دولياترئيسي

استراتيجية ترامب للدفاع الصاروخي تعتبر كوريا الشمالية «تهديداً غير عادي»

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الخميس عن استراتيجية أميركية منقحة للدفاع الصاروخي تصف كوريا الشمالية بأنها ما زالت تمثل «تهديداً غير عادي» وذلك بعد سبعة أشهر من إعلانه انتهاء التهديد الذي تمثله بيونغ يانغ.
وتمثل مراجعة استراتيجية الدفاع الصاروخي، التي حددت أيضاً بواعث القلق من القدرات العسكرية المتنامية لإيران وروسيا والصين، فحصاً شاملاً لجهود حماية الولايات المتحدة من صواريخ العدو بما في ذلك السعي لتطوير أجهزة استشعار في الفضاء وبحث تطوير ونشر أسلحة في الفضاء.
وقال ترامب وهو يكشف عن التقرير بمقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) «هدفنا بسيط وهو ضمان أننا نستطيع رصد وتدمير أي صاروخ يطلق على الولايات المتحدة من أي مكان وفي أي وقت».
ولم يذكر ترامب في تصريحاته تهديد صواريخ كوريا الشمالية. لكن القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان وصف صواريخ كوريا الشمالية بأنها «قلق كبير».
بل أن ما ورد في التقرير الخاص بالاستراتيجية الجديدة كان أشد قوة.
وقال التقرير «رغم إمكانية وجود مجال جديد الآن للسلام مع كوريا الشمالية إلا أنها ما زالت تشكل تهديداً غير عادي وعلى الولايات المتحدة مواصلة توخي اليقظة».
وبالنسبة الى ترامب، الذي يحاول إحياء مساع لإقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن ترسانتها النووية، يعد توقيت صدور التقرير غريباً.
وقال شخص مطلع إن المسؤول الكوري الشمالي كيم يونغ تشول، الذي يقود محادثات نزع السلاح النووي مع الولايات المتحدة توجه إلى واشنطن امس الخميس لإجراء محادثات مزمعة مع وزير الخارجية مايك بومبيو يوم الجمعة وربما مقابلة ترامب.
وأضاف المصدر لرويترز أن المحادثات قد تؤدي إلى إعلان خطط لعقد قمة ثانية بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بعد الاجتماع الذي عقد بينهما العام الماضي في سنغافورة.
وكتب ترامب على تويتر بعد القمة التي عقدت في حزيران (يونيو) 2018 «لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية».

أجهزة استشعار في الفضاء
ستوصي الاستراتيجية المنقحة للدفاع الصاروخي بدراسة تقنيات تجريبية تشمل الاحتمالات الممكنة لنشر أسلحة في الفضاء ربما تكون قادرة على إسقاط صواريخ العدو، في عودة إلى مبادرة الرئيس السابق رونالد ريغان في الثمانينيات التي تعرف «بحرب النجوم».
كما تدعو الاستراتيجية لضخ استثمارات لنشر أجهزة استشعار في الفضاء يمكنها رصد وتعقب الصواريخ الاتية بشكل أفضل وربما تكنولوجيا السرعات التي تفوق سرعة الصوت وهو مجال حققت فيه الصين تقدماً كبيراً.
وقال ترامب «سنحمي الشعب الأميركي من كل أنواع الهجمات الصاروخية… في السابق كانت الولايات المتحدة تفتقر إلى استراتيجية شاملة للدفاع الصاروخي تمتد إلى ما وراء الصواريخ الباليستية. بموجب خطتنا هذا الأمر سيتغير».
وأضاف ترامب «نحن ملتزمون بوضع برنامج للدفاع الصاروخي يمكنه حماية كل مدينة في الولايات المتحدة. ولن نساوم أبداً في حقنا في القيام بذلك».
وذكر ترامب القدرات الإيرانية تحديدً. وقال التقرير إن إيران تمتلك أكبر قوة للصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة لن تضع أي قيود على تطوير دفاعاتها الصاروخية ضد «أي هدف لأميركا… سواء قبل الإطلاق أو بعده».
وأكد مسؤولون عسكريون أميركيون طويلاً أن الدفاعات الصاروخية الأميركية مصممة بالأساس لصد هجمات من دول لديها ترسانات أسلحة أصغر، مثل كوريا الشمالية، التي يعتقد مسؤولون بالمخابرات الأميركية أنها ما زالت تطور برنامجها النووي رغم وقفها عمليات إطلاق الصواريخ العام الماضي.
ويجادل مسؤولو البنتاغون بأن الدفاعات الصاروخية الأميركية محدودة للغاية بدرجة لا تكفي للتصدي لضربة أولى على الأراضي الأميركية من جانب قوة نووية كبرى مثل روسيا أو الصين. وبدلاً من ذلك فإن واشنطن تأمل في ردع هذه الدول باستخدام الترسانة النووية الأميركية.
وتعتبر روسيا تطوير الدفاع الصاروخي الأميركي تهديداً لها. ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن رئيس لجنة الدفاع والأمن بالمجلس الاتحادي في روسيا فيكتور بونداريف قوله بعد إعلان ترامب إن استراتيجية الدفاع الصاروخي الأميركية الجديدة ستزيد من التوتر العالمي.
ولم تخف وزارة الدفاع الأميركية قلقها من مواصلة بكين تطوير تكنولوجيا السرعات التي تفوق سرعة الصوت والتي ستزيد من صعوبة رصد وتدمير الصواريخ.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق