بين شكوك البعض وثقة البعض الآخر بدأ الحوار بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ويقول النائب ابرهيم كنعان عضو التيار والمشارك في الحوار انه واثق من ايجابية هذا الحوار وشرح الوضع لـ «الاسبوع العربي» الالكتروني.
هل هناك جدول اعمال محدد للحوار بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية؟
حوارنا مع القوات اللبنانية يتركز على ملفين: الاول يتناول السلطة ودورها، قانون الانتخاب، الانتخابات الرئاسية، الاصلاح، الانماء المتوازن في المناطق، ادارة ازمة النازحين السوريين. الملف الثاني يتناول السيادة والازمة التي تجتازها المنطقة كلها. ما نقوم به نحن يتجاوز اجندة مبسطة او جدول اعمال. اننا نبحث عن قاسم مشتر
ك ونريد ان نتوصل الى تحديد نقاط التلاقي وحل الخلافات ونحن نعمل وفق خطة. وضعت ملاحظات من هذا الجانب وذاك وحتى الساعة اجتزنا ثلاث مراحل، وضع جدول اعمال، تبادل الملاحظات واعداد مسودة اتفاق.
الكثيرون لا يؤمنون بهذا الحوار؟
المواضيع هي ذات جدول عام وتقدم الحوار ايجابي. وسنكمل الى النهاية لان في ذلك مصلحة للمسيحيين وللبنانيين عموماً. لا يمكن اجراء حوار بعقلية قديمة لا توصلنا ال شيء. العماد ميشال عون يقول يجب الا نعيش في الماضي ولكن يجب الا ننساه حتى لا نرتكب الاخطاء عينها. نحن نعيش في ظل نظام طائفي، وكما اننا نمثل كل اللبنانيين، نمثل خصوصاً شريحة كبيرة من المسيحيين وعلينا ان نتفق على مبادىء. بعض الاشياء يجب ان تتجاوز الصراع السياسي لاصلاح الميثاق الوطني. لا يمكن تجاهل حقوق ودور المسيحيين. نحن لسنا حزباً طائفياً ولكن الحفاظ على العيش المشترك ينبع من التوازن بين مختلف الطوائف. هذا التوازن لا يتحقق الا بحد ادنى من التفاهم بين الاحزاب المسيحية. يجب مراجعة خياراتها منذ الاستقلال حتى اليوم. يجب خرق المحرمات ويجب ان نفهم ان لبنان ليس اولوية عند الغرب. فلم يعد مقبولاً ان نسير بطريقة كلاسيكية في خياراتنا ونبقى غير فاعلين. منذ ثلاثين عاماً، لم يجر حوار كهذا ويجب وضع النقاط على الحروف والاتفاق.
هل تعتقد ان الدكتور سمير جعجع سيلتزم في حال تم الاتفاق؟
انا لا احلل النوايا وكلي امل، لا يستطيع احدهما ان ينكر الآخر. القوات اللبنانية موجودة وعلينا ان نخرج من هذه العقد.
يتهم البعض التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بانهما يختصران وحدهما المجتمع المسيحي…
عندما يتحاور تيار المستقبل مع حزب الله هل انهما يختصران المجتمع الاسلامي؟ وهل كل حوار يجب ان يشمل الجميع. الى حيثما نصل فالتفاهم لا يتم على حساب الاخرين الذين لهم كلمتهم ليقولوها. نحن اكبر قوتين مسيحيتين ولكننا لسنا وحدنا. ففي كل مرة يتحاور اثنان لا يلغيان الاخرين. هذه محاولة يمكن ان تنجح ويمكن ان تفشل. القضية هي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وما جرى بينهما لم يجر بين الاخرين. وهذا يدل على نقص في الثقافة السياسية. نحن لا نسعى الى حلف سياسي او انتخابي.
هل هناك اتفاق حول مواصفات الرئيس او على اسمه؟
ان الملف الرئاسي يبحث من زاوية مواصفات الرئيس. ولا نزال بعيدين عن مرحلة الاسماء.
يحكى مثلاً عن تقسيم عهد الرئاسة بين عون وجعجع، ويحكى ايضاً عن موافقة القوات اللبنانية على عون كرئيس شرط ان يتم ابعاد العميد شامل روكز عن قيادة الجيش…
قرأت سيناريوهات لا يمكن تصورها. انها افتراضات سطحية، غير معقولة، وسخيفة. ان المواضيع الخاضعة للنقاش هي ذات اهمية عالية. هناك حقوق يجب ان تُحفظ، يجب تحديد العلاقات بين الاكثرية والاقلية، وتقديم اقتراحات حتى تشترك الاقلية في السلطة بنسبة معينة. وهناك نقاط لم تسو بعد.
اللقاء بين عون وجعجع هل بات قريباً؟
هذا ليس من اولوياتنا. لقاءات كثيرة تمت في الماضي لم تؤد الى شيء. انها محاولة جدية في وقت نشهد متغيرات بارزة في المنطقة حيث ان المسيحيين هم في خطر.
المرحلة التي وصلت اليها المفاوضات هل تؤشر الى موعد اللقاء؟
يمكنني القول ان اللقاء سيتم قريباً استناداً الى سير المفاوضات. انا قابلت الدكتور جعجع مرة اولى.
البعض يقولون ان هذا الحوار بدأ لكي لا ينتهي…
من حقهم القول، لانهم متأثرون بالتجارب السابقة ولكن ما يجري اليوم لا علاقة له بالماضي هذا جديد بالنسبة الينا كلنا.
لمست عند الدكتور جعجع القلق عينه؟ هل يتقاسمان الهموم عينها بالنسبة الى وضع المسيحيين؟
ليسا بعيدين عن بعضهما. نحن نلتقي حول هذا الموضوع وهناك تقارب حول ما يجري في المنطقة والتوازنات القائمة.
هذا الحوار بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية هل سيتأثر بحوار المستقبل وحزب الله؟
فكرة حوارنا هذا قائمة قبل حوار المستقبل وحزب الله. بموافقة العماد عون التقيت ملحم رياشي وعقدنا حوارنا بعيداً عن الاعلام. فلا ارى كيف يمكن لحوار المستقبل والحزب ان يؤثر علينا. على العكس يمكن ان يخدمنا ويسهل علينا الكثير من العقد التي تعترض طريقنا توصلا الى اتفاق. انا لا اعتقد بحوار سني – شيعي يجري على حساب المسيحيين.
ولكن المسيحيين منقسمون ويمكن ان يتم ذلك؟
من الصعب تجاوز الشريك المسيحي. ولا يستطيع احد ان يمس بحقوق المسيحيين. هذا الموضوع ليس على جدول اعمال المستقبل وحزب الله. انهما يناقشان ملفات اخرى، مثل صراعات المنطقة ووضع المسيحيين والدور الايجابي الذي يمكن ان يلعبوه في لبنان. علينا الا نتقوقع على انفسنا. نحن احد اعمدة الدولة ومؤسساتها. والمسيحيون يجب ان يتمتعوا باكبر قدر من الحرية في العمل، لانهم ليسوا طرفاً في النزاع وهم الاقل انغماساً فيه.
هل هناك ضغوط لاجراء الحوار؟
هذا الحوار هو ثمرة مبادرة شخصية من الدكتور جعجع. جاء الي ملحم رياشي حاملاً رسالة من الدكتور جعجع يعرب فيها عن رغبته في لقاء العماد عون. فقبل الاخير وجرى لقاء بين رياشي وبيني عند العماد عون.
هل تشعر ان مبادرة جعجع تحظى بمباركة سعودية؟
بدأنا الحوار قبل سفره الى السعودية وعودته لم تغير شيئاً. التدخلات الخارجية كانت قائمة دائماً في لبنان ولكن الازمات القائمة حالياً في العالم تترك لنا هامشاً من التحرك. هناك مساحة حرة سببها هذه الازمات يمكن ان تسوي اشياء كثيرة بدون اي وصاية.
كيف تقوم الوضع الامني؟
لا اخفي عليك بان لدي تخوفاً بين اسرائيل والاسلاميين واللاجئين السوريين. حتى الساعة ونظراً لما يجري في الخارج الوضع مقبول. ولكن الى متى يمكننا ان نبقى مسيطرين على الوضع؟ صحيح هناك خلافات داخلية واراء متباعدة ولكن وراء الكواليس الجميع يدركون اهمية استمرار الهدوء والفضل في ذلك للحكومة. الاعتداء الاسرائيلي يمكن ان يكون الهدف منه تفجير الوضع بدفع حزب الله للرد. هذه العملية لم يكن لها سبب دفاعي. نحن دائماً معرضون وعلينا بذل جهود متواصلة لتهدئة الوضع لهذا السبب هناك حوارات عدة يجب تقصير المسافات.
جويل سبف
