بإحراق إطارات بهدف إغلاق طرق رئيسية وجسور. ويطالب المحتجون منذ الأول من تشرين الأول (اكتوبر) بإصلاح النظام السياسي والتغيير الكامل لطبقتهم الحاكمة التي يعتبرونها فاسدة. كما يهاجم متظاهرون إيران متهمين إياها بالتدخل بالشؤون الداخلية للبلد.
وذكر مصدر طبي أنه في وسط سحابة من الغاز المسيل للدموع وبينما كان يحاول حماية نفسه بدرع، «سقط متظاهر قتيلاً إثر إصابته بطلق مطاطي في الرأس»، موضحاً أن «المسعفين نقلوا 18 متظاهراً آخرين أصيبوا بالغاز والرصاص المطاط عند جسر الأحرار» في العاصمة.
وعند هذا الجسر القريب من ساحة التحرير، مركز التظاهر الرئيسي، باتت مشاهد المواجهات في أول احتجاج عفوي في البلاد بعد سقوط نظام صدام حسين، يومية. وقتل في الاحتجاجات حتى اليوم 350 شخصاً.
وتطلق قوات الأمن النار في بعض الأحيان بالذخيرة الحية. ويرد المحتجون الذين يرتدون خوذاً ويغطون وجوههم بشالات رقيقة برمي قناني المولوتوف والحجارة.
وفي خضم الفوضى، يجدد المتظاهرون التأكيد على مواصلة تحركهم. ويقول أحدهم لوكالة الأنباء الفرنسية «سنرجع إلى منازلنا بالتوابيت فقط».
ويقول شخص آخر «ليس لدي عمل ولا مال، لذا أنا باق هنا في كل الأحوال. البقاء هنا أو المنزل، هو الأمر نفسه بالنسبة إلي».
وتابع الشاب الذي يحمل على كتفه العلم العراقي «بدون عمل وبلا راتب لن أكون قادراً على الزواج، لذا ليس لدي عائلة ولا منزل».
وتحصل أعمال عنف شبه يومية خلال المظاهرات المناهضة للحكومة خلال الليل خصوصاً عندما تحاول شرطة مكافحة الشغب تفريق المظاهرات في ساحات الاحتجاج.
في الحلة جنوب بغداد، يتجمع المتظاهرون في الشوارع المقابلة لمبنى مجلس المحافظة بشكل يومي في اعتصام سلمي إلى حد كبير بينما تستمر المدارس في إغلاق أبوابها.
وذكر مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية أن الوضع تحول إلى مشهد عنيف مساء أمس عندما حاولت قوات الأمن للمرة الأولى تفريق الاعتصام، فأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين. وأصيب حوالي 60 شخصاً بجروح في المكان، وفقاً لمصدر طبي.

إغلاق طرق وجسور

في الديوانية جنوباً، تمكن المتظاهرون من إغلاق معظم الدوائر الحكومية والمدارس العامة خلال الشهر الماضي ولكن نادراً ما اشتبكوا مع قوات الأمن.
لكن المتظاهرين حاولوا ليل أمس إغلاق الجسور الرئيسية وواحدة من محطات الطاقة الثلاث في المحافظة.
وقال مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية إنهم أحرقوا إطارات على طول الطرق السريعة المؤدية إلى مدينة النجف المقدسة من الغرب، والسماوة إلى الجنوب، وفشلت شرطة مكافحة الشغب في إقناعهم في إنهاء اعتصامهم.
في كربلاء، المدينة المقدسة الثانية في العراق، ألقى المتظاهرون وقوات الأمن قنابل مولوتوف على بعضهم البعض.
وأصبحت المناوشات الليلية روتينية في المدينة، لكنها استمرت حتى فجر الثلاثاء وتواصلت حتى الظهر.
في محافظة ذي قار (جنوب) التي تضم ثلاثة حقول نفط مركزية في الغراف والناصرية وصوبة تنتج مجتمعة حوالي 200 ألف برميل من بين 3،6 مليون برميل في اليوم على مستوى العراق، أسفرت الصدامات ليلاً عن إصابة 13 من رجال الشرطة المسؤولين عن حماية الميدان.
ولم يتأثر إنتاج النفط وصادراته في ثاني أكبر بلد منتج للنفط الخام في منظمة «أوبك»، بالاحتجاجات.
وتعتمد قوات الأمن على الغاز والرصاص المطاطي لإبعاد المتظاهرين عن المباني الحكومية.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق