رئيسي

القوات العراقية تفك حصار «الدولة الاسلامية» لبلدة امرلي التركمانية الشيعية

تمكنت القوات العراقية من الدخول الى مدينة امرلي التركمانية الشيعية وفك الحصار الذي يفرضه منذ اكثر من شهرين عناصر تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف على هذه البلدة التي قطعوا عنها الماء والغذاء.

وبدأت قوات الجيش العراقي مدعومة بمتطوعين عملية عسكرية كبيرة السبت الفائت لفك الحصار عن بلدة امرلي، تزامناً مع عملية القاء مساعدات انسانية رافقها قصف جوي اميركي.
وقال مسؤول عسكرية لوكالة فرانس برس ان «طلائع القوات العراقية دخلت الى مدينة امرلي من محور قرية حبش جنوب المدينة فيما لا تزال قواتنا تتقدم من ثلاثة محاور اخرى ولا تزال الاشتباكات عنيفة».
وفك حصار هذه المدينة يعد ابرز انجاز للقوات العراقية منذ الهجوم الذي شنه عناصر الدولة الاسلامية في العاشر من حزيران (يونيو) وفرضوا خلاله سيطرتهم على مناطق شاسعة شمال ووسط البلاد.
وصمدت هذه البلدة الواقعة على بعد 160 كلم شمال بغداد امام محاولات الدولة الاسلامية لاحتلالها منذ 84 يوماً، على الرغم من حرمانها من المياه والطعام وتطويقها من جميع المنافذ.
وقال مدير ناحية سليمان بيك المجاورة لفرانس برس ان «الجيش والشرطة والحشد الشعبي، دخلوا ناحية امرلي الان وفكوا الحصار عن الاهالي المتواجدين بعد ان اشتبكوا مع المسلحين الذين يحاصرون الناحية».
واكد احد سكان البلدة ان قوات الجيش والحشد الشعبي الان في وسط المدينة. وقال نهاد البياتي وهو مهندس نفط لكنه تحول الى مقاتل بعد محاصرة بلدته «استقبل سكان البلدة قوات الجيش والحشد الشعبي بالاهازيج والفرح». واضاف ان «الطريق بين بغداد وامرلي اصبح سالكة بعد ان كانت قوات داعش تنصب حواجز تفتيش وانتشار على طول الطريق».
والى جانب قوات الجيش شاركت قوات النخبة وقوات البشمركة الكردية ومتطوعو الحشد الشعبي الذي يضم ميليشات شيعية.
واقر المتحدث باسم القوات المسلحة بسقوط ضحايا بين القوات العراقية، لكنه لم يحدد عددهم.
وشنت مقاتلات وقاذفات اميركية غارات جديدة ضد مسلحي تنظيم «الدولة الاسلامية» المتطرف في العراق في موقعين احدهما قرب بلدة امرلي التركمانية الشيعية (160 كلم شمال بغداد) والثاني قرب سد الموصل، كما اعلن البنتاغون الاحد.
وكان الجيش الاميركي اعلن السبت انه القى مساعدات انسانية على بلدة امرلي رافقها قصف لمواقع المسلحين.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية جون كيربي «بطلب من الحكومة العراقية، القى الجيش الاميركي مساعدات انسانية لبلدة امرلي».
واضاف ان «الطيران الاميركي القى هذه المساعدة بينما قامت طائرات استرالية وفرنسية وبريطانية ايضا بالقاء مواد غذائية ضرورية جداً».
واوضح ان عملية القاء المساعدات تصاحبها «ضربات مجاورة منسقة تستهدف ارهابيي الدولة الاسلامية دعما لهذه العملية الانسانية».
واضاف كيربي ان «العمليات ستكون محدودة في حجمها ومدتها حسب الضرورة للتعامل مع هذه الازمة الانسانية وحماية المدنيين المحاصرين في امرلي».
وفي سليمان بيك وينكجة الواقعتين شمالي امرلي اندلعت معارك بين القوات الكردية مدعومة بميليشيات من جهة ومسلحي «الدولة الاسلامية» من جهة اخرى وذلك اثر شن الاكراد حملة لطرد التنظيم المتطرف من هاتين البلدتين.
واسفرت هذه المعارك عن مقتل اثنين من المقاتلين الاكراد و12 من عناصر الميليشيات المتحالفة معهم، بحسب ما افاد مسؤول وطبيب.
من جهة ثانية قتل 13 شخصاً واصيب 17 آخرون في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا موقعين لقوات الامن العراقية الاحد في الرمادي التي تقع على بعد مئة كلم غربي العاصمة بغداد، بحسب الشرطة وطبيب.
وقالت المصادر ان سيارة انفجرت في بناية تستخدمها القوات الخاصة قاعدة لها كما انفجرت سيارة اخرى عند حاجز للشرطة والقوات الخاصة.
سياسياً، اعلن النائب الديموقراطي وعضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الاميركي دوتش روبرسبرغر الاحد ان الادارة الاميركية قد تكشف «خلال الاسبوع المقبل» استراتيجيتها ازاء سبل مواجهة تنظيم «الدولة الاسلامية» في سوريا.
ورداً على سؤال لشبكة سي ان ان حول ما يجب القيام به في سوريا لمواجهة هذا التنظيم قال النائب «ليست لدينا معلومات بهذا الشأن في الوقت الحاضر، الا اننا قد نعلم الاسبوع المقبل ما قد تكون عليه الخطط» بهذا الشأن.
كما اعلن مكتب نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في بيان الاحد ان اتصالاً هاتفياً جرى بين المسؤول الاميركي ورئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني تركز حول المساعدات الانسانية والضربات الاميركية التي تستهدف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية.
ومن المقرر ان يصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى المنطقة بعد قمة الحلف الاطلسي في الرابع والخامس من ايلول (سبتمبر).
من ناحيتها اعلنت الحكومة الالمانية مساء الاحد انها قررت ارسال دفعة اولى من السلاح الى الاكراد العراقيين تتألف من 30 صاروخاً مضاداً للدروع وآلاف الرشاشات لمساعدتهم في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.
وقالت وزيرة الدفاع اورسولا فون در ليان خلال مؤتمر صحافي عقدته في برلين مع وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير «ان الوضع في العراق خطير للغاية ومن واجب المجتمع الدولي دعم الذين يتعرضون للاضطهاد»، مشيرة الى ان الدفعة الاولى من الاسلحة ستكفي لتسليح نحو اربعة آلاف مقاتل بحلول نهاية ايلول (سبتمبر).
من جهته قال شتاينماير «لا يمكننا ان نقف متفرجين» امام التطورات في العراق محذرا من الخطر الذي يشكله تنظيم الدولة الاسلامية ليس على العراق والدول المجاورة فحسب بل ايضاً على اوروبا والمانيا.
ويعقد مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة الاثنين جلسة خاصة حول الوضع في العراق «على ضوء الانتهاكات المرتكبة من قبل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ومجموعات مرتبطة به».
ونزح اكثر من 1،6 مليون عراقي هذا العام عن ديارهم بسبب اعمال العنف، بينهم 850 الفاً في شهر آب (اغسطس) لوحده.

أ ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق