سياسة لبنانيةلبنانيات

المنطقة من تهديد الى تهديد ولبنان من تعطيل الى تعطيل والانتخابات البلدية الى التأجيل

هل كتب لهذة المنطقة الا ترتاح ابداً؟ فبعدما عاشت على مدى ايام اجواء القلق والترقب بانتظار الرد الايراني على قصف اسرائيل مبنى القنصلية الايرانية في دمشق، والذي جاء كثيفاً لناحية المسيرات والصواريخ التي جابت اجواء عدد من الدول قبل وصولها الى اسرائيل، عادت حكومة نتانياهو امس الى التهديد برد مماثل، رغم تحذير الولايات المتحدة وتأكيدها بانها لن تشارك في اي هجوم تشنه الدولة العبرية على ايران، فعادت اجواء القلق تخيم على المنطقة.

في هذا الوقت كانت الحدود الجنوبية اللبنانية تشهد سخونة لافتة، تميزت بكثافة الغارات الجوية التي شنها العدو على عدد من بلدات الجنوب، موقعاً اصابات ومدمراً منازل. وقد رد حزب الله على هذه الاعتداءات باطلاق عدد من الصواريخ على مصادر النار الاسرائيلية محققاً فيها اصابات مباشرة. كما انه زرع الغاماً عند الحدود لمنع الجيش المعادي من دخول الاراضي اللبنانية، فكان ان انفجرت الالغام بعناصر غولاني الاسرائيلي سقط منهم اربعة جرحى اعترف العدو باصابتهم. وفي هذه الاجواء تستمر الاتصالات محاولة ردع اسرائيل عن تنفيذ تهديداتها ضد ايران، منعاً لتفلت الامور الى حرب اقليمية قد تخرج عن السيطرة.

على الصعيد السياسي المحلي تستأنف هذا الاسبوع التحركات الهادفة الى تأمين انتخاب رئيس للجمهورية. وينتظر ان يجتمع سفراء اللجنة الخماسية في مقر السفير المصري علاء موسى بعد عودته الى بيروت، ثم يباشرون زياراتهم الى الكتل النيابية، التي بدأوها قبل عطلة الاعياد. ومن المتوقع ان تشمل الزيارات رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وستغيب عن الزيارة السفيرة الاميركية، وكتلة الوفاء للمقاومة بغياب السفيرة الاميركية والسفير السعودي، فهل يحمل السفراء افكاراً جديدة تساهم في انهاء الفراغ الرئاسي المستمر منذ عام ونصف العام؟ المراقبون يؤكدون ان كل الحلول المتعلقة بهذا الاستحقاق مؤجلة الى ما بعد انتهاء الحرب في غزة. واستكمالاً للتحركات بهذا الشأن زارت كتلة الاعتدال كتلة الوفاء للمقاومة وعرضت عليها المبادرة التي اطلقها قبل مدة، فكان الرد انها تؤيد المبادرة شرط ان يترأس الحوار الرئيس نبيه بري وبدون شروط مسبقة. وطلبت الكتلة الاستمرار في هذه المبادرة حتى الوصول الى الهدف المنشود.

هذا وعقد اجتماع تشاوري في السرايا حضره الرئيس نجيب ميقاتي، وهو الذي دعا اليه، وستة عشر وزيراً جرى خلاله البحث في القضايا الراهنة، من الحرب الدائرة على الحدود الجنوبية، الى قضية النزوح السوري واعداد الملف المتعلق بهذا الخصوص الذي سيقدمه لبنان الى مؤتمر بروكسل في نهاية ايار المقبل. وقد تقرر عقد جلسة لمجلس الوزراء في السادس والعشرين من الشهر الجاري.

ويبدو انه كتب على لبنان الا ينفذ الاستحقاقات الدستورية المتعددة من رئاسة الجمهورية الى قضايا اخرى، لعل ابرزها حالياً الانتخابات البلدية، فقد دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري هيئة المجلس للاجتماع يوم غد الاربعاء استعداداً لعقد جلسة نيابية لتأجيل الانتخابات البلدية للمرة الثالثة على التوالي، رغم ما لهذه البلديات من دور مهم جداً في ظل الشلل المخيم على ادارات الدولة. ويبدو ان النصاب للجلسة النيابية بات مؤمناً بعد التقارب الحاصل بين الرئيس بري والتيار الوطني الحر، مما دفع احد النواب الى التساؤل هل ان فوز مرشح التيار في نقابة المهندسين سيكون ثمنه حضور الجلسة التشريعية؟ هذا وقد استقبل بري السفيرة الاميركية ليزا جونسون وجرى البحث في الاوضاع العامة.

قائد القوات اللبنانية سمير جعجع قال ان محور الممانعة وحلفاءه، وخصوصاً التيار الوطني الحر، لا يريدون انتخابات بلدية في لبنان حتى اشعار اخر. مؤكداً ان البلديات هي السلطات شبه الوحيدة التي ما زالت قائمة لتلبية حاجات المواطن. ودعا جعجع الكتل والنواب جميعاً وخصوصاً التيار الوطني الحر لعدم المساهمة في التمديد الجديد، علماً ان جزءاً كبيراً من البلديات اصبح محلولاً والجزء الاخر منها مشلولاً ورأى ان تعطيل الانتخابات البلدية مرة جديدة طعنة اضافية في الجسم اللبناني الذي يعاني الكثير اصلاً، وجريمة موصوفة بحق المواطن كما بحق الدولة ومؤسساتها. وهكذا يسير لبنان من تعطيل الى اخر ومن شلل في بعض المراكز الحساسة الى شلل كامل في مختلف الادارات. فما هو الهدف من هذه السياسة المدمرة والى متى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق