أبرز الأخبارسياسة عربية

القمة العربية: الجولان أرض سورية محتلة

محاولة استصدار رأي من مجلس الامن لابطال قرار ترامب

اختتمت القمة العربية الثلاثون أعمالها في تونس الثلاثاء ببيان أكد على أن الجولان أرض سورية محتلة. وعلى الرغم من الدعوات لتجاوز الخلافات والعمل المشترك، غادر الأمير القطري تميم بن حمد تونس دون إلقاء كلمة. وتجمع نحو مئة شخص للاحتجاج ضد القمة أمام مقر انعقادها.
انعقدت الأحد القمة العربية الثلاثون في تونس وتخللتها دعوات لتجاوز الخلافات والأزمات التي تشهدها المنطقة، وكتبت وكالة الأنباء القطرية أن الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني «غادر مدينة تونس بعد أن شارك في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها الثلاثين».
وأضافت الوكالة أن أمير قطر بعث «ببرقية إلى الرئيس التونسي أعرب فيها عن خالص شكره وتقديره على ما قوبل به من حفاوة وتكريم خلال وجوده في تونس»، معرباً عن تطلعه إلى أن «تسهم نتائج (القمة) في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك من أجل مصلحة الشعوب العربية».
ولم يصدر أي موقف رسمي يشرح سبب مغادرة أمير قطر القمة.
وانتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته الافتتاحية  تدخل كل من إيران وتركيا في شؤون العرب الداخلية، قائلاً «إن التدخلات من جيراننا في الإقليم وبالأخص من إيران وتركيا فاقمت من تعقد الأزمات وأدت إلى استطالتها واستعصائها على الحل ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية، لذلك فإننا نرفض هذه التدخلات كافة وما تحمله من أطماع ومخططات».
وتابع أبو الغيط «التعدي على التكامل الإقليمي… هو أمر مرفوض عربياً»، مؤكداً أنه «لا مجال إلى أن يكون لقوى إقليمية جيوب في بعض دولنا تسميها على سبيل المثال مناطق آمنة» في أشارة إلى الكلام عن منطقة آمنة في شمال سوريا ستكون لتركيا الكلمة الأساس فيها.
ووجهت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي دعوة إلى أمير قطر للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض إلا أنه لم يحضر. وكان قد شارك في قمة مجلس التعاون الخليجي عام 2017 التي عقدت في الكويت.
من جانبه، قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في كلمته «من غير المقبول أن يظل الوضع على ما هو عليه وتستمر المنطقة العربية في صدارة مؤشرات بؤر التوتر واللاجئين والمآسي الإنسانية والإرهاب».
وتابع الرئيس التونسي «كما أنه من غير المقبول أن تدار قضايانا العربية المرتبطة مباشرة بأمننا القومي خارج أطر العمل العربي المشترك».
ودعا الباجي إلى «استعادة زمام المبادرة في معالجة أوضاعنا بأيدينا» وذلك «بتجاوز الخلافات وتنقية الأجواء العربية وتنمية أواصر التضامن الفعلي بيننا».
وتسلم الباجي قايد السبسي رئاسة القمة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
كما استأثر ملف الجولان بمكانة في خطابات غالبية المتكلمين رافضين قرار ترامب الأخير ومصرين على اعتبار الهضبة أرضاً سورية محتلة.
وجاء في إعلان تونس الذي صدر في ختام أعمال القمة «أن الجولان أرض سورية محتلة، وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي».
كما شدد القادة العرب على رفضهم «لمحاولات فرض سياسة الأمر الواقع وتكريس سيادة إسرائيل على الجولان» لما يمثله ذلك من «انتهاك خطير للقرارات الدولية وتهديد للأمن والاستقرار».
وأفرد القادة قضية الجولان ببيان منفصل كلفوا فيه وزراء الخارجية العرب «بالتقدم بمشروع قرار إلى مجلس الأمن لاستصدار رأي من محكمة العدل الدولية بعدم شرعية وبطلان القرار الأميركي».
واحتلت إسرائيل الجولان عام 1967 وضمته عام 1981. ووقع ترامب الاثنين على الاعتراف بسيادة إسرائيل على الهضبة، مثيراً موجة من الاحتجاجات في العالم ضد القرار الذي يأتي في أعقاب قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ورأت دمشق في القرار «اعتداء صارخاً على سيادة ووحدة أراضي» سوريا.

احتجاجات
ودعا بضع عشرات من المدافعين عن حقوق الإنسان والنقابيين من تونس والمغرب ومصر خلال ندوة الأحد، قادة دولهم لمكافحة الفساد والبطالة.
وقال نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري لوكالة الأنباء الفرنسية «الوضعية في العالم العربي تدعو للقلق سواء على المستوى السياسي أو على مستوى حقوق الإنسان وعلى الحريات بشكل عام… الهدف هو تحريك المياه الراكدة في الدول العربية ودعوة النخب العربية ان تتخلص من الخوف».
وأصدرت كل من نقابة الصحافيين التونسيين والاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب رسالة أطلق عليها اسم «إعلان حرية الإعلام في العالم العربي» مطالبين القادة العرب بتبنيها ودعمها.
وجاء في الوثيقة «نداء عاجل» لكل الدول العربية التي تعتقل صحافيين أو تسجنهم بسبب عملهم المهني وبسبب التعبير عن آرائهم لإطلاق سراحهم.
كما جاء في النص أيضاً أن «المنظومة التشريعية والتنظيمية لقطاع الإعلام في مجملها لا تزال مقيدة لحرية الصحافة وحقوق الصحافيين المهنية».
ونظم نحو مئة شخص من الموالين للأحزاب اليسارية في تونس مظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة وتمركزت تسعة صفوف من قوات الأمن في الطريق المؤدية إلى قصر المؤتمرات مقر انعقاد القمة، لمنع المتظاهرين من الوصول إلى المكان.
كما رفع بعض المتظاهرين صوراً للرئيس السوري بشار الأسد مطالبين بعودة سوريا لجامعة الدول العربية.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق