رئيسيسياسة عربية

الانتخابات التشريعية في إسرائيل اليوم والاحزاب الرئيسية المشاركة

الناخبون الإسرائيليون على موعد مع الانتخابات البرلمانية اليوم الثلاثاء لاختيار ممثلين جدد لهم في البرلمان الإسرائيلي، الكنيست. وتأتي هذه الانتخابات قبل شهور من موعدها، وذلك بعد أن قرر الائتلاف الحكومي حل الكنيست على خلفية الصراعات السياسية التي اشتدت بين الأحزاب التي شكلت هذا الائتلاف بقيادة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو. تساؤلات عديدة تطرح حول هذه الانتخابات، من بينها لماذا دعا نتانياهو إلى تنظيمها بشكل مبكر؟ ومن هي الأطراف الرئيسية المشاركة فيها؟ وما حظوظ نتانياهو للفوز بها؟

لماذا يتم تنظيم انتخابات الكنيست بشكل مبكر؟
رغم إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على تنظيم الانتخابات التشريعية في وقتها المحدد، أي في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، فهو لم يتمكن من الصمود لغاية هذا التاريخ، بسبب تفكك الكتل البرلمانية، إذ لا يملك أي حزب مقاعد كافية لممارسة الحكم بمفرده.
وقد تعرضت حكومة نتانياهو إلى ضغوط سياسية شديدة بسبب حكمه للبلاد بأغلبية ضئيلة في الكنيست وبفارق مقعدين فقط (61 مقعداً للائتلاف الحاكم الذي يضم أحزاباً من بينها حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو و59 مقعداً للمعارضة). وقد جاء هذا التقليص في عدد مقاعد الائتلاف الحكومي في البرلمان بعد أن غادره وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان وحزبه «إسرائيل بيتنا» في منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2018.
ويرى بعض المتتبعين للسياسة الداخلية الإسرائيلية أن التوقيت الجديد للانتخابات مرتبط أكثر بمشاكل نتانياهو القضائية (نتانياهو متهم بالتورط في قضايا فساد).
ويطمح نتانياهو إلى الفوز بهذه الانتخابات، الأمر الذي سيخفف عنه الضغط القضائي لأربع سنوات جديدة. وحتى إذا واجه اتهامات بالفساد أو أحيل إلى العدالة، فسيمثل بصفة زعيم شعبي خرج منتصراً في الانتخابات ومعززاً بشرعيته لدى الشعب الإسرائيلي.

ما الأحزاب الرئيسية المشاركة في انتخابات الكنيست؟
سيشارك في الانتخابات البرلمانية نحو 40 حزباً ضمن تحالفات وتكتلات كثيرة، من بينها أحزاب عربية إسرائيلية.
حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتانياهو (اليمين). يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته (69 عاماً) إلى الفوز بولاية خامسة للبقاء في الحكم بعدما تربع عليه منذ 13 سنة، أي منذ انتخابه في 2006.
وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن الليكود سيكون من أبرز الفائزين في هذه الانتخابات رغم تهم الفساد التي تهدد نتانياهو.
ويعول هذا الأخير في كسب تصويت الناخبين على «الإنجازات» الدبلوماسية (نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس الغربية، انفتاح إسرائيل على العديد من الدول العربية…) والمكاسب الاقتصادية التي حققها خلال السنوات الماضية، إضافة إلى العلاقة الوطيدة التي تمكن من ربطها مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين وزعماء آخرين.
«أزرق أبيض»: تحالف يضم 3 أحزاب، وهي: حزب «يوجد المستقبل»، «مناعة إسرائيل»، وحركة «تيلم».
ويركز بيني غانتس، وهو أحد أبرز شخصيات التحالف، انتقاداته على نتانياهو متهما إياه بـ «الفساد» وبإثارة «الانقسامات». شغل هذا الرجل السياسي الجديد منصب رئيس الأركان العسكرية الإسرائيلية بين 2011 و2015.
انضم إلى هذا التحالف الذي أطلق عليه اسم «أزرق أبيض» في إشارة إلى ألوان العلم الإسرائيلي، رئيس النقابة العمالية المركزية «هستدروت» غابي أشكنازي، في خطوة لترجيح الكفة الانتخابية لصالح التحالف.
حزب العمال الإسرائيلي: بزعامة آفي غاباي (52 عاماً) يتطلع إلى استرجاع مجده التاريخي بعدما سيطر على الحياة السياسية الإسرائيلية لسنوات عديدة. لكنه خسر قاعدته الانتخابية بعد محادثات أوسلو بالنرويج.
تبدو حظوظ هذا الحزب ضعيفة بسبب التحالفات التي نسجتها أحزاب يمينة عدة في ما بينها. وزيادة على ذلك، تولي آفي غاباي منصب زعامة الحزب منذ سنتين فقط (في 2017) وهي فترة قصيرة لم يتمكن خلالها من رسم استراتيجية انتخابية جديدة قادرة على منافسة الأحزاب الأخرى.
حزب «اليمين الجديد»: بعد أن غادر كل من نفتالي بينيت (42 عاماً) وزير التعليم وأيليت شاكيد (46 سنة) وزيرة العدل الحزب الديني «البيت اليهودي» الذي حصل على 8 مقاعد في البرلمان الحالي، قررت الشخصيتان تأسيس حزب جديد اسمه «هايمين هاداش» أي اليمين الجديد.
يريد هذا الحزب أن ينفتح أكثر على العلمانيين. وهو يساند كذلك سياسة بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وضمها إلى إسرائيل. ويسعى أيضاً إلى جذب أصوات جديدة من الناخبين من تيار اليمين. لكن تبدو حظوظ هذا الحزب «القومي» ضئيلة بسبب عدم تجذره في المجتمع الإسرائيلي منذ زمن بعيد.
تحالف «اليمين الموحد»: خوفاً من عدم حصول الأحزاب الصغيرة اليمينية المتطرفة على عدد كاف من الأصوات، تم بإيعاز من نتنياهو ضم حزب «القوة اليهودية» اليميني المتطرف إلى قائمة «اليمين الموحد» المؤلفة من «البيت اليهودي» و«الاتحاد القومي». والهدف من هذه التحالفات هو ضمان أفضل الفرص لتشكيل ائتلاف حكومي بقيادة بنيامين نتانياهو.
وللإشارة، فقد تم منع زعيم حزب «القوة اليهودية» ميخائيل بن آري من الترشح بسبب تحريضه على العنصرية.
حزب «إسرائيل بيتنا»: يتزعمه وزير الدفاع السابق ليبرمان، ويضم عدداً كبيراً مما يعرف باسم «الصقور» في الحياة السياسية الإسرائيلية والمهاجرين الروس إلى إسرائيل.
وتشير استطلاعات للرأي إلى أن هذا الحزب لن يتعدى العتبة التي تسمح له بدخول الكنيست، وهذا ما سيدفعه دون شك إلى التوحد مع حزب يميني آخر.

من هي الأحزاب العربية الإسرائيلية المشاركة في الانتخابات؟
يشكل عرب إسرائيل نحو خمس السكان في البلد. ولقد سبق لهم، عندما توحدوا في قائمة مشتركة، أن أحدثوا المفاجأة في الانتخابات البرلمانية في 2015 إذ حصلوا على 13 مقعداً في الكنيست، وهي القوة الثالثة داخل البرلمان.
4 أحزاب عربية ستخوض غمار الانتخابات في 9 نيسان (ابريل) ضمن قائمتين متنافستين وهما:
قائمة «الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير» برئاسة أيمن عودة المتحالف مع أحمد الطيبي، ثم قائمة «الموحدة العربية وحزب التجمع» المكونة من الحركة الإسلامية الجنوبية وحزب التجمع الديمقراطي، وهو حزب قومي عربي أسسه النائب السابق عزمي بشارة.

من هي الأحزاب المتشددة دينياً؟
من بين الأحزاب المصنفة في خانة «التشدد الديني»، هناك حزب «شاس» المتكون من يهود من أصول أوروبية وحزب «التوراة اليهودية الموحدة»، الذي يتألف من يهود من أوروبا الشرقية (أشكناز). هذان الحزبان يملكان حالياً 13 مقعداً ويمثلان 10 بالمائة من السكان اليهود المتشددين دينياً. الحزبان أعلنا دعمهما لبنيامين نتانياهو.
أما حزب «زيهوت» (يعني هوية) الذي يترأسه موشي فغلين اليميني المتطرف والذي كان عضواً سابقاً في حزب الليكود، فيطالب بتشريع «الماريخوانا» للاستخدامات الترفيهية، الأمر الذي أكسبه اهتماما لمزجه الليبرالية والقومية الدينية معاً.

ما عدد الناخبين والنظام الانتخابي المعتمد؟
6،3 مليون هو عدد الناخبين الإسرائيليين الذين سيشاركون في عملية الاقتراع. هذه العملية ستحدد اختيار رئيس الوزراء المقبل. وتعتمد إسرائيل على نظام الاقتراع النسبي، ما يزيد من حظوظ الأحزاب الصغيرة في الدخول إلى الكنيست. ويعود عدد من المقاعد لكل قائمة وفقاً لنسبة الأصوات التي تحصل عليها.
ولكي يضمن أي حزب الدخول إلى الكنيست، عليه الحصول على ما لا يقل عن 3،25 بالمائة من الأصوات. وأي نتيجة تكون دون هذه النسبة تعني إقصاء الحزب من الكنيست.
وتتنافس 41 قائمة أو حزب على نيل أصوات الناخبين. ويذكر أنه في 2009 نسبة المشاركة بلغت 72،3 بالمائة.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق