رئيسيسياسة عربية

نتانياهو يلجأ الى الانتخابات المبكرة للهروب من اتهام محتمل بالفساد

يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنايمين نتانياهو في أن تساعده الانتخابات المبكرة المقررة في نيسان (ابريل) المقبل في الصمود في مواجهة اتهام رسمي محتمل بالفساد، بحسب ما أفاد محللون، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أنه الاقرب للفوز.
وقررت الحكومة الاثنين إجراء الانتخابات في 9 نيسان (ابريل) قبل سبعة أشهر من موعدها المحدد مسبقاً، بعد أن واجهت صعوبات كبيرة في تمرير قانون حول تجنيد اليهود المتدينين في الجيش، الأمر الذي يعترض عليه اثنان من الأحزاب الدينية في الائتلاف الحكومي.
وتسبب الفشل بتمرير القانون في الدعوة للانتخابات المبكرة، لكن محللين لفتوا إلى أنّ مخاوف نتانياهو القانونية لعبت دوراً حاسماً في ذلك.
وأبلغ مدعي عام الدولة شاي نيتسان الصحافيين الاسبوع الماضي أنّه بصدد الانتهاء من توصياته في ثلاث قضايا فساد منفصلة على ان يسلمها إلى الادعاء العام.
وذكرت تقارير صحافية أنه سيوصي بتوجيه الاتهام رسمياً بالفساد الى نتانياهو بدون اعطاء تفاصيل إضافية.
وقال محللون إن نتانياهو البالغ 69 عاماً يريد أن يواجه الاتهامات المحتملة بتفويض انتخابي جديد، وهو يراهن أنّ المدعي العام لن يصدر قراره قبل نيسان (ابريل) المقبل.
وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة تل ابيب ايمانويل نافون «ما جعله يقرر تقديم موعد الانتخابات كان إعلان شاي نيتسان إن توصياته جاهزة».

«يفضل الانتظار»
حتى الآن، يبدو أنّ القضايا بحق نتانياهو لم تؤثر كثيراً على توجهات الناخبين، إذ أظهر استطلاع للرأي تم إجراؤه الاثنين بعد إعلان موعد الانتخابات أنّ حزب الليكود الحاكم سيظل في السلطة بفارق كبير.
وفي حالة إعادة انتخابه، سيكون نتانياهو أول رئيس وزراء يتجاوز الفترة التي أمضاها الأب المؤسس لدولة إسرائيل، دافيد بن غوريون في المنصب لاكثر من 13 عاماً، بين 1948 و 1963.
ويدعم فوزه الكبير بالانتخابات موقفه أن التحقيقات مؤامرة سياسية لإجباره على التخلي عن السلطة رغماً عن إرادة الناخبين.
وهو غير ملزم التنحي إذا وجهت إليه الاتهامات رسمياً.
وقال الاستاذ في الجامعة العبرية غيدون راحات إنّه لا يعتقد أن المدعي العام سيضع الانتخابات في حساباته حين يحدد موعد اصدار قراره.
وأوضح «اعتقد أنه سيفضل على الأرجح الانتظار إلى ما بعد الانتخابات لأنه لا يريد أن يواجه لوما لتأثيره على الانتخابات أو لمحاولة التأثير على الانتخابات».
وفيما تعيش أحزاب يسار الوسط المعارضة في فوضى، يأتي التهديد الرئيسي لنتانياهو من أحزاب اليمين والوسط.
وساعدت سمعة نتانياهو كـ «رجل أمن» إلى حد كبير في حصوله على شعبية واسعة في صفوف الناخبين، لكن ذلك تأثر كثيراً لرفضه شن عملية واسعة النطاق ضد حركة حماس الإسلامية في قطاع غزة بعد أشهر من الاشتباكات بل وتوصله إلى هدنة مع الحركة.
وأدت الهدنة إلى استقالة أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع، زعيم الحزب القومي المتشدد «اسرائيل بيتنا» وانسحاب اعضاء نواب الحزب الخمسة من الحكومة التي تعد الاكثر تطرفاً ويمينية في تاريخ إسرائيل.

«انتصار باهظ الثمن؟»
وعمل نتانياهو على لم شمل الائتلاف وقد نجح في ذلك حتى الآن.
وسرت تكهنات أنه يريد الانتظار وعدم إجراء انتخابات الى حين يهدأ الغضب حيال الهدنة مع حماس.
لكن بعد إعلان الانتخابات المبكرة الاثنين، واجه نتانياهو انتقادات جديدة بشأن تصريحاته في تشرين الثاني (نوفمبر) أنه من غير المسؤول الدعوة للانتخابات والبلاد تواجه وضعاً أمنياً حساساً.
وكان رئيس الوزراء يشير إلى عملية عسكرية لتدمير أنفاق عثر عليها الجيش الاسرائيلي واتهم حزب الله بحفرها لاغراض عسكرية.
ورداً على سؤال عن السبب الذي جعل الوقت مؤاتياً الان، قال نتانياهو إنّ العملية شارفت على الانتهاء.
ورغم عدم وجود تهديد حقيقي لنتانياهو، لا يزال من الممكن أن تبرز بعض الشخصيات فجأة خلال الحملات الانتخابية.
وتتجه الانظار نحو رئيس اركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس الذي تقول استطلاعات الرأي إن اداءه سيكون جيدا إذا ترشح للانتخابات، لكنه لم يعلن نواياه في هذا الشأن.
واذا كان نتانياهو سيكسب على الارجح الرهان الانتخابي، فان القضايا القانونية ضده ستظل سارية ومن المرجح أن يضطر للتعامل معها في نهاية المطاف.
وكتب المعلق السياسي بن كاسبيت في صحيفة معاريف أنّ نتانياهو «أدرك أن الوقت بدأ ينفد».
واضاف «في رأيي، قد ينجح ما يخطط له، لكن ذلك سيكون نصراً باهظ الثمن. ستتوقف الساعة لبضع دقائق، ما يتيح له خوض الانتخابات، لكنها ستستأنف الدوران بقوة بعد ذلك».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق