تحقيقمناسبة

محميات لبنان جنات عا مد النظر …

العاشر من آذار (مارس)، هو اليوم الوطني للمحميات الطبيعية. واحتفالاً بالمناسبة، تشهد محمية شننعير الطبيعية غداً السبت، لقاء لتبادل الخبرات والتجارب حول المحميات في لبنان تنظمه وزارة البيئة بالتعاون مع لجنة محمية شننعير. يشارك في اللقاء جميع لجان وفرق عمل المحميات الطبيعية في لبنان وعلى روزنامته محاضرات عن هذه المحميات وتنوعها البيولوجي المميز ونشاطات التوعية البيئية والسياحة البيئية فيها. وإحتفالاً بهذا اليوم، تنظم المحميات الطبيعية في الأسبوع الأول من شهر آذار (مارس) الجاري نشاطات مختلفة: المشي في الطبيعة، مراقبة الطيور والحيوانات، نشاطات توعية بيئية في المدارس والقرى المحيطة بالمحميات، والى ذلك ستشرع أبواب المحميات جميعها لاستقبال زوارها من جميع الفئات العمرية لتأمين افضل الخدمات والضيافة اللبنانية الأصيلة والإقامة في بيوت الضيافة الموجودة في قرى المحميات. ويبقى السؤال: أين تقع المحميات في لبنان؟ وما الذي يميزها عن غيرها لكي تستحق اسمها؟

  في لبنان 14 محمية طبيعية تشكل حوالي 3% من مساحة وطن الأرز، ثلاث منها تعتبر «محميات نموذجية»، وواحدة تعتبر «محمية حيويّة» في منطقة الشرق الأوسط، وهي تحتوي على معظم غابات الأرز المتبقية في لبنان.
وتبلغ
مساحة غابات الأرز في لبنان داخل وخارج المحميات حوالي 2000 هكتار موزعة على حوالي 12 تجمعاً وغابة أهمها: القموعة (موقع طبيعي محمي)، إهدن (محمية طبيعية)، بشري (غابة محمية)، تنورين (محمية طبيعية)، حدث الجبة، جاج (محمية مقترحة)، عين زحلتا وبمهريه والباروك ومعاصر الشوف (محمية طبيعية) على أمل أن تنضم المحميات الأخرى إلى شبكة المحميات في لبنان.
تنشأ المحميات اللبنانية وتدار باشراف وزارة البيئة، وهي تذخر بتنوع بيولوجي غني جداً يتمثل في حوالي 370 نوعاً من الطيور المقيمة والمهاجرة وما يزيد عن 2000 نوع من النباتات والأزهار البرية، والكثير من هذه النباتات هي متفردة للبنان والبعض منها طبي وعطري ويؤكل، هذا بالإضافة إلى حوالي ثلاثين نوعاً من الثدييات نذكر منها الذئب والضبع والهر البري والنيص (Porcépic) والسنجاب.
اما محميات لبنان الاربع عشرة فهي:
– محمية حرج إهدن الطبيعية.
– محمية جزر النخيل الطبيعية.
– محمي
ة غابة أرز تنورين الطبيعية.
– محمية مشاع شننعير الطبيعية.
– محمية بنتاعل الطبيعية.
– محمية اليمونة الطبيعية.
محمية أرز الشوف الطبيعية.
– محمية شاطىء صور الطبيعية.

 – محمية وادي الحجير الطبيعية.
محمية كرم شباط الطبيعية.
– محميات رامية وكفرا وبيت ليف ودبل.

والى المحميات الطبيعية، في لبنان 28 غابة محمية و17 موقعاً طبيعياً.

التصنيفات العالمية
وهنا بع
ض التصنيفات العالمية عن المحميات اللبنانية:
هناك ثلاث محميات محيط حيوي (Biosphere Reserve) صنفتها اليونسكو من خلال برنامج الإنسان والمحيط الحيوي وهي:
– محمية الشوف المحيط الحيوي (2005) والتي تضم محمية أرز الشوف الطبيعية
ومستنقع عميق و22 قرية محيطة.
– محمية جبل موسى (2008).
– جبل الريحان (2007).

الى ذلك، هناك أربعة مواقع خاضعة لاتفاقية «رامسار» للأراضي الرطبة ذات الاهمية الدولية بوصفها موائل للطيور المائية وهي: رأس الشقعة، ومستنقع عميق ومحميتا شاطىء صور وجزر النخل.
ويشار الى ان ثمة منطقتين مصنفتين محميات خاصة ذات أهمية متوسطية هما: محمية ج
زر النخل الطبيعية ومحمية شاطىء صور الطبيعية.
بالإضافة إلى 15 موقعاً مهماً للطيور و5 مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي أحدها مصنف كمنظر ثقافي عالمي وهو «وادي قاديشا».

 تنمية وسياحة بيئية
تلعب المناطق المحمية، ولا سيما المحميات الطبيعية، دوراً مهماً في حماية واستدامة الموارد الطبيعية وخصوصاً التنوع البيولوجي، كما تعتبر عنصراً مهماً في التنمية المحلية والريفية إذ انها تساهم بجذب عدد كبير من الزوار الذين يساهمون بدورهم عبر نشاطات السياحة البيئية برفع مدخول المجتمعات المحلية التي تعيش بمحيط المحميات الطبيعية الحيوي.
وترتبط السياحة البيئية ارتباطاً مباشراً بالمحميات، وهي من الوسائل المهمة التي تساعد فرق عمل المحميات على زيادة وارداتها وتقوية علاقاتها مع مجتمعاتها المحلية عبر تحسين ظروفهم الإقتصادية والإجتماعية. ومن هنا، منذ عام 2002، تم تبني تحديد مفهوم السياحة البيئية، في القمة الدولية التي عقدت في كيبك الكندية بدعوة من الامم المتحدة، وباتت السياحة الخضراء محددة بـ «الزيارة المسؤولة لأماكن طبيعية محمية، تهدف الى حماية وتحسين البيئة فيها وتساهم في منفعة المجتمعات المحلية».
وتعتبر السياحة البيئية من أهم النشاطات في المحميات الطبيعية التي تضاف إلى النشاطات الأساسية، وهي حماية ومراقبة التنوع البيولوجي. فمقومات السياحة البيئية الأساسية من الإدارة
والبنية التحتية أصبحت موجودة في المحميات الطبيعية والقرى المحيطة بها. وتقوم اللجان المحلية للمحميات وفرق عملها بإدارة نشاطات السياحة البيئية بالتنسيق والتعاون مع مجموعة من الشركاء على المستوى الوطني وأهمهم منظمو الرحلات (Eco-tour Operators) وشركات السياحة البيئية وغيرها… وعلى المستوى المحلي أصحاب بيوت الضيافة الذين يقدمون الإقامة والطعام للسياح والمرشدين المحليين الذين يرافقون الزوار ويزودونهم بالمعلومات القيمة والوفيرة ويؤمنون لهم السلامة.

 نشاطات خضراء
أهم
نشاطات السياحة البيئية في المحميات هي المشي في الطبيعة، مراقبة الطيور والحيوانات، السباحة، التعرف الى النباتات، ركوب الدراجات الهوائية، تسلق الجبال، التعرف الى التقاليد المحلية، مراقبة النجوم، بالإضافة إلى نشاطات التربية والتوعية البيئية والألعاب البيئية الهادفة لطلاب المدارس وغيرها.
أما بالنسبة إلى البنى التحتية الخاصة بالسياحة البيئية المتوافرة في المحميات الطبيعية: طرقات رجل
(ممرات) للمشي، علامات وإشارات توجيهية للزوار، تجهيزات ومعدات (مناظير مثلاً لمراقبة الطيور، دراجات، تجهيزات خاصة بإكتشاف المغاور وغيرها)، مواد تسويقية ( منشورات، صفحة الكترونية وغيرها) وأماكن للمنامة والطعام المميزة في القرى المحيطة بالمحميات (بيوت ضيافة، مواقع تخييم، بيوت شباب وغيرها).

محميات لبنان
ولمزيد من الاضاءة على المحميات، هنا لمحة عن كل منها:
محمية حرج إهدن: تقع هذه المحمية في المنحدرات الشمالية – الغربية لسلسلة جبال لبنان الغربية يحضنها الندى مع ترسبات عالية نسبياً، ويزهر فيها العديد من النباتات النادرة والمستوطنة. تتميز بأشجار الأرز والعرعر بالإضافة الى شجر التفاح البري والعديد من الطيور كالنسور والعقبان والحيوانات مثل الذئب والقط البري والنباتات كالسحلبيات البرية.
محمية جزر النخل الطبيعية (طرابلس-الميناء): تحتوي على ثلاث جزر متوسطية غير مأهولة بالسكان تقع على بعد 5.5 كلم شمالي غربي طرابلس- الميناء، وتشكل أحد مواطن التفريخ القليلة المتبقية للسلحفاة الضخمة الرأس والسلحفاة الخضراء المهددتين عالمياً ومكان إستراحة لعدد كبير من الطيور المهاجرة، بالإضافة الى أنها غنية بالحياة الساحلية والنباتات الطبية. كما تتميز مياهها الساحلية بوفرة السمك والإسفنج البحري والكائنات البحرية. تسمح السباحة في أجزاء من المحمية خلال فصل الصيف.
محمية غابة أرز تنورين: تعتبر محمية غابة أرز تنورين واحدة من أكبر غابات الأرز في لبنان وأكثرها كثافة ويشكل الأرز حوالي 90 بالمئة من الغابة. تتميز شجرات الأرز بنموها على منحدرات عمودية فتثير الاعجاب كما يمكن للزائر إكتشاف أخاديد صخرية أو كهوف طبيعية وازهار نادرة مثل خزامى الجبل وغيرها.
محمية بنتاعل: هي من أوائل المحميات التي أنشئت في لبنان، تقع على سفوح التلال شمال شرق جبيل، وهي تتميز بأشجار الصنوبر وتقع هذه المحمية على طريق هجرة الطيور كالنسور والصقور وغيرهما من الجوارح وتشكل بالتالي موقع إهتمام لعشاق الطيور.


  محمية اليمونة
تقع على السفح الشرقي لملتقى جبلي المكمل والمنيطرة، غزيرة المياه (84 نبعاً) وفيها أربعة أنهر دائمة الجريان ونهران موسميان. وفيها آثار فينيقية، رومانية، عربية (من معبد روماني بيزنطي، منها نقل تمثال أفروديت إلى قلعة بعلبك) وفيها أيضاً بقايا قلعة كبيرة كانت مصيفاً للإمبراطور أدريانو الذي أمر جيشه بأن ينقش على صخورها: «أنا الامبراطور أدريانو أجعل منطقة اليمونة محمية وأمنع قطع شجر اللزاب منها». تتميز منطقة اليمونة بغطاء نباتي وأشجار كثيفة نسبياً (30% من مساحتها).

 محمية أرز الشوف
تعد م
حمية أرز الشوف اكبر المحميات الطبيعية في لبنان وتمتد من ضهر البيدر شمالاً الى جبل نيحا جنوباً. تغطي هذه المحمية غابات سنديان لجهة منحدراتها الشمالية – الشرقية والجنوبية – الشرقية وأكثر ما تشتهر به هذه المحمية هي غابات الأرز الثلاث الرائعة: غابة أرز معاصر الشوف وغابة أرز الباروك وغابة أرز عين زحلتا – بمهريه والتي تقدر مساحتها بربع ما تبقى من غابات الأرز في لبنان.
يقدر عمر بعض اشجارها بحوالي ألفي عام وتشكل هذه المحمية، نظراً لحجمها موقعاً ملائماً للحفاظ على الثدييات المتوسطة الحجم كالذئب وقط الأدغال اللبناني، إضافة الى أصناف متنوعة من الطيور والنباتات البرية. وتشكل محمية أرز الشوف الطبيعية مكاناً شعبياً يقصده الناس للتسلق الصعب ولرياضة المشي ومشاهدة الطيور وركوب الدراجات والسير على الثلج. ويستطيع الزائر من على قمة الجبل التمتع بمنظر بانورامي للريف وبحيرة القرعون، يمتد شرقاً حتى وادي البقاع وغرباً بإتجاه البحر المتوسط.

محمية شاطىء صور
تقع في جنوب لبنان وتحتوي على أفضل الشواطىء الرملية، تم إعلانها منطقة رطبة وفق إتفاقية «رامسار»، وهي محط مهم للطيور المهاجرة التي بعضها مهدد ونادر. تشكل الآبار الإرتوازية مصدراً مهماً للمياه العذبة. تتميز بوجود العديد من أنواع النباتات وعصافير المستنقعات التي تنتشر بكثرة في هذه البيئة، كما تشكل موقعاً لإستيلاد السلحفاة الضخمة الرأس والسلاحف الخضراء المهددة بالإنقراض عالمياً.

المحميات المنشأة حديثاً
محمية مشاع شننعير الطبيعية (قضاء كسروان) أنشئت عام 2010 وهي تضم مشاعات بلدة شننعير التي تحوط بها بلدات غزير، دلبتا، معراب، غوسطا وجونية وتغطيها غابات السنديان والصنوبر (تم تشكيل لجنة ويتم العمل على تعيين فريق عمل).
محمية وادي الحجير الطبيعية (قضاءي النبطية وبنت جبيل) أنشئت عام 2010 وتمتد من نهر الليطاني في قعقعية الجسر أسفل مدينة النبطية حتى بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل، تغطيها غابات السنديان والملول (تم تشكيل لجنة ويتم العمل على تعيين فريق عمل).
محميات رامية وكفرا وبيت ليف ودبل (قضاء بنت جبيل): أنشئت في العام 2011 في القرى المذكورة أسماؤها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق