تركيا: تعرض نقطة مراقبة للقصف من منطقة خاضعة للنظام السوري

10 قتلى في حرائق اجتاحت حقولاً للقمح في ريف الحكسة والقامشلي
أعلنت وزارة الدفاع التركية الأحد أنّ إحدى نقاط المراقبة التابعة لها تعرضت لقصف من منطقة خاضعة لسيطرة النظام السوري في شمال غرب سوريا.
وأوضحت الوزارة أن القصف لم يسفر عن سقوط ضحايا لكنها ذكرت أنّ بعض المعدات دمرت في الهجوم فيما قامت القوات التركية «بالرد بالأسلحة الثقيلة فوراً».
وذكرت الوزارة في بيان أنّ قصفاً مدفعياً وبقذائف الهاون «يبدو أنه متعمد» أُطلق من منطقة تل بازان التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، أصاب منطقة موراك التركية.
ويأتي الحادث بعد ثلاثة أيام من إصابة ثلاثة جنود أتراك بنيران أطلقها «عمداً»، حسب تركيا، عناصر تابعون للنظام السوري على نقاط مراقبة تركية في شمال شرق سوريا.
ومطلع أيار (مايو) أصيب جنديان في هجوم مماثل اتهمت دمشق بالوقوف خلفه.
وأنشأ الجيش التركي في وقت سابق، 12 نقطة مراقبة في محافظة إدلب التي تعد أخر معاقل الجهاديين إذ تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» وفصائل إسلامية أخرى، في محاولة لمنع هجوم عسكري أكبر في المنطقة التي تتعرض منذ أسابيع لقصف سوري وروسي عنيف.
وتخشى تركيا أن يؤدي هجوم عسكري أكبر للنظام السوري وحليفه الروسي إلى دفع مئات الآلاف من اللاجئين إلى محاولة دخول أراضيها.
وأدى التصعيد الأخير في إدلب التي يعيش فيها ثلاثة ملايين شخص إلى مقتل 360 مدنياً منذ نهاية نيسان (أبريل) بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضحت الوزارة أنها أبلغت روسيا بالهجوم الأخير. وتقدم موسكو دعماً عسكرياً كبيراً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ورغم دعمهما أطرافاً متحاربة في النزاع في سوريا تعمل أنقرة وموسكو عن قرب للتوصل لحل سياسي وفي أيلول (سبتمبر) الفائت توصلا لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب بموجب اتفاق «سوتشي».
ومنذ الثامن من آذار (مارس) تسيّر القوات التركية دوريات عسكرية بين نقاطها بموجب ذلك الاتفاق.
وأعلنت موسكو مساء الأربعاء أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار أبرم بين القوات الحكومية والفصائل المنتشرة في المنطقة «اعتباراً من منتصف ليل 12 حزيران (يونيو)» بوساطة تركيا وروسيا.
غير أن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قال الخميس أنه «ليس ممكناً» القول إنه تمّ التوصل إلى وقف لإطلاق النار في إدلب.
10 قتلى في حرائق حقول القمح
وفي القامشلي تسبّبت حرائق نشبت في عدد من حقول القمح في شمال شرق سوريا ورجّح مسؤولون أكراد أن تكون «مفتعلة»، بمقتل عشرة أشخاص على الأقل في اليومين الأخيرين، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان الأحد.
وقتل الضحايا العشر ونصفهم مدنيون بينما كانوا يحاولون، وفق المرصد، إخماد عدد من الحرائق امتدت من شرق مدينة القامشلي حتى ريف مدينة الحسكة، اندلعت منذ يوم السبت ولا تزال مستمرة.
وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الكردي كمال درباس لوكالة فرانس برس الأحد إن الحرائق تسببت بإصابة خمسة أشخاص آخرين بحروق بدرجات متفاوتة.
وأوضح أن «الناس حاولوا اطفاء الحريق في الحقول وتمت محاصرتهم من قبل النيران، متسببة بحالات اختناق ووفاة».
واندلعت حرائق في مناطق سورية عدة خلال الأسابيع الأخيرة، خصوصاً في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية في شمال شرق البلاد. وتبنّى تنظيم الدولة الإسلامية تنفيذ عدد منها.
ودعا مسؤولون أكراد قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، إلى مساعدتهم للسيطرة على تلك الحرائق التي اقتربت من آبار ومحطات النفط.
وقدّر الرئيس المشترك لهيئة الزراعة والاقتصاد في الإدارة الذاتية الكرديّة سلمان بارودو لفرانس برس الأحد حجم «المساحة المحترقة حتى الآن بـ350 ألف هكتار» في محافظة الحسكة.
ورجّح أن تكون هذه الحرائق «مفتعلة» من جهات لم يسمّها هدفها «خلق فتنة بين الناس ومحاربة الإدارة الذاتية» في شمال شرق سوريا.
واتهمت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) السبت قوات سوريا الديموقراطية بالوقوف خلف اضرام النيران في حقول الحسكة، معتبرة أنها «تعمد إلى افتعال الحرائق للضغط على المزارعين لمنعهم من تسليم محاصيلهم إلى مراكز الحبوب» التابعة للحكومة.
وتتنافس الإدارة الذاتية الكردية والحكومة السورية هذا الموسم على شراء محاصيل القمح الوفيرة هذا العام من المزارعين في محافظة الحسكة.
ويعوّل الطرفان على القمح، وفق محللين، لأهميته في تحديد سعر مقبول لرغيف الخبز، بما يسدّ احتياجات السكان في مناطق سيطرة كل منهما، وللحفاظ على السلام في مختلف أرجاء البلاد خلال المرحلة المقبلة.
وينتقد المزارعون سعي كل من السلطات الكردية والحكومية إلى التحكم بمواردهم. ويعزو عدد منهم أسباب اندلاع الحرائق إلى حالات «انتقام» عدا عن انخفاض جودة الوقود والاهمال.
واندلعت السبت حرائق مماثلة في حقول زراعية في عدد من قرى ريف حماة الشمالي في وسط البلاد، أوردت وكالة سانا أنها ناجمة عن «اعتداء ارهابي بالقذائف الصاروخية».
وتخوض القوات الحكومية معارك عنيفة ضد فصائل اسلامية وجهادية على رأسها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) في ريف حماة الشمالي المحاذي لمحافظة إدلب في شمال غرب البلاد.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
ا ف ب