أبرز الأخبارسياسة عربية

ارتفاع عدد القتلى في السودان الى 60 والحركة الاحتجاجية تدعو للمشاركة بالعصيان المدني

قالت لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بالمعارضة في وقت مبكر يوم الأربعاء إن عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ اقتحمت قوات الأمن مخيماً للاحتجاج خارج مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم يوم الاثنين ارتفع إلى 60. وكانت آخر إحصائية للقتلى تشير إلى أن العدد 35.
ووصلت المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة إلى طريق مسدود في ظل خلافات عميقة بشأن من ينبغي أن يقود المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية ومدتها ثلاث سنوات.
دعا قادة الحركة الاحتجاجية في السودان الثلاثاء أنصارهم إلى تنظيم تظاهرات جديدة، رافضين دعوة وجهها المجلس العسكري لإجراء انتخابات عامة في فترة لا تتجاوز التسعة أشهر وتشكيل حكومة تسيير أعمال.
دعت الحركة الاحتجاجية في السودان الثلاثاء أنصارها للمشاركة في «عصيان مدني» في جميع أرجاء البلاد لاطاحة المجلس العسكري الحاكم بعد العملية الدامية لفض الاعتصام الذي استمر لأسابيع خارج مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم. ورفض قادة الحركة دعوة المجلس العسكري لإجراء انتخابات عامة بعد تسعة أشهر وكذلك حكومة تسيير أعمال تمهد الطريق لتنظيم الانتخابات والإشراف عليها.
وأطاح المجلس العسكري الانتقالي الرئيس عمر البشير في نيسان (أبريل) بعد أشهر من الاحتجاجات. وكان وافق على فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات لتسليم السلطة للمدنيين بشكل كامل.
لكن رئيس المجلس الفريق أوّل ركن عبد الفتّاح البرهان أعلن في بيان بثّه التلفزيون الرسمي التخلّي عن الخطة لصالح إجراء انتخابات بإشراف إقليمي ودولي. وقال البرهان «قرّر المجلس العسكري وقف التفاوض مع تحالف قوى إعلان الحرّية والتغيير وإلغاء ما تمّ الاتّفاق عليه، والدّعوة إلى إجراء انتخابات عامّة في فترة لا تتجاوز التّسعة أشهر بدءًا من الآن».
ورفض تجمّع المهنيين السودانيين، أبرز مكونات تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الحركة الاحتجاجية الإعلان الذي أصدره المجلس العسكري. وأفاد بيان للتجمّع «لا المجلس الانقلابي ولا مليشياته وقياداتها هي من يقرر مصير الشعب، ولا كيفية انتقاله لسلطة مدنية».

مجزرة دموية
ووصف تحالف «قوى إعلان الحرّية والتّغيير ما تعرّض له «الثوّار المعتصمون» الاثنين بأنّه «مجزرة دمويّة». ودعا تجمّع المهنيين أبناء الشعب السوداني إلى إقامة صلاة عيد الفطر المبارك وصلاة الغائب على الشهداء الثلاثاء 4 حزيران (يونيو).
فيما أعرب المجلس العسكري الانتقالي في بيان نشره على تويتر عن «أسفه» لتطور الأوضاع عقب فض الاعتصام، وقال لقد «قامت قوة مشتركة من القوات المسلحة والدعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الشرطة بإشراف وكلاء النيابة بتنفيذ عملية مشتركة لنظافة بعض المواقع المتاخمة لشارع النيل والقبض على المتفلتين ومعتادي الإجرام».
وأضاف أنه «أثناء تنفيذ الحملة احتمت مجموعات كبيرة منهم بميدان الاعتصام ما دفع القادة الميدانيين وحسب تقدير الموقف بملاحقتهم مما أدى إلى وقوع خسائر وإصابات».
من جهته، أفاد أحد سكان منطقة شمبات بالخرطوم بحري «تجمعنا في ساحتنا كما اعتدنا سنوياً وأدينا صلاة العيد ولكن قوات من الدعم السريع والشرطة أطلقت علينا الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وعقب الصلاة أغلق الشباب الشارع الرئيسي بوضع المتاريس».
وبدت الشوارع المحيطة بوسط العاصمة شبه مهجورة الثلاثاء إذ أغلقت العديد من الأسواق والمتاجر أبوابها في غياب تام تقريبًا لوجود أي سيارات في الشوارع. واشتكى الكثير من سكان العاصمة من أنهم لم يتمكنوا من الاتصال بالإنترنت بعدما بدأت تظهر مشاكل في الشبكة منذ الاثنين.
وشهدت حركة الملاحة الجوية إلى الخرطوم اضطرابات في وقت راقبت شركات الطيران التطورات على الأرض. وقال متحدث باسم شركة طيران الخليج البحرينية «لا تزال رحلاتنا إلى الخرطوم ملغية إذ أن مطار الخرطوم مغلق جرّاء حالة عدم الاستقرار السياسي والمخاوف الأمنية».
وألغت مصر للطيران رحلات كانت مقررة إلى الخرطوم ليل الاثنين وصباح الثلاثاء. وأعلنت الخطوط التركية كذلك إلغاء رحلاتها إلى الخرطوم لأسباب أمنية.


«وحشية»
ووصفت الولايات المتحدة الحملة الأمنية ضد المتظاهرين بأنها «وحشية». ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الاستخدام المفرط للقوة ودعا إلى تحقيق مستقل.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية القريبة من المتظاهرين الثلاثاء أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى أكثر من 60 مع سقوط «مئات» الجرحى. وأظهرت تسجيلات مصورة من مستشفى «رويال كير» القريب من موقع الاعتصام أشخاصًا على الأرض يتلقون العلاج. وأكد قادة الحركة الاحتجاجية إخلاء الساحة الواسعة التي اعتصم فيها المتظاهرون خارج مقر القيادة العامة للجيش منذ السادس من نيسان (أبريل).

دعم عربي للمجلس العسكري
ودعمت حكومات أفريقية وغربية المتظاهرين إلا أن الحكومات العربية دعمت المجلس العسكري بقيادة البرهان. وكتب تيبور نويج، مساعد وزير الخارجيّة لشؤون أفريقيا، على تويتر «لقد كان ذلك هجومًا وحشيًا ومنسّقًا قادَتهُ ميليشيا قوّات الدّعم السريع ويعكس أسوأ أفعال نظام البشير».
بدوره، حض رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي على إجراء «تحقيق فوري وشفاف لمحاسبة كل أولئك المسؤولين». لكن الحكومات العربية دعت إلى استئناف المحادثات بين المتظاهرين والجيش. وقبيل الحملة الأمنية، زار البرهان مصر والإمارات والسعودية.

رويترز/فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق