الاقتصادمفكرة الأسبوع

ترامب يتوقع إبرام اتفاق تجاري «مهم للغاية» مع بريطانيا بعد بريكست

توقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تتوصل الولايات المتحدة إلى «اتفاق تجاري مهم للغاية» مع بريطانيا بعد بريكسيت وذلك خلال لقائه الثلاثاء رئيسة الوزراء تيريزا ماي في لندن. وقلل الرئيس الأميركي من حجم المظاهرات الصاخبة التي خرجت للاحتجاج على زيارته لبريطانيا ووصفها «بالأخبار المضللة».
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء في مؤتمر صحفي عقده في لندن مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن الولايات المتحدة وبريطانيا ستتوصلان إلى «اتفاق تجاري مهم للغاية» بعد بريكست (الخروج من الاتحاد الأوروبي). وأدلى ترامب بتصريحاته قبيل لقائه وماي رجال أعمال بريطانيين وأميركيين.
وقال ترامب «أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق تجاري مهم للغاية. سيكون اتفاقًا منصفًا جداً. نريد إنجازه وسننجزه».
وقال ترامب مازحًا لرئيسة الحكومة البريطانية التي أعلنت استقالتها، أن عليها «البقاء» وإقامة تحالف اقتصادي أقوى مع واشنطن عندما تغادر بلادها الاتحاد الأوروبي. ورغم انتقاده مراراً لإستراتيجية ماي بشأن بريكست، إلا أن ترامب قال الثلاثاء إنها قامت بـ «عمل رائع».
وأعرب عن ثقته بالتوصل إلى اتفاق مع بريطانيا بشأن مجموعة هواوي. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة الوزراء البريطانية إنه «واثق تماماً» من إمكانية التوصل إلى اتفاق مع المملكة المتحدة حول مشاركة مجموعة هواوي الصينية في تطوير شبكة الإنترنت من الجيل الخامس في بريطانيا. وتهدد واشنطن الحلفاء في الغرب بالحد من تبادل المعلومات الاستخباراتية إذا أشركوا هواوي في شبكات الجيل الخامس.
على صعيد آخر، وجّه ترامب تحذيراً للمكسيك قائلاً إن عليها أن توقف «غزو» المهاجرين الساعين لدخول الولايات المتحدة.

التقرّب من مرشّحين لخلافة ماي
وسعى الرئيس الأميركي في اليوم الثاني من زيارة دولة يقوم بها لبريطانيا إلى التقرّب من مرشّحين لخلافة ماي. وأجرى محادثة هاتفية «ودية وبناءة» لمدة 20 دقيقة مع وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، بحسب ما أفاد مصدر مقرّب من جونسون. ولم يصدر البيت الأبيض أي تأكيد للقاء أو للمحادثة الهاتفية مع جونسون.
كذلك سعى ترامب إلى التقرّب من وزير البيئة مايكل غوف، أحد أبرز المرشّحين لخلافة ماي، بحسب ما أعلن مصدر مقرّب من الوزير.
وفي المؤتمر الصحافي، امتنع ترامب عن دعم مرشّح محدد. وقال «أعرف بوريس، إنه يعجبني منذ فترة طويلة. أعتقد أنه سيؤدي عملاً جيداً جداً»”. وتابع ترامب متوجها بالحديث إلى وزير الخارجية جيريمي هانت، الذي يُعتبر أيضاً أحد أبرز المرشّحين لخلافة ماي «أنا أعرف جيريمي، أعتقد أنه سيؤدي عملاً جيداً جداً».
وأضاف الرئيس الأميركي متوجّهاً بالسؤال إلى هانت «أنا لا أعرف مايكل. هل سيؤدي عملاً جيداً جداً؟». وكان غوف قد أجرى مقابلة مع ترامب لصالح صحيفة «ذا تايمز» البريطانية في كانون الثاني (يناير) 2017، بعيد توليه الرئاسة الأميركية.
لكن ترامب أعلن أنه رفض طلب زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن اللقاء معه، نافيا قيام تظاهرات حاشدة ضدّه ومنتقدا كوربن الذي دعا لاحتجاجات ضد زيارته لبريطانيا.

تظاهرات صاخبة
وقرب مكان اجتماع ترامب وماي، أطلق ناشطون يساريون بالونًا برتقالي اللون يظهر ترامب كرضيع يرتدي حفاضة خلال مسيرة أمام مبنى البرلمان أوقفت حركة السير في العاصمة. وشكّل إطلاق البالون شارة بدء تظاهرات ضد ترامب.
وقال منظّم المسيرة ليو موراي «ترامب الرضيع هو عبارة عن رمز لحركة ضخمة مناهضة لسياساته التي تثير الكراهية والانقسامات». بدوره، قال زعيم حزب العمال المعارض إن التظاهرة تشكل «فرصة للتضامن مع أولئك الذين هاجمهم (ترامب) في أميركا وحول العالم وحتى في بلدنا».
لكن ترامب قال الثلاثاء إن التقارير التي تحدّثت عن تظاهرات حاشدة هي «أخبار مضللة»، مضيفاً أن حجم هذه التظاهرات كان في الحقيقة «ضئيلاً جداً».
وتتركز زيارة ترامب التي تستمر ثلاثة أيام حول إحياء الذكرى الـ75 الأربعاء في جنوب بريطانيا لإنزال النورماندي.
لكنها تأتي في وقت تعيش بريطانيا اضطرابات سياسية إذ تستقيل ماي من زعامة الحزب المحافظ الحاكم الجمعة جرّاء إخفاقها في تنفيذ بريكست. وستبقى رئيسة للوزراء إلى حين العثور على بديل لها بين 13 مرشحًا سيتعين على الفائز فيهم اتّخاذ قرارات صعبة قبيل حلول مهلة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول (أكتوبر)، بعد أن تأجلت مرتين.

ماي «مفاوضة أفضل»
ووجه ترامب مراراً انتقادات للإستراتيجية التي اعتمدتها ماي في ملف بريكست، وقد حضّ قبيل زيارته رئيس الوزراء المقبل على الخروج من دون اتفاق كخيار مطروح. وعقب محادثات ثنائية معها بدا وكأنه قد تراجع قليلاً عن موقفه هذا، حيث أكد أنه نصح رئيسة الوزراء البريطانية بمقاضاة الاتحاد الأوروبي، ليعود ويقر بأن ذلك ربما ما كان لينجح.
وقال ترامب «كنت قاضيت وانتهيت من الأمر، ربما، لكن لا أحد يعرف» ما كان ليحصل، مضيفاً أن ماي «على الأرجح مفاوضة أفضل منّي». وتابع «أعتقد أنك تستحقين الكثير من التقدير». لكن «العلاقة الخاصة» بين الطرفين تخضع لاختبار مرتبط بنهجي البلدين المتباينين حيال إيران والتغيّر المناخي والصين.
وسيختتم ترامب يومه بعشاء في منزل السفير الأميركي يحضره ولي العهد الأمير تشارلز وزوجته كاميلا نيابة عن الملكة.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق