أبرز الأخبارسياسة عربية

السودان: وزير الدفاع بن عوف رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي

أبرز ردود الفعل الدولية عقب اطاحة البشير

أدى وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف مساء الخميس القسم «رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي». ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان بن عوف اطاحة الرئيس السوداني عمر البشير وأن «مجلساً عسكرياً انتقالياً» سيتولى السلطة لمدة عامين.
أعلن التلفزيون السوداني الرسمي أن وزير الدفاع عوض بن عوف أدى مساء الخميس القسم «رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي» الذي شكله الجيش إثر إطاحته الرئيس عمر البشير بعد أربعة أشهر من الاحتجاجات الشعبية ضد حكمه.
وأفاد التلفزيون أن «الفريق أول الركن عوض محمد أحمد بن عوف أدى القسم رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي». وتابع أن «الفريق كمال عبد المعروف أدى القسم نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي». وعرض التلفزيون لقطات للضابطين الكبيرين وهما يؤديان القسم.
وفي وقت سابق من امس أعلن وزير الدفاع عوض بن عوف اطاحة عمر البشير بعد 30 عاماً أمضاها في الحكم، وأعلن اعتقاله واحتجازه «في مكان آمن» وتولي «مجلس عسكري انتقالي» السلطة لمدة عامين.
ويأتي هذا الإعلان بعد أربعة أشهر من احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد النظام.
وصرح بن عوف في كلمة ألقاها عبر التلفزيون الرسمي قائلاً «أعلن أنا وزير الدفاع اقتلاع ذلك النظام والتحفظ على رأسه في مكان آمن واعتقاله».
كما أعلن الجيش سلسلة إجراءات من بينها فرض حظر تجول ليلي يسري من الساعة 22:00 (20:00 ت غ) ولغاية الساعة 04:00 فجراً (02:00 ت غ)، لكن منظمي المظاهرات الرافضين لما اعتبروه «انقلاباً عسكرياً من سلطات النظام» دعوا إلى مواصلة الاعتصام المستمر منذ ستة أيام أمام مقر القيادة العامة للجيش في وسط العاصمة.

الفرحة تتحول إلى غضب
وعلى الصعيد الميداني تحولت مشاعر الابتهاج التي سادت بين المحتجين في الخرطوم بانتهاء حكم الرئيس عمر البشير الخميس، بسرعة إلى مشاعر غضب بعد أن أدركوا أن النظام القديم لا يعتزم الخروج من السلطة.
وبدأت مشاعر الابتهاج والحماس في التحول إلى غضب وتحد بعد ساعات قليلة من إعلان وزير الدفاع عوض بن عوف أن الجيش أطاح البشير وأن مجلساً عسكرياً انتقالياً سيتولى الحكم لمدة عامين.
وتدفق آلاف المواطنين إلى وسط العاصمة الخرطوم منذ الصباح وهم يهتفون ويلوحون بالأعلام ويقبلون ويعانقون الجنود ويرقصون فوق العربات المدرعة.
ولكن بعد إعلان الجيش، تبخرت الاحتفالات، وصعد المحتجون لهجتهم. وبدأ عدد من المتجمعين أمام مقر القيادة بالهتاف بأنهم لن يغادروا المكان.

أبرز ردود الفعل الدولية
وتوالت ردود الفعل الدولية عقب إطاحة الجيش السوداني الرئيس عمر البشير، إذ دعت أغلبها لتحقيق انتقال سلمي نحو قيادة مدنية شاملة، فقد قال الاتحاد الأفريقي إن الانقلاب «ليس الحل المناسب» للوضع في السودان فيما دعت واشنطن الجيش إلى تشكيل حكومة «جامعة» تضم مدنيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو إن «الولايات المتحدة تواصل دعوة السلطات الانتقالية إلى ضبط النفس وإلى إفساح المجال أمام مشاركة مدنيين في الحكومة». وتابع أن «الشعب السوداني قال بوضوح إنه يريد انتقالاً يقوده مدنيون» وأن هذا الأمر يجب أن يحصل «في وقت أسرع بكثير من عامين».

تركيا: نحو الديمقراطية
من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس إنه يأمل أن يتجه السودان نحو «عملية ديمقراطية طبيعية» بعد الانتفاضة التي أدت إلى إطاحة الجيش الرئيس عمر البشير، الحليف الوثيق لتركيا.
وصرح أردوغان خلال مؤتمر صحفي في أنقرة مع رئيس بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابور، «آمل أن يتجاوز السودان هذه القضية في أجواء من الأخوة وبسهولة، وأعتقد أن على البلاد أن تعمل باتجاه عملية ديمقراطية طبيعية».
واعتبر أردوغان أن الموقف غير واضح في غياب «معلومات موثوق بها» عن مكان البشير. وتابع «لكن اسمحوا لي أن أقول إن أهم رغبة بالنسبة الى السودان هي تجاوز هذه الفترة عبر المصالحة الوطنية وبسلام، لأن هذه الدول عانت الكثير من هذا النوع من الانقلابات».
وزار البشير تركيا مرات عدة على الرغم من أنه مطلوب بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وكان البشير أحد ضيوف أردوغان عند افتتاح مطار إسطنبول الجديد في تشرين الأول (اكتوبر).
وبعد زيارة قام بها أردوغان في عام 2017 وأدت إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، وافق السودان على السماح لتركيا بترميم ميناء جزيرة سواكن في البحر الأحمر الذي ازدهر خلال الحقبة العثمانية. ونفى أردوغان في ذلك الوقت وجود خطط لبناء قاعدة عسكرية لكنه قال إن الميناء الذي تم تجديده قد يجتذب الحجاج المتوجهين إلى مكة ويعزز السياحة في السودان.

القاهرة واثقة من «قدرة الشعب»
من جانبها أعربت الجارة مصر عن «ثقتها الكاملة» في «قدرة الشعب السوداني الشقيق وجيشه الوطني» على تجاوز المرحلة، إذ تضمن بيان لوزارة الخارجية المصرية «تتابع مصر عن كثب وببالغ الاهتمام التطورات الجارية والمتسارعة التي يمر بها السودان الشقيق… وتؤكد دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السوداني الشقيق وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده وما سيتوافق حوله الشعب السوداني في تلك المرحلة الهامة».

الاتحاد الأفريقي: الانقلاب العسكري «ليس الحل المناسب»
كما انتقد الاتحاد الأفريقي الانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش السوداني ضد الرئيس عمر البشير، داعياً إلى الهدوء وضبط النفس.
فيما قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي في بيان إن «سيطرة الجيش على السلطة ليست الحل المناسب للتحديات التي يواجهها السودان ولتطلعات شعبه». وأضاف أن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي سيجتمع "بسرعة لبحث الوضع واتخاذ القرارات المناسبة».
ودعا فقي «كل الأطراف المعنية إلى الهدوء والتزام أكبر قدر من ضبط النفس واحترام حقوق المواطنين والرعايا الأجانب والملكية الخاصة بما فيه صالح البلد وشعبه».
وحث رئيس المفوضيّة الأفريقية أيضاً كل الأطراف على «الانخراط في حوار شامل لتهيئة الظروف التي تتيح تلبية تطلعات الشعب السوداني إلى الديمقراطية والحكم الرشيد والرخاء، واستعادة النظام الدستوري في أقرب وقت ممكن».

غوتيريش يدعو الى الهدوء
كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس بعملية انتقالية في السودان تلبي «التطلعات الديمقراطية» لشعبه، وقال غوتيريش في بيان امتنع فيه عن إدانة الانقلاب العسكري إنه «يجدد دعوته إلى الهدوء وإلى التزام الجميع أكبر قدر من ضبط النفس»، معرباً عن أمله في «أن تتحقق التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني من خلال عملية انتقالية مناسبة وشاملة».

فرانس24/ أ ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق