تقريرمتفرقات

عُمان تدخل عصر الابتكار برؤية واضحة ومرتكزات ثابتة

أكد مجلس البحث العلمي على تناغم رؤية الاستراتيجية الوطنية للابتكار مع رؤية عمان 2040 معزّزة بالإرادة السياسية والتكامل المؤسسي المستمر الذي أثمر عن مبادرات مختلفة في المجالات كافة.
كما قام مجلس البحث العلمي بتحديث الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والتطوير 2040 للتواؤم مع رؤية عمان 2040 برؤية مفادها «بحث علمي يقود إلى مجتمع معرفي وقدرات وطنية منافسة» تركز على تحويل المعرفة الى عائد اقتصادي، كون أن البحث العلمي والتطوير أحد المكونات الرئيسية لمنظومة الابتكار.
وقالت الدكتورة شريفة بنت حمود الحارثية، مديرة مشروع الاستراتيجية الوطنية للابتكار بمجلس البحث العلمي: مع اقتراب اكتمال المرحلة الأولى من مراحل الاستراتيجية الوطنية للابتكار في السلطنة التي تركز على تفعيل المبادرات الوطنية القائمة، وتقوية العلاقات التفاعلية بين المؤسسات من منتجي المعرفة والابتكار، والداعمين  أصبح مهما تسليط الضوء على ما تحقق في المرحلة.
وأضافت أن الابتكار اصبح محورا أساسيا في رؤية عُمان 2040 حيث تتناغم رؤية الاستراتيجية الوطنية للابتكار بأن تكون السلطنة ضمن أعلى 20 دولة في مؤشر الابتكار العالمي مع رؤية عُمان 2040 بأن تكون «عمان في مصاف الدول المتقدمة».
ووضحت أن أهم المقومات التي اعتمدت عليها الاستراتيجية الوطنية للابتكار هي الإرادة السياسية التي تمثلت بجلاء من خلال خطاب السلطان هيثم بن طارق، بأن يكون البحث العلمي والابتكار في سلم الأولويات الوطنية، كما أن إعادة النظر في التشريعات المختصة والقوانين ذات الصلة وهيكلية التنظيم الاداري هي أبرز الممكنات التي دعت إليها الاستراتيجية الوطنية للابتكار لتمكين المنظومة الوطنية الفاعلة للابتكار من أجل بناء اقتصاد وطني تنافسي مبني على المعرفة والابتكار، إلى جانب ذلك تعززت مؤشرات السلطنة في تقرير الابتكار العالمي عبر صدور عدد من القوانين الممكنة منها قانون الاستثمار الأجنبي المباشر، وقانون حلحلة قضايا الإفلاس، وقانون الخصخصة، وقانون الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص أنها تعتبر من الممكنات الأساسية لمنظومة الابتكار.
واشادت الدكتورة شريفة الحارثية بقدرة الشباب العماني والكوادر الوطنية على ابتكار وتطوير عدد من التطبيقات الرقمية في مجالات عدة خصوصاً في الأزمة العالمية التي يمر بها العالم جراء تداعيات فيروس كورونا كوفيد19، وكيفية مواجهتها من خلال تسخير التقنية والابتكار، بالتعاون بين الصندوق العماني للتكنولوجيا، والمؤسسات ذات العلاقة بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.
واكدت ان مجلس البحث العلمي والمتمثل في مجمع الابتكار مسقط، ومركز صنّاع عمان استطاع تمكين عدد من الشباب العماني تطوير قناع الغوص لاستخدامه كقناع للتنفس الصناعي باستخدام الطابعة ثلاثية الابعاد حيث تم تجريبه مع المختصين في المستشفى السلطاني واثبت نجاحه، وتصنيع القناع الواقي للطاقم الطبي باستخدام الطابعة ثلاثية الابعاد، بتصنيع مقبض شخصي لفتح الابواب باستخدام الطابعة ثلاثية الابعاد، كما طور المركز جهاز تنفس صناعيا الكترونيا عن طريق محاكاة أجهزة التنفس المعتمدة طبياً لدعم الطاقم الطبي أثناء هذه الجائحة. كما أطلقت منصة المدن الذكية التابعة لمجلس البحث العلمي وبالشراكة مع المجلس الأعلى للتخطيط، وبلدية مسقط والجهات الأخرى ذات العلاقة، مسابقة للشباب العماني لإيجاد حلول ذكية لمواجهة تداعيات كوفيد 19 حيث توجت ثلاثة تطبيقات فاعلة (إصحاح، عُمان تواجه كورونا، خلونا نهجع) وجميعها تقدم خدمات الكترونية ابتكارية لمواجهة كوفيد19، كما قدم برنامج الشبكة الوطنية لنقل التكنولوجيا التابع لمجلس البحث العلمي الدعم الفني والمادي لعدد من مؤسسات التعليم العالي لتأسيس مكاتب نقل التقانة وتحفيز الطلاب والباحثين الأكاديميين وتقديم الدعم والتسهيلات ضمن اجراءات طلب تسجيل براءات اختراع لأفكارهم وانتاجهم 
الفكري والمعرفي.
وحول الجهود المؤسسية الأخرى، قالت  الدكتورة شريفة الحارثية ان وزارة القوى العاملة أنشأت وحدة للابتكار تهدف لتأسيس علاقة تكاملية بين الجهات الداعمة للابتكار داخل الوزارة. كما أطلقت الوزارة جائزة وزارة القوى العاملة للابتكار تحت شعار «الابتكار شراكة واستدامة»، كما نظمت مسابقة هاكاثون البيانات المفتوحة تحت شعار «بالبيانات نبتكر» لتوليد مزيد من الأفكار القابلة للتسويق وتأسيس شركات ناشئة، كما تعكف وزارة التجارة والصناعة من أجل تمكين منظومة الملكية الفكرية على وضع استراتيجية وطنية شاملة لتطوير منظومة الملكية الفكرية المعززة بالخدمات الالكترونية الذكية وتقديم الدعم للطلاب، بإصدار قرار يخفض رسوم طلب تسجيل براءات الاختراع بنسبة 90 بالمائة للطلاب مما يحفز الشباب على الاقدام بتسجيل براءات اختراعاتهم مما سيعزز مؤشرات مخرجات الابتكار للسلطنة في التقارير الدولية، أما ما يتعلق بتعزيز منظومة الابتكار من خلال استثمار البنية الأساسية عالية الجودة للسلطنة، فقد شهدت المنظومة اللوجستية العمانية التي كشفت عن الإمكانات الكبيرة للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به السلطنة في إحداث نقلة نوعية من خلال مجموعة أسياد المتكاملة من خلال تسخير منظومة الموانئ والمطارات وشبكة الطرق عالمية الجودة وتحقيق تقدم في أداء المنظومة في التقارير الدولية، مما يجعل السلطنة محوراً لوجستياً عالمياً من خلال التواصل المباشر مع 40 دولة حول العالم.
وشهد قطاع تمكين الشركات الناشئة تقدماً ملحوظاً فقد حققت السلطنة في ما يتعلق بتعزيز الإجراءات لتمكين الشركات الناشئة، ازدياداً مستمراً من خلال عدد الشركات الناشئة وخصوصاً في مجال التقنية الرقمية من خلال تأسيس عدد من الشركات الناشئة في مجال تطوير التطبيقات الرقمية، سواء من خلال منصة المدن الذكية، او من خلال برنامج تحويل مشاريع التخرج في مجالات الثورة الصناعية الرابعة لشركات ناشئة أو من خلال الشركات الناشئة في القطاع الزراعي والسمكي، على سبيل المثال شركة انتاج ماء الورد العماني، وشركات استخدام الطائرات ذاتية القيادة لتلقيح أشجار النخيل في مشروع مليون نخلة، بالتعاون بين وزارة الزراعة والثروة السمكية وصناديق الدعم، وريادة، بالإضافة إلى الشركات الناشئة المبنية على المعرفة والابتكار مثل شركة انتوتك، ومصنع الابتكار، وغيرها كما تم تأسيس عدد من المبادرات للربط بين القطاع الصناعي والقطاع الأكاديمي منها مركز الابتكار الصناعي، و(إيجاد) التي تم تأسيسها بالشراكة بين مجلس البحث العلمي ووزارة النفط والغاز وشركة تنمية نفط عمان، ربطت أكثر من 45 مؤسسة من الشركات القطاع الخاص والجامعات 
ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة من اجل الوصول لحلول علمية وبحثية فاعلة للتحديات 
التي يواجهها القطاع الخاص.
كما أن صناديق الدعم لتمويل الشركات الناشئة ومنها الصندوق العماني للتكنولوجيا، وشركة تنمية الابتكار «ابتكار» التي تعتبر من صناديق الرأسمال الجريء المقدم من حكومة السلطنة لدعم مشاريع الشباب في المجال التقنية والابتكار قد أسهم في رفع مؤشر السلطنة لتكون الرابع إقليمياً، ويعتبر الصندوق العماني للتكنولوجيا الأول إقليمياً في استثمارات الرأسمال الجريء، الامر الذي يوضح أن متخذي القرار أصبحوا أكثر ايماناً بأهمية الاستثمار في الابتكار ودعم رواد الاعمال المنتجين للحلول التقنية المبتكرة بالإضافة الى صناديق القطاع الخاص مثل صندوق phase Ventures ذي الاستثمارات الوطنية والعالمية في مجال الطاقة، وحيث إن البحث العلمي والتطوير أحد المكونات الرئيسية لمنظومة الابتكار فإن مجلس البحث العلمي قام بتحديث الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والتطوير 2040 للتواؤم مع رؤية عُمان 2040 برؤية مفادها «بحث علمي يقود إلى مجتمع معرفي وقدرات وطنية منافسة» تركز على تحويل المعرفة الى عائد اقتصاد.
واختتمت الدكتورة شريفة بنت حمود الحارثية، مديرة مشروع الاستراتيجية الوطنية للابتكار بمجلس البحث العلمي حديثها بالقول: إن ما تقدم من مبادرات وبرامج وتشريعات يؤكد اكتمال المنظومة الوطنية للابتكار ونناشد المؤسسات والجهات ذات العلاقة كافة بأهمية أن تترجم هذه الجهود في تعزيز موقع السلطنة في خريطة العالم للابتكار والتنافسية من خلال ربطها بالمؤشرات الدولية ذات العلاقة والتي أصبحت جزءاً من رؤية عُمان 2040 من أجل تحقيق طموحات الانسان العماني لاستمرار مسيرة وحضارة عمان العظيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق