أبرز الأخبارسياسة عربية

ليبيا: استمرار المعارك في محيط طرابلس والأمم المتحدة تدعو لوقف اطلاق النار

الاشتباكات تتحول الى مناورات كروفر وسقوط 56 قتيلاً و266 جريحاً
تتواصل المعارك في محيط العاصمة الليبية طرابلس مخلفة نحو 56 قتيلاً، وفق ما أعلنت منظمة الصحة العالمية. وتحولت المعارك بين قوات المشير خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج إلى عمليات كر وفر عند أبواب العاصمة، من جانبها دعت الأمم المتحدة الأطراف المتنازعة إلى وقف إطلاق النار.
عند أبواب طرابلس تحولت المعارك بين قوات المشير خليفة حفتر التي تشن هجوماً على العاصمة الليبية وخصومه المصممين على التصدي له، إلى مناورات كر وفر. فمنذ بدء الهجوم في 4 نيسان (أبريل) تبادل الجانبان السيطرة مرتين أو ثلاث على مطار دولي مهجور على بعد 20 كلم جنوب طرابلس وكذلك على ثكنة تقع إلى الشرق منه.
وخلفت المعارك 56 قتيلاً خلال أسبوع بحسب منظمة الصحة العالمية، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف إطلاق النار.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية في بيان أنه «خلال الأيام الستة الأخيرة، أسفرت عمليات قصف عنيف وإطلاق نار» قرب العاصمة الليبية عن «266 جريحاً و56 قتيلاً، بينهم سائق سيارة إسعاف وطبيبان». مضيفة أن «آلاف الأشخاص فروا من منازلهم، فيما يجد آخرون أنفسهم عالقين في مناطق النزاع. وتستقبل المستشفيات داخل وخارج المدينة (طرابلس) يومياً ضحايا».
وأشارت المنظمة إلى أنها تزيد مخزونها من المعدات الطبية في المناطق التي تدور فيها معارك.
واستمرت المعارك محتدمة الخميس في جنوب طرابلس التي تتعرض منذ الرابع من نيسان (ابريل) لهجوم قوات المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا، الساعي للسيطرة على العاصمة الليبية مقر حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج المعترف بها دولياً.
ويأمل حفتر المدعوم من سلطة موازية مقرها شرق البلاد لكن غير معترف بها دولياً، مع «الجيش الوطني الليبي» توسيع سلطاته لتشمل الغرب الليبي بعد سيطرته على شرقها وجنوبها، وفي مواجهته تؤكد قوات مؤيدة لحكومة الوفاق تصميمها على شن هجوم معاكس شامل.
وتحاول قوات حفتر التقدم باتجاه العاصمة خصوصاً على محورين من الجنوب والجنوب الشرقي حيث سجلت معارك الأربعاء بين الجانبين.
وقال قائد مجموعة مسلحة موالية لحكومة الوفاق الوطني على طريق مطار طرابلس الخارج عن الخدمة والذي شهد الخميس معارك بين الطرفين بحسب مصادر أمنية، «نشهد حالياً معارك كر وفر».
وقال مركز تحليل الأزمات الدولية «يبدو أن الطرفين متعادلان عسكرياً» معتبراً أن «انتشاراً أكبر للمقاتلين» أو «تدخلاً عسكرياً» من شأنهما التسبب في «كارثة إنسانية».

دعوة لوقف المعارك والحوار
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إثر جلسة مغلقة لمجلس الأمن مساء الأربعاء إلى وقف المعارك والعودة للحوار.
وقال «نحن بحاجة إلى إعادة إطلاق حوار سياسي جدي»، مقراً بأن المناشدة التي وجهها إلى المشير خليفة حفتر لعدم شن هجوم على العاصمة الليبية «لم تستجب». وتابع غوتيريش «لا يزال الوقت متاحاً لوقف إطلاق النار، ووقف الأعمال القتالية، وتجنب (وضع) أسوأ قد يكون معركة عنيفة ودموية للسيطرة على طرابلس».
وأشار الأمين العام للأمم المتّحدة إلى أن ليبيا تواجه «وضعاً في منتهى الخطورة»، حاضاً على وقف المعارك لإتاحة استئناف المفاوضات السياسية. وقال «من الواضح جداً بالنسبة إلي، أننا في حاجة إلى استئناف حوار سياسي جاد ومفاوضات سياسية جادة، لكن من الواضح أنه لا يمكن أن يحدث ذلك من دون وقف تام للأعمال القتالية».
وجرت معارك الخميس كما الأربعاء في عين زارة حيث نظمت قوات حكومة الوفاق زيارة للصحافيين إلى سجن بهذه الضاحية من العاصمة احتجز فيه أفراد بينهم قصر قدموا باعتبارهم مقاتلين في جيش حفتر.
وتجري وكالة تابعة للأمم المتحدة مقابلات مع المعتقلين. فيما تم تقديم عشرة مساجين الخميس للصحافيين بينهم فتى عمره 16 عاماً قال إنه تم تجنيده في صبراتة (غرب).
وتخشى المنظمات الدولية أن يدفع المدنيون مجدداً ثمن المعارك. وقالت الأمم المتحدة إن 4500 شخص نزحوا حتى الآن بسبب المعارك.
وينشر سكان على مواقع التواصل الاجتماعي أرقام هاتف فرق الإنقاذ أو الفرق المكلفة إخلاء المدنيين المعرضين للخطر.
وتقوض هذه المعارك التسوية السياسية، فيما بدا الثلاثاء أن إرجاء المؤتمر الوطني الليبي الذي كان مقرراً بين 14 و16 نيسان (أبريل) في غدامس أمر لا مفر منه.
وكان مفترضاً أن يسمح هذا المؤتمر، الذي تحضر له الأمم المتحدة منذ أشهر، بوضع «خريطة طريق» لإخراج البلاد من الفوضى. واتهم المتحدث باسم «الجيش الوطني الليبي» أحمد المسماري حكومة الوفاق الوطني بـ «التحالف مع مجموعات مسلحة إسلامية».
وقال المسماري في مؤتمر صحافي الاربعاء في بنغازي إن «المعركة لم تعد في أيدي السراج، بل أصبحت الآن في أيدي الإرهابيين»، ذاكراً خصوصاً جماعات مسلحة قادمة من مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس).

إخلاء بعثة الاتحاد الأوروبي
في الأثناء أخلى الاتحاد الأوروبي الأربعاء أفراد بعثته للمساعدة التي تضم عشرين شخصاً من طرابلس إلى تونس حيث مقرها وذلك «مؤقتاً» بسبب المعارك. من جانبها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن الاتحاد يعبر عن «انشغاله للتطورات المقلقة جداً في ليبيا».
وجددت دعوتها لأطراف النزاع من أجل وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية.
دعا الاتحاد الأوروبي الاثنين المشير حفتر إلى وقف حملته على طرابلس والعودة إلى طاولة المفاوضات لتفادي حرب أهلية.
وقالت موغيريني حينها بعد اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي «دعوت بحزم شديد القيادات الليبية كافة وخصوصاً حفتر، إلى وقف العمليات العسكرية كافة والعودة إلى طاولة المفاوضات بإشراف الأمم المتحدة».
وتباحثت موغيريني مباشرة مع المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً فائز السراج.
وتمت إحالة مشروع بيان مشترك الأربعاء إلى دول الاتحاد الأوروبي الـ 28. وعبر العديد من هذه الدول عن تحفظات على مشروع البيان، وسيتم تعميم مسودة جديدة للبيان عليهم الخميس، بحسب مصدر أوروبي.
وفي ألمانيا تباحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هاتفياً مع السراج و«نددت بتقدم قوات المشير حفتر باتجاه طرابلس»، بحسب بيان للحكومة الألمانية. وأكد البيان «القناعة بأنه لا يوجد حل عسكري ممكن في ليبيا» معتبراً أنه «يتعين أن تستأنف العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة».

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق