أبرز الأخبارسياسة عربية

تجمع المهنيين السودانيين يضغط لتشكيل مجلس انتقالي مدني وحل المجلس العسكري

مجلس السلم والامن الافريقي يمهل الجيش السوداني 15 يوماً لتشكيل سلطة مدنية

دعا تجمع المهنيين السودانيين، الجماعة التي قادت الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير، يوم الاثنين إلى حل المجلس العسكري الانتقالي وتشكيل مجلس مدني مؤقت جديد.
وكثف ممثلو التجمع الضغط على قادة القوات المسلحة وأصدروا قائمة طويلة بمطالب بتغيير أعمق وأسرع.
وقال أحمد الربيع عضو تجمع المهنيين السودانيين لرويترز إنه ما لم تتحقق مطالبهم، فسيواصل التجمع الضغط من خلال الاحتجاجات ولن ينضم إلى أي حكومة انتقالية في المستقبل.
وعقد التجمع أول مؤتمر صحفي منذ أن أطاح الجيش البشير الخميس الماضي في أعقاب احتجاجات استمرت لشهور.
وذكر التجمع أن المجلس الانتقالي المدني الجديد يجب أن يمنح كل السلطات التنفيذية وأن تكون القوات المسلحة ممثلة فيه مع حل المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى السلطة الأسبوع الماضي.
وقال الربيع لرويترز «إذا لم تتم الاستجابة لمطلبنا بتشكيل مجلس انتقالي مدني بتمثيل للعسكريين وإلغاء المجلس العسكري الحالي، فلن نكون جزءا من الجهاز التنفيذي وسوف نواصل التصعيد الجماهيري والاعتصامات لتحقيق مطالبنا».
وفي بيان يوم الاثنين دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الجيش السوداني إلى تسليم السلطة إلى «سلطة سياسية انتقالية بقيادة مدنية» في غضون 15 يوماً وإلا واجه تعليق عضوية البلاد في الاتحاد.
وقالت وكالة السودان للأنباء إن الفريق ركن جلال الدين الشيخ عضو المجلس العسكري التقى مع رئيس وزراء إثيوبيا في أديس أبابا حيث مقر الاتحاد الأفريقي.
وقال الشيخ في مؤتمر صحفي في أديس أبابا «نحن بالفعل بصدد اختيار رئيس للوزراء» لحكومة مدنية.
وأضاف «وبالتالي فنحن نبادر بهذا حتى قبل عقد هذه الجلسة مع الاتحاد الأفريقي. هذه قناعتنا وهذا أيضاً هو سبيل المضي قدماً نحو السلام، لكن أيضاً، نحن نحترمه ونحن ملتزمون بقرار مجلس السلم والأمن».
وقالت وكالة السودان للأنباء إن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري تلقى اتصالات هاتفية من عدد من قادة الدول العربية والأفريقية شملت العاهل السعودي ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وأمير دولة قطر إلى جانب رئيس الوزراء الأثيوبي ورئيس جمهورية جنوب السودان «أعربوا فيها عن دعمهم ومساندتهم للمجلس العسكري الانتقالي للعبور بالسودان من هذه المرحلة الدقيقة والتاريخية وأبدوا حرصهم على أمن وإستقرار البلاد».
ونقلت الوكالة عن نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو، الذي يشتهر باسم حميدتي، قوله إن القوات السودانية المشاركة مع التحالف الذي تقوده السعودية لقتال الحوثيين في اليمن ستظل هناك.
وقال دقلو «إننا متمسكون بالتزاماتنا تجاه التحالف وستبقى قواتنا حتى يحقق التحالف أهدافه».

محاولة لفض الاعتصام
جاءت طلبات تجمع المهنيين السودانيين بعد ساعات من قول شاهد من رويترز إن محتجين صدوا محاولة لفض اعتصام أمام وزارة الدفاع، حيث يضغط المتظاهرون من أجل تحول سريع إلى حكم مدني بعد اطاحة البشير.
وتجمعت قوات عند ثلاثة جوانب للاعتصام وكانت هناك جرارات تستعد لإبعاد حواجز من الحجارة والمعادن، لكن المحتجين شكلوا حلقات حول منطقة الاعتصام لمنعهم.
وتحدث في المؤتمر الصحفي قادة بارزون من تجمع المهنيين السودانيين، وأغلبهم شباب كانوا محتجزين حتى بعد اطاحة البشير.
وجدد ممثلو التجمع دعواتهم لإقالة رئيس القضاء ونوابه والنائب العام. وطالبوا بحل حزب البشير (حزب المؤتمر الوطني) وقالوا إنهم تلقوا تأكيدات من المجلس العسكري بأن الحزب لن يشارك في الحكومة الانتقالية.
ودعا التجمع أيضاً إلى وضع أصول الحزب تحت الحراسة واحتجاز قادته البارزين.
وحث أيضاً على حل المجموعات شبه العسكرية الموالية للحكومة السابقة. ودعا إلى «إلغاء جميع القوانين المقيدة للحقوق والحريات وأولها قانون جهاز الأمن الوطني مع إعادة هيكليتها وحل هيئة العمليات الخاصة بالأمن الوطني واختصار دور الأمن الوطني في جمع المعلومات».
واستقال يوم السبت مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبدالله محمد صالح المعروف باسم صلاح قوش. وكان ينظر إليه ذات يوم على أنه أقوى شخص في البلاد بعد البشير وحمله المحتجون مسؤولية مقتل المتظاهرين المطالبين بإنهاء الحكم العسكري.
وقالت قمرية عمر عضو تجمع المهنيين السودانيين «بالنسبة الينا في تجمع المهنيين السودانيين في المرحلة الأولى مرحلة الحكومة الانتقالية هيكون لنا دور في إعادة الخدمة المدنية ومؤسسات الدولة وارسائها دولة ديموقراطية».
وأضافت «في ما بعد ذلك تجمع المهنيين السودانيين هيكون عبارة عن نقابات وهيكون حارس للديمقراطية في السودان».
وخارج وزارة الدفاع، ردد المحتجون، الذين بلغ عددهم نحو خمسة آلاف في الصباح وتوافد عليهم المزيد، شعارات «حرية، حرية» و«ثورة، ثورة»، وناشدوا الجيش أن يحميهم.
وقرع بعضهم الطبول ولوحوا بأعلام البلاد مع نزولهم الشوارع، بينما احتمى آخرون من الشمس تحت المظلات والخيام.
وبدأ الاعتصام خارج المجمع، الذي يضم أيضاً مقر جهاز الأمن والمخابرات الوطني ومقر إقامة الرئيس، في السادس من نيسان (ابريل) بعد احتجاجات استمرت أكثر من ثلاثة أشهر، أشعلت فتيلها أزمة اقتصادية متفاقمة.
وقال المجلس العسكري يوم الاثنين إنه يعيد تشكيل رئاسة الأركان المشتركة وإنه عين رئيساً جديداً لأركان الجيش ونائباً له.
قال السفير البريطاني لدى السودان عرفان صديق إنه التقى مع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول دقلو وطلب منه «تحديد مكان الرئيس السابق البشير وغيره من كبار شخصيات النظام السابق».
وعندما أعلن الجيش اطاحة البشير، اكتفى بالقول إنه اعتقل وجرى التحفظ عليه في «مكان آمن». وأبلغت مصادر سودانية رويترز أن البشير في سكن رئاسي تحت «حراسة مشددة».

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق