أبرز الأخبارسياسة عربية

المعارك متواصلة جنوب طرابلس ومطار العاصمة مفتوح أمام الرحلات الليلية فقط

من المقرر أن يعاد مساء الثلاثاء فتح مطار طرابلس أمام الرحلات الليلية فقط بعد أن كان تعرض لغارة جوية أقفلته، في حين تواصلت المعارك جنوب العاصمة بين طرفي النزاع في ليبيا.
وكان مطار معيتيقة أغلق الإثنين على أثر غارة جوية للقوات الموالية للمشير خليفة حفتر التي تشن هجوما على طرابلس.
وقال المتحدث باسم الخطوط الجوية الليبية محمد قنيوة إن سلطة الطيران المدني قررت «استئناف الرحلات الليلية فقط حتى إشعار آ».
وأكد مصدر ملاحي لوكالة فرانس برس استئناف الرحلات الليلية دون تفاصيل.
وتابع قنيوة إن الرحلات الأولى ستعيد المسافرين العالقين في الخارج بسبب تعليق حركة النقل الجوي الإثنين.
وتُواصل قوّات حفتر هجومها باتجاه طرابلس وسط معارك عنيفة مع خصومها الموالين لحكومة الوفاق الوطني، ما أدّى إلى سقوط 35 قتيلاً ونزوح أكثر من 3400 شخص حتى الآن.
ومعيتيقة مطار عسكري سابق يستخدم للطيران المدني بدلاً من مطار طرابلس الدولي الذي ألحقت به معارك أضراراً جسيمة في 2014.
ومذاك، تقوم الشركات الجوية الليبية فقط برحلات داخل البلاد ومع بعض الدول بينها تونس وتركيا.
والشركات الليبية ممنوعة من التحليق في المجال الجوي الأوروبي «لأسباب تتعلق بالسلامة».
وبعد ليلة هادئة إلى حدٍ ما، استؤنفت المعارك صباح الثلاثاء جنوب العاصمة، في جسر بن غشير ووادي الربيع (حوالي 30 كم)، بحسب مصدر أمني في طرابلس.
ويعلن الجانبان يومياً عن تحقيق «تقدم»، لكن لا يبدو حتى الآن أن أياً منهما تمكن من ترجيح الكفة لصالحه في هذه المعارك.
وشاهد صحافي من فرانس برس في المكان الاثنين حفرة بعمق متر قرب مدرج للطائرات ومروحية عسكرية قديمة تضررت جراء الغارة.
وقد أبلغ أحمد المسماري المتحدث باسم «الجيش الوطني الليبي» الصحافيين في وقت لاحق أن الغارة استهدفت طائرة عسكرية من طراز ميغ 23 ومروحية.

«القانون الدولي»
وندد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة بالهجوم، ووصفه بأنه «انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر الهجمات على البنى التحتية المدنية».
بدوره، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة «تصاعد» العنف حول طرابلس ودعا إلى «وقف فوري» للمعارك.
كما دعا «جميع الأطراف إلى الدخول فوراً في حوار لإيجاد حل سياسي».
من جهتها، أعادت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه في بيان تذكير «جميع الأطراف» بـ «التزاماتها بموجب القانون الدولي في ضمان حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية».
وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين اتصالاً هاتفياً برئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج لتأكيد «رفضه التام» لهجوم المشير حفتر، وفق بيان صادر عن المكتب الصحافي للسراج.
وأكدت الرئاسة الفرنسية في وقت لاحق أن ماكرون اتصل هاتفياً في اليومين الأخيرين بسراج، وكذلك بالمشير حفتر وغوتيريش.
وأوضحت ان ماكرون أكد خلال هذه المحادثات «حتمية التحرك فوراً لإنهاء القتال»، بحسب الإليزيه.
وأشار بيان آخر لحكومة الوفاق الوطني إلى اتصال أجراه رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي بالسراج لإبلاغه «رفض» روما «المطلق» لهجوم المشير حفتر.
ورغم أن شبح الحرب يحوم على نطاق واسع في ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، فشلت القوى الكبرى في الاتفاق في الأمم المتحدة على بيان يدعو معسكر حفتر إلى وقف هجومه.
والبيان الذي تم تقديمه إلى مجلس الأمن مساء الأحد بدعم من واشنطن ضمن جهات أخرى رفضته روسيا التي طالبت بـ «دعوة جميع الأطراف»” الى ضبط النفس.

«بركان الغضب»
ويتلقى حفتر دعماً سياسياً من سلطة مقرها في شرق البلاد. وفي الآونة الأخيرة، بسطت قواته سيطرتها على جنوب ليبيا، وتستهدف حالياً الغرب حيث تقع طرابلس.
لكن قواته اصبحت تواجه حكومة الوفاق الوطني التي يعترف بها المجتمع الدولي وتدعمها ميليشيات قوية في غرب ليبيا.
وتوعدت الحكومة الأحد بشن هجوم مضاد تحت مسمى «بركان الغضب» من أجل «تطهير جميع المدن الليبية من المعتدين»، في إشارة إلى جماعة حفتر.
والاثنين، نددت بالهجوم على المطار واعتبرته «جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية»، وتوعدت بمحاكمة مرتكبيه.
واظهرت حصيلة لوزارة الصحة في هذه الحكومة مساء الأحد، مقتل 35 شخصًا على الأقل منذ الخميس الماضي. وكانت القوات الموالية لحفتر قد ذكرت السبت مقتل 14 من عديدها.
والاثنين كذلك، أعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن «قلقها»، داعية المتحاربين الى «ضمان سلامة جميع المدنيين» ووصول المساعدات الإنسانية.
وفي نيويورك، قدّر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عدد النازحين بسبب القتال بنحو 3400 شخص.
وأضاف أن «الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة طاولت مناطق سكنية وأصبحت أعداد غير محددة من المدنيين غير قادرة على الفرار».
ورغم العنف الذي يطرق أبواب العاصمة، يواصل سكان طرابلس حياتهم بشكل اعتيادي مع تواصل العمل في الدوائر الحكومية والمدارس والشركات. وأكدت وزارة التربية الأحد أن الدروس مستمرة «بشكل طبيعي» في طرابلس، باستثناء مناطق المعارك.
وتأتي موجة العنف هذه قبيل عقد مؤتمر وطني برعاية الأمم المتحدة في غدامس (جنوب غرب) من المفترض أن يرسم «خريطة طريق» لتحقيق الاستقرار في البلاد. ولكن يبدو انه تأجل ريثما يتوقف القتال.
وكانت الامم المتحدة قد اكدت السبت أن المؤتمر سيعقد بين 14 و16 نيسان (أبريل) ما لم تطرأ «ظروف قاهرة».

ا ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق