دولياتعالم

ماكرون يدعو الفرنسيين إلى «حوار وطني كبير» هدفه حل أزمة حركة «السترات الصفراء»

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد الفرنسيين إلى «الحوار الوطني الكبير» بهدف مناقشة أزمة احتجاجات حركة «السترات الصفراء» المستمرة منذ 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي انطلقت أساسا للتنديد بزيادة الضرائب على المحروقات ورفعت سقف مطالبها بشكل تدريجي بلغ حد دعوة ماكرون إلى الاستقالة.
وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء امس الأحد رسالة إلى الفرنسيين دعاهم فيها إلى «الحوار الوطني الكبير» لبحث سبل الخروج من الأزمة التي تسببت بها حركة «السترات الصفراء» منذ نحو شهرين.
ونشر ماكرون مساء الأحد رسالته على الموقع الإلكتروني لقصر الإليزيه وتغريدة على حسابه في موقع تويتر، حث فيها الشعب الفرنسي على المشاركة في هذا الحوار و«تحويل الغضب إلى حلول».
وينحدر ناشطو «السترات الصفراء» من طبقات شعبية ومتوسطة نزلوا إلى الشارع للتنديد بسياسات الحكومة المالية والاجتماعية. وقد تمكنوا السبت من حشد 84 ألف شخص في كل أنحاء البلاد، مقابل نحو خمسين ألفاً الأسبوع الذي سبقه، بحسب وزارة الداخلية.
وكان ماكرون وعد بهذا النقاش في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لدى إعلانه إجراءات عدة تجاوباً مع حركة «السترات الصفراء». ويريد ماكرون من رسالته هذه دعوة الفرنسيين إلى الاستفادة من فرصة الحوار.
وقرر التوجه الثلاثاء إلى منطقة النورماندي في غرب البلاد في إطار إطلاق هذا الحوار.
ويرتكز هذا الحوار على نقاط أربع هي القدرة الشرائية، الضرائب، الديمقراطية والبيئة. ويرفض الرئيس أي إعادة نظر في مسائل الإجهاض وعقوبة الإعدام وزواج المثليين.

انتقادات للحوار الوطني قبل بدئه!
إلا أن العديد من «السترات الصفراء» سارعوا إلى انتقاد هذا الحوار. وقال أحدهم جان جاك البالغ التاسعة والخمسين من العمر في ستراسبورغ «النقاش في الشارع وليس في قاعة ولا عبر الانترنت».
ولا يبدو أن جميع الأحزاب مستعدة للمشاركة في هذا الحوار. واعتبرت دانيال سيمونيه القيادية في حزب فرنسا المتمردة (يسار راديكالي) أن دعوة ماكرون «مجرد تضليل لوأد» التحرك.
كما اعتبر فاليران دي سان جوست، المسؤول في حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في حديث صحافي، أن اقتراح الرئيس الفرنسي «ليس على مستوى التحديات»، لافتاً الى ان السلطات انما تسعى عبر هذا النقاش «الى كسب الوقت».
في المقابل فإن حزب الجمهوريين اليميني المعارض أعلن أنه «سيحاول تقديم الدعم إلى هذه الاستشارة لأننا نريد الخروج من الفوضى» بحسب ما قالت المتحدثة باسم الحزب لورانس ساييه، مع «إبداء تحفظات عن الأسلوب».

الحكومة تحاول طمأنة الفرنسيين
وحاولت الحكومة عبر المتحدث باسمها بنجامين غريفو الحد من المخاوف. وقال غريفو «الفكرة تقضي بالتوجه إلى كل أراضي الجمهورية وعدم نسيان أحد» في إطار هذا الحوار.
وفي السياق نفسه قال أحد الوزراء رافضاً كشف اسمه «لكي يأتي الناس لا بد من وجود نظام، وحقد أقل»، معتبراً أن رسالة الرئيس «ستقدم إطاراً من دون إعطاء الشعور بالانغلاق».
وقال سكرتير الدولة منير محجوبي «هناك وعي فعلي لما يحصل، وسيتغير كل شيء مع هذا النقاش».
وفي السياق نفسه قال أحد المقربين من رئيس الدولة «المحك يكمن في أن تؤكد الرسالة أن النقاش يمكن أن يكون مفيداً».
كما قال فرانسوا بايرو المسؤول في حزب الحركة الديمقراطية الوسطي «بالنسبة إلى المجتمع الفرنسي، فإن النقاش يمكن أن يكون مهماً جداً ومفيداً، حتى لو أن كثيرين سيسعون لعرقلته».
ومن المتوقع أن يشرح رئيس الحكومة إدوار فيليب الاثنين كيفية إقامة هذا النقاش.
كما طرحت فكرة إنشاء «لجنة ضامنين» قد يترأسها شخص مثل «المدافع عن الحقوق» والوزير السابق جاك توبون، أو المفوض الأعلى لاصلاح نظام التقاعد جان بول ديليفوي.

فرانس 24/ أ ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق