أبرز الأخبارسياسة عربية

79 قتيلاً و28 مفقوداً إثر غرق عبارة في الموصل

لقي 79 شخصاً على الأقل مصرعهم الخميس فضلاً عن فقدان 28 اخرين إثر غرق عبارة تقل عائلات وسط نهر دجلة في مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق شمال البلاد.
وكانت الموصل معقلاً رئيسياً لتنظيم الدولة الإسلامية على مدى ثلاث سنوات عاشت خلالها تحت وطأة الجهاديين ولا تزال تتعافى من أثار دمار المعارك.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن، إن «عدد الضحايا الذي لقوا مصرعهم بلغ 79 بينهم نساء واطفال، وعدد الاشخاص الذين تم انقاذهم بلغ 55 بينهم 19 طفلاً».
واشار معن الى ان «اسباب الحادث واضحة بحسب التحقيقات الاولية، وتشير الى ان حمولة العبارة اكبر من طاقتها الاستيعابية».
وشاركت فرق الدفاع المدني والقوات الامنية فضلاً عن متطوعين في انتشال جثث الضحايا الذين كانوا في طريقهم الى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل للمشاركة في احتفالات عيد النوروز .
وشكلت حصيلة وفيات النساء ثم الاطفال الاعلى بين الضحايا، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة.
الى ذلك، فقد حوالي 28 شخصاً آخرين ولا يزال البحث جارياً عنهم إثر عمليات إستنفار لجميع السلطات الطبية والامنية.

صور الضحايا
وعند الطبابة العدلية وسط المدينة تجمع عشرات الاشخاص من نساء ورجال للبحث عن ذويهم، فيما قامت دائرة الصحة بتعليق صور الضحايا على جدران المبنى لاتاحة الفرصة لذوي الضحايا للتعرف عليهم.
وخيم الحزن على الجميع بانتظار معرفة مصير المفقودين من ذويهم.
وقال أحمد، عامل بأجر يومي، وهو يجلس على الارض مع اخرين، بحزن لفرانس برس «خمسة من عائلتي ما زالوا مفقودين ، كانوا في العبارة في طريقهم الى المدينة السياحية».
وحمل هذا الشاب «المسؤولين عن الجزيرة السياحية مسؤولية غرق العبارة».
واكد مصدر أمني في الموصل لفرانس برس إن «العبارة كانت تنقل حمولة أكثر من طاقتها»، حيث تبلغ طاقتها نحو مئة شخص فيما كانت تقل نحو 200.
وكان الضحايا في طريقهم لعبور نهر دجلة للتوجه الى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل، احد المتنزهات للمشاركة في احتفالات عيد نوروز، أو رأس السنة الكردية وهو يوم إجازة رسمية في العراق.
وافاد مراسل فرانس برس ان مئات من اهالي الضحايا كانوا في المكان وعملت سيارات الاسعاف والشرطة على نقل الضحايا الى مستشفيات المدينة .
كما انتشر عناصر الامن على امتداد مجرى النهر، الذي تواجد على ضفتيه نساء واطفال، البعض منهم تم نقله للتو.
وشملت عمليات البحث كيلومترات عدة في مجرى النهر في محاولة لانقاذ آخرين جرفتهم المياه، وقامت قوات الامن بقطع الطرق المؤدي الى مجرى النهر بهدف السيطرة على الاوضاع هناك، وفقاً للمراسل.
وقال احد الناجين مكتفياً بذكر اسمه الاول محمد لفرانس برس ان «الحادث كارثة لم نكن نتوقع حدوثها».
وتابع هذا الشاب الذي كانت ملابسه مبتلة تماماً ان «العبارة كانت تحمل عدداً يتجاوز طاقتها، أغلبهم نساء واطفال».
ويأتي الحادث بعد يوم واحد من تنبيه وزارة الموارد المائية للمواطنين الى ضرورة الانتباه إثر فتح بوابات سد الموصل (شمال المدينة) بسبب زيادة الخزين.
ونشر ناشطون صوراً ومشاهد للمأساة على مواقع التواصل الأجتماعي تظهر الضحايا يدفعهم تيار نهر دجلة بسرعة فائقة، وصورا اخرى لأطفال انتشلت جثثهم من النهر.
وأظهرت الصور عدداً من المتطوعين وهم يحاولون انقاذ بعض الضحايا وبينهم عدد كبير من الاطفال والنساء. ويعتبر هذا الحادث الأكثر مأساوية في العراق منذ سنوات طويلة.
من جانبه، أمر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بفتح تحقيقٍ فوري وتسليمه النتائج خلال 24 ساعة لإظهار الحقيقة وكشف هوية المسببين فيما طالب سياسيون بينهم رئيس الوزراء العراقي الاسبق حيدر العبادي بـ «اعلان الحداد» في البلاد.
وأوعز وزير الصحة والبيئة الدكتور علاء الدين العلوان باستنفار وزارة الصحة في اقليم كردستان ودوائر الصحة في محافظتي كركوك وصلاح الدين فضلاً عن كوادر دائرة صحة نينوى المتواجدة حالياً في مكان الحادث.
ويحتفل بعيد نوروز، ويعني «يوماً جديداً»، في 21 من آذار (مارس) من العام الميلادي. ويعتبر أكبر الأعياد في إيران ولدى الأكراد خصوصاً في شمال العراق وأفغانستان وتركيا.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق