رئيسيسياسة عربية

ليبيا: هل يعود الاطلسي الى التدخل لضرب الفئات الارهابية؟

بينما تشير عمليات الرصد لمجريات الاوضاع على الساحة الليبية الى تقدم في المجالات الديمقراطية، وتحديداً ما يتعلق بالانتخابات، وعمليات تأسيس الدولة، يتوقف الراصدون عند هشاشة الوضع الامني، وبصورة تثير خوفاً اقليمياً واممياً.

الخوف الذي عبر عنه حلف الناتو بالاعلان عن مناقشة ذلك الملف الشائك، وكيفية التعاطي معه من اجل الحفاظ على الامن في تلك المنطقة حتى وان كان ذلك تدخلاً بأية صورة من الصور.
كما عبر عنه الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي رسم في تصريحات صحافية  صورة مفزعة عن الوضع في ليبيا، قائلاً انها قد «تنفجر في وجوهنا» بسبب تحولها الى قاعدة للاسلاميين المتطرفين كافة. ومؤكداً علاقتهم مع تنظيم القاعدة في المغرب العربي.
واكد ديبي ان ليبيا على وشك الانفجار، داعياً المجتمع الدولي الى ان يساعد السلطات الشرعية في ليبيا.
ويرى خبراء أمنيون بالأمم المتحدة أن انهيار النظام القديم في ليبيا بعد مقتل القذافي نجم عنه تسرب ترسانة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة إلى أيدي العناصر الإسلامية المتشددة، ما مكن هذه العناصر من السيطرة على مناطق من مالي. الا ان نجاح القوات الفرنسية في إجلاء الميليشيات الأصولية المسلحة من المدن المالية دفع بعضها إلى التسلل الى مناطق أخرى لا تتمتع بسيطرة أمنية كافية فى دول الجوار، بينها جنوب ليبيا، وبناء معاقل إرهابية جديدة.  ومع ان المؤشرات على هشاشة الوضع الامني في ليبيا كثيرة جداً، الا ان ما حدث في بنغازي قبل ايام يعتبر مؤشراً مهماً على تفاقم الوضع في العديد من المناطق. فقد قتل 28 شخصاً على الاقل واصيب 60 آخرون بجروح في مواجهات بين كتيبة ثوار سابقين ومتظاهرين «مناهضين للميليشيات» في بنغازي شرق البلاد.

طرد الميليشيات
وبحسب تقارير صحافية فان عشرات المتظاهرين وبعضهم كان مسلحاً، حاولوا طرد احدى الكتائب وتدعى «درع ليبيا» من ثكنتها ما ادى الى وقوع مواجهات بين المجموعتين. وقال المتظاهرون انهم يريدون طرد الميليشيات من مدينتهم ودعوا القوات النظامية الى الحلول محلها.
وتتألف كتيبة «درع ليبيا» من ثوار سابقين قاتلوا نظام معمر القذافي في العام 2011، وتتبع رسمياً لوزارة الدفاع. وتجد السلطات الليبية صعوبة في تشكيل جيش وشرطة محترفين، وبالتالي تلجأ بانتظام الى ثوار سابقين لتأمين حدودها او فصل نزاعات قبلية.
ودافع الترهوني عن شرعية هذه الكتيبة مؤكداً انها مرتبطة رسمياً بوزارة الدفاع. الامر الذي اكده المتحدث باسم قيادة الاركان الليبية العقيد علي الشيخي والذي وصفها بانها قوة احتياط للجيش الليبي، معتبراً ان الهجوم على تلك الكتيبة تصرف خطير جداً.
في هذه الاثناء، أكدت الولايات المتحدة ان وزراء الدفاع في بلدان حلف شمال الاطلسي ناقشوا  في بروكسل امكان التدخل بصورة او باخرى للمساهمة في فرض الامن. وبينما لم يستبعد المحللون امكانية التدخل المباشر لفرض الامن، اشار آخرون الى توجه من اجل القيام بمهمة تدريب القوات الليبية لمساعدة البلاد على بسط الامن على حدودها.
وذكر مسؤول كبير في وزارة الدفاع – البنتاغون – بأن الرئيس الاميركي، والامين العام لحلف الاطلسي،  عقدا لقاء يوم الجمعة الفائت في البيت الابيض، وتحدثا طويلاً في هذه المسألة، وفي الطريقة التي يمكن ان تتيح للحلف الاضطلاع بدور اكبر في تدريب القوات الليبية.
واضاف المسؤول الذي طلب التكتم على هويته انه اذا كان من المبكر التحدث عن مهمة تدريب للحلف الاطلسي، على غرار تدريب الجيش الافغاني، فان المسألة ستناقش على هامش اجتماع وزراء الدفاع لبلدان الحلف الثمانية والعشرين، وخصوصاً خلال لقاء بين الوزراء: الاميركي والفرنسي والبريطاني والكندي.
من جهته، اعرب الرئيس الاميركي عن تأييده لهذا الخيار، معتبراً ان للحلف الاطلسي دوراً كبيراً من اجل مساعدة الحكومة الليبية على حيازة الوسائل لمراقبة حدودها والحؤول دون ان تصبح المناطق الحدودية معاقل للارهابيين.
واعربت فرنسا ايضاً عن استعدادها لمساعدة ليبيا. وقال وزير الدفاع جان – ايف لو دريان على هامش منتدى سنوي حول الامن في آسيا عقد يوم الاحد الماضي في سنغافورة «ان فرنسا على استعداد لتقديم مساهمتها في ترسيخ سيادة الدولة الليبية وخصوصاً من خلال ضبط حدودها»، دون ان تحدد ماهية تلك المساعدة التي توقع متابعون ان تمتد الى مجالات اكثر اتساعاً من عمليات التدريب.

وصول بعثة اوروبية
من جهة اخرى، اعلن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان وصول بعثة الاتحاد الاوروبي خلال ايام، لمساعدة ليبيا على مراقبة حدودها بشكل افضل.
وكان رؤساء الدول والحكومات الاوروبيون وافقوا في 22 ايار (مايو) على هذه البعثة التي تقضي بتدريب العناصر الذين سيتولون مراقبة الحدود البرية والبحرية والجوية.
وطرحت فكرة هذه البعثة منذ سقوط العقيد معمر القذافي في 2011، لأن السلطات الليبية تواجه صعوبة في تأمين مراقبة الحدود وخصوصاً في الجنوب الذي بات مصدر قلق للبلدان المجاورة ولا سيما تشاد والنيجر.
وكانت العاصمة الفرنسية باريس قد استضافت مؤتمراً متخصصاً بعملية اعادة بناء الامن الليبي، وكيفية مساعدة الليبيين على تطوير قدراتهم الامنية، حيث تواجه عملية بناء مؤسستي الجيش والأمن صعوبات كبيرة، مع استمرار بعض التشكيلات المسلحة، وبقاء السلاح منتشراً، اضافة الى أن ليبيا لم تتقدم في مسيرة إعادة الإعمار  وهي تحتاج الى بناء كل مؤسسات الدولة.
وتناول الشق الأمني من المؤتمر مسألة تدريب عناصر الشرطة ورجال الأمن ومساعدة الجيش في تحمل مهمة حفظ أمن الحدود، ومراقبتها، خصوصاً بعد أحداث مالي وتدفق السلاح والمسلحين من ليبيا إلى مالي وبالعكس. كما تناول المؤتمر في شقه الثاني موضوع المساعدة في ميداني العدل والقضاء.
وشارك في اعمال المؤتمر ممثلون عن كل من، بريطانيا، الولايات المتحدة، الدانمارك، إيطاليا، إسبانيا، الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الأفريقي، تركيا، مالطا، ألمانيا، الأمم المتحدة، الإمارات العربية المتحدة، قطر، واتحاد المغرب العربي والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي. وعلى هامش المؤتمر، تم التوقيع على عدد من مشاريع التعاون في ميادين التدريب والتجهيز وقطاعات الصحة والنقل والاتصالات.

عواصم – «الاسبوع العربي»
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق